‮لم ينعم الشاب عمر بحياة هانئة سعيدة بعد الزواج من ابنة قريته صباح وبعد أيام قليلة كانت قد مر على زواجهما حتى بدأت الخلافات العائلية تزداد يوماً بعد يوم فيما بينهما وعدد الأيام التي كانت تقضيها صباح في بيت أهلها أكثر بكثير من تلك التي كانت تقضيها في بيت زوجها

ومرت الشهور والسنوات أيضاً إلى أن وصل فيما بينهما طريق مسدود وبدأت الدعاوى القضائية تأخذ مجراها لحسم الخلاف وعودة الأمور إلى نصابها الطبيعي إلا أن حساب السوق لم ينطبق على الصندوق.‏

وفي تفاصيل القضية فقد تقدمت الزوجة بطلب إلى المحكمة الشرعية لحصولها على بيت شرعي مستقل عن منزل العائلة المشترك مع أهل الزوج وبالفعل سارع الزوج لاستئجار غرفة وإعدادها لتكون منزلاً جيداً لزوجته حسب زعمه وبعدها بدأت الأمور تسير في طريق شائك وخطير ووصلت تلك الخطورة إلى أوجها حينما أرسلت المحكمة بعض موظفيها للتأكد من صلاحية البيت الشرعي للسكن وداخل جدران المنزل الجديد والذي أعده الزوج لزوجته كانت لغة الرصاص هي من أنهت ذلك اللقاء بشكل دموي ووحشي بعيداً عن كل الأخلاق والعواطف البشرية وذلك حينما أبدت الزوجة استياءها من المنزل الجديد والمؤلف من غرفة واحدة وقد أيدها في ذلك المحامي الموكل بقضيتها وقد كان برفقتها أثناء الحادثة فما كان من الزوج وبتحريض من والده الموجود معه أيضاً في المكان إلا أن أقدم وفي لحظة فورة غضب شديد على إطلاق النار على زوجته ليرديها قتيلة على الفور ثم يسارع ليعاجل محاميها بطلقة أخرى ألقته أرضاً وقد تظاهر هذا الأخير بأنه قد فارق الحياة رغم أن إصابته لم تكن خطرة وبذلك أنقذ نفسه من موت كاد أن يكون محققاً وفي تلك اللحظات الخطرة والدماء قد ملأت الأرض والجدران وبعدها ساد صمت مخيف استمر للحظات وكان وقتها صوت الرصاص وحده هو الظاهر والقوي عندها طلب والد الزوج من ولده أن يتابع جريمته النكراء ويتخلص من ابنه والذي لم يتجاوز بعد الأربع سنوات فما كان الزوج المجرم إلا أن أمسك بولده بيد وأمسك مسدسه بيده الأخرى وخلال ثوان فارق الطفل البريء الحياة بعد أن اخترقت جسده طلقة مسدس الأب وبذلك يكون قد قتل زوجته وولده وجرح المحامي وبعدها سارع ليلوذ بالفرار وبعد أيام قليلة من وقوع الحادثة تم إلقاء القبض على الأب في حين لا يزال الزوج المجرم فاراً من وجه العدالة.‏