حذر مصدر غربي رفيع المستوى في دمشق من
ان "التسرع الزائد او التباطؤ الشديد هما
وجهان لحال الانفجار المميت التي يمكن ان
تنتهي اليها الأزمة السورية الحالية".
وقال لصحيفة "النهار"
اللبنانية ان
الحل يكمن في خيار "السرعة" في الاصلاحات
الجدية التي تشكل المفاصل الرئيسية في
الحياة العامة في البلد وهو الطريق الذي
يرجح ان يوصل كلا الطرفين، السلطة
والمعارضة، الى بر الأمان، وتالياً يصون
السلم الاهلي.
واستحضر المصدر الذي طلب عدم ذكره تجارب
عربية اقليمية، في التسعينات من القرن
الماضي عندما اعتقدت تيارات اسلامية ان
الحل يكمن في الاسراع في الانقضاض على
الوضع القائم آنذاك (الجزائر؟)، وعندما
تصرف بلد مجاور لسوريا ببطء شديد لاصلاح
اوضاعه بعد 2000 وكان فيه نمط حزبي مشابه
لسوريا (العراق؟)، ثم "تبين بالتحليل أن
التسرع الزائد في محاولة التغيير التي جرت
في التجربة الاولى أدى الى مجازر وفوضى
كادت تعصف بالبلاد... وان البطء الشديد في
التجربة الثانية أودى بالنظام وكاد يعصف
بالبلد نتيجة تعنت نظام ذلك البلد الجار،
لذا فان رؤية الحل في سوريا هي الاصلاح
الجذري السريع الذي سيقود الى خلاص الشعب
والبلد وسيؤدي الى ديمقراطية".
وأبرز المصدر اهمية ان تستشعر السلطات
السورية مدى حرص الناس على حرياتهم
وكراماتهم، وان تستعجل معالجة الاخطاء
السابقة والحالية، وخصوصاً الخيار الأمني،
لئلا تزداد الأمور سوءاً، بدل ان تكتفي
السلطات بالمواعظ والكلام وتنصرف عن افعال
جدية متجاهلة أهمية عامل "الوقت السياسي".
وتحدث عن اجماع لدى المراقبين على أن "المسؤولين
السوريين لا يتحدثون لغة سياسية واحدة
واضحة في معالجة الأزمة"، وهذا ربما يلمسه
الكثير من الناس المهتمين بالشأن العام، "فثمة
فهم لدى البعض من المسؤولين لطبيعة الازمة
وطرق المعالجة، إلا أن البعض الآخر يفكر
في واد بعيد لا علاقة له بالوضع السوري
الحالي الدقيق".
وأوضح ان اليوم هو "زمن القرارات المؤلمة
في سوريا" وانه لا بد لكل الاطراف ان
يعرفوا انه من دون برنامج تشاركي وانفتاح
وحريات عامة وسيادة للقانون وغيرها من
مطالب الشعب السوري بكل اطيافه، لا يمكن
ان تكون هناك حلول للوضع الراهن.
وقال: "من فهمي لكلا الطرفين، السلطة
وأطياف المعارضة، وجدت ان هناك سماعاً
للرأي من دون اصغاء الى بعضهم".
أما عن العلاقة التنسيقية القائمة حاليا
بين كل من واشنطن ولندن وباريس مع أنقرة
في ما يتعلق بالوضع السوري تحديدا فأكد
المصدر ان "هناك تطابقا في الموقفين
الاميركي والاوروبي من هذا الوضع، وهناك
تنسيق مع أنقرة بقوة، لكن هذا لا ينفي
التباين أحيانا في وجهات النظر مع
الاصدقاء الاتراك على سبيل المثال. ذلك أن
الاتراك فضلوا الآن ألا يلتزموا العقوبات
على الافراد والمؤسسات السورية التي صدرت
عن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة،
وقالوا إنهم يريدون بعض الوقت للحوار مع
الجانب السوري، لكن هذا لا يعني بالنسبة
اليهم ان الوقت مفتوح وهم يرددون في
الاونة الاخيرة ان صدرهم بدأ يضيق
بالتعامل السوري الرسمي".
وعن الموقف الايراني رأى المصدر "أنه ليس
في أحسن حال، فهل سيرحب جزء كبير من الشعب
السوري بحزب الله او القوات الايرانية على
الاراضي السورية أم إن الطائرات الايرانية
ستعبر فوق تركيا الشريكة في حلف شمال
الاطلسي... الحل فقط هو بالسياسة العادلة
لا بالسياسة التي تذكر دوما انها تمسك
بيدها استقرار المنطقة، من هنا نستذكر قول
حسن نصرالله ان حربه عام 2006 كانت خطأ
ومكلفة".
وعن حراك الشارع السوري الذي دخل شهره
الرابع، قال: "الشارع صار لاعبا رئيسيا
فرض نفسه بتضحياته، لا يمكن ان يتراجع رغم
أننا لا نريد أن تذهب الامور الى فوضى او
الى الخراب، إلا أن ذلك الامر مسؤولية
الطرف الاقوى وليس الشارع... ان للناس
حقوقا مشروعة يطالبون بها، أغفلتها
السلطات سنوات طويلة وعليها الاقرار اليوم
بأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها بين
السوريين". |