أفادت تقارير إخبارية سورية اليوم الأربعاء بأن مسؤولية القوات الأميركية تبقى قائمة ومستمرة مادام هناك جندي أميركي واحد على أرض العراق.

وقالت صحيفة "تشرين" الحكومية السورية في افتتاحيتها اليوم إن انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية "لا يلغي مسؤوليتها عما وقع من سفك للدماء ومجازر واغتيالات وقتل خلال المرحلة المنصرمة". وأضافت: "وهذه المسؤولية ناشئة أصلاً من كونها قوات احتلال وهي أيضاً مسؤولية سياسية وأخلاقية قبل أن تكون مسؤولية قانونية، ومن حق العراقيين الرجوع على الأميركيين
للمطالبة بالتعويض عن الدمار الذي لحق بالعراق في أرضه وأهله وثقافته وحضارته وبِناه التحتية وتاريخه".

وأضافت الصحيفة أن "هذا الانسحاب - رغم أهمية وضرورته - فإنه لا يكتسب أبعاده الحقيقية إلا باكتماله أي بانسحاب نهائي من كل أراضي العراق وعودة القوات إلى بلادها". وتابعت الصحيفة: "كذلك فإن مسألة فرض الأمن والقانون وحماية أرواح العراقيين وممتلكاتهم تبقى من الناحية الميدانية شأن القوات العراقية ولكنها أيضاً تبقى من الناحية القانونية تحت مسؤولية القوات الأميركية باعتبارها مازالت قوات احتلال، وهذه المسألة هي القراءة الثانية".

ووضعت الصحيفة "الشعب العراقي اليوم أمام اختبار صلابته وثقافته ووحدته الوطنية وترفعه عن الطائفية والمذهبية والقبلية والعشائرية، التي طالما اشتغلت عليها قوى الاحتلال والقوى الظلامية وهذا هو الوقت الذي يستطيع فيه شعب العراق أن يخاطب العالم كله خطابه الحضاري الوحدوي القيمي الذي يحمل في طياته لغة العراق العربية وحضارة العراق التاريخية وثقافة العراق الأصيلة التي ترفض الاقتتال والاختلاف اللذين يفضيان إلى خدمة الغرباء ويطيلان أمد الاحتلال."