اعتبر خبراء ومراقبون عرب لـ «المدينة»
أن الموقف السعودي والخليجي من الأزمة
السورية يعتبر نقطة تحول عربية مفصلية
تجاه ما يجري في سوريا، وأن دعوة خادم
الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن
عبدالعزيز للقيادة في دمشق بإجراء إصلاحات
يستشعرها الشعب تنطلق من حرصه على عدم
إراقة الدماء والحفاظ على سوريا أرضًا
وشعبًا.
وقال المراقبون: إن تأكيد الملك عبدالله
بن عبدالعزيز على أن تداعيات الأحداث التي
تمر بها سوريا والتي نتج عنها تساقط أعداد
كبيرة من الشهداء الذين أريقت دماؤهم
وأعداد أخرى من الجرحى والمصابين ليست من
الدين ولا من القيم ولا الأخلاق تؤكد
أصالة ونبل خادم الحرمين وسعيه لرأب الصدع
ووقف سفك الدماء وان هذا الموقف يعبر عن
نهج دائم لخادم الحرمين اتسم بالمسؤولية
وتحمل الأمانة تجاه الأشقاء
العريان: تعبر عن الضمير العربي الحي
قال الدكتور عصام العريان أمين عام حزب
الحرية والعدالة: إن كلمة خادم الحرمين
الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي
وجهها إلى الشعب السوري عبرت عن الضمير
العربي الحي الذي يتألم ويحزن لما يجري
هناك وان ممارسات الحكومة السورية لم يعد
من الإمكان السكوت عليها خاصة أنها لا
تحمل أي ملامح للإصلاح أو إرضاء الشعب
السوري وهو ما لاقي ارتياحًا عربيًا
كبيًرا، واعتبر نقطة تحول في التعاطي مع
الأزمة السورية، وقال العريان: إن موقف
المملكة لقي أصداء كبيرة في الأوساط
الرسمية والسياسية العربية والإسلامية.
أبو طالب: موقف خادم الحرمين ليس غريبًا
من جانبه قال الدكتور حسن أبو طالب نائب
رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية
والاستراتيجية: إن موقف خادم الحرمين
وخطابه للشعب السوري ليس غريبًا عليه
لأننا عهدنا منه مواقفه الايجابية التي
تهتم بمصالح الأمة ووحدتها، لقد ركز خادم
الحرمين في خطابه على أن «إراقة دماء
الأبرياء لأي أسباب ومبررات كانت لن تجد
لها مدخلًا مطمئنًا يستطيع فيه العرب
والمسلمون والعالم أجمع أن يروا من خلالها
بارقة أمل إلا بتفعيل الحكمة لدى القيادة
السورية وتصديها لدورها التاريخي في مفترق
طرق، الله أعلم أين تودي إليه».
الأشعل: موقف يحسب للمملكة
وقال الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير
الخارجية المصري الأسبق والمرشح المحتمل
للرئاسة المصرية انه لم يكن غريبًا علي
خادم الحرمين أن يلقي خطابًا في هذا الشأن،
ويعبر عن الرفض السعودي والخليجي للتجاوز
ضد المدنيين في سوريا.
وأضاف الاشعل: أن خطاب الملك عبدالله بن
عبدالعزيز جاء في غاية الدقة، فلا يميل
لطرف على حساب آخر إنما ينطلق من مرتكزين
هما اتساع دائرة العنف غير المقبولة وغير
المبررة، ثم تقدم الموقف الدولي تجاه
سوريا الأمر الذي ألقى بعبء على العالم
العربي أن يقول شيئا في هذا الاتجاه، وهو
ما جعل المملكة تتقدم وتبادر به في خطوة
تحسب لها.
المنصور: الحل في الإصلاحات
من جانبه أكد السفير الدكتور عبدالملك
المنصور مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة
العربية، أن موقف خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبدالعزيز يؤكد أنه
يساند بشكل واضح ومشرف تفعيل سوريا
لإصلاحات شاملة وسريعة لأنها بين خيارين
لا ثالث لهما كما قال المليك، إما أن
تختار بإرادتها الحكمة أو أن تنجرف إلى
أعماق الفوضى . |