اكد نشطاء ومحللون ان اغتيال المعارض
الكردي البارز مشعل تمو الجمعة في مدينة
القامشلي (شمال شرق) سيدفع بالاقلية
الكردية الى المشاركة بفعالية اكبر في
حركة الاحتجاجات التي يواجهها النظام
السوري.
واشار مدير المرصد السوري لحقوق الانسان
رامي عبد الرحمن الى ان الشارع الكردي
الذي شارك بالثورة ضد نظام الرئيس السوري
بشار الاسد منذ بدايتها "قد ينتفض وينضم
الى الاحتجاجات بشكل حقيقي".
واعتبر مدير المرصد ان "الشارع الكردي ان
انضم الى الحراك باعداد فعالة فان ذلك
سيؤثر على الوضع في سوريا بشكل كبير".
وفور شيوع نبأ الاغتيال نزل الالاف الى
شوارع القامشلي للتظاهر احتجاجا على
اغتيال القيادي الكردي، مرددين هتافات
مطالبة باسقاط النظام، كما افاد ناشطون.
وشارك نحو 50 الف شخص السبت في تشييع
القيادي الكردي المعارض الذي تحولت جنازته
الى تظاهرة حاشدة تطالب باسقاط النظام.
واطلقت قوات الامن النار على جنازة تمو في
القامشلي ما اسفر عن سقوط قتيلين.
كما نظمت مظاهرات عدة الاحد في المناطق
الكردية كما في القامشلي وعامودا
والدرباسية والمالكية في شمال سوريا كما
في المناطق الواقعة على الحدود التركية
والعراقية بحسب النشطاء الذين دعوا الى
الخروج بمظاهرات "من اجل مشعل راية الحرية".
وبين شريط فيديو بثه موقع يوتيوب متظاهرين
في عامودا وهم يحطمون التمثال الضخم
للرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس
الحالي.
وذكر الصحافي والناشط السياسي الكردي الذي
يتخذ من النروج مقرا له مسعود عكو ان
حادثة اغتيال القيادي مشعل تمو الذي انضم
الى المجلس الوطني السوري، التحالف
الرئيسي للمعارضة "سيكون لها الاثر الاكبر
على عموم الثورة السورية وخاصة في المناطق
الكردية".
واثارت حادثة اغتيال تمو ردود افعال واسعة
في الغرب كما طالبت الولايات المتحدة
الاسد "بالرحيل مباشرة".
واقتحم عشرات المعارضين السفارات السورية
في كل من لندن وفيينا وبرلين وجنيف. وقام
ثلاثة اشخاص بالصعود الى شرفة السفارة
السورية في العاصمة البريطانية ورفعوا
العلم الكردي.
ويطالب الاكراد الذين يمثلون 10 بالمئة من
السكان ويبلغ عددهم نحو 3 ملايين نسمة
باداء دور في الحياة السياسية بالبلاد "وبالاستقلال
الاداري" بالاضافة الى الاعتراف بهويتهم،
حسبما يوضح القادة الاكراد.
ويوجد في سوريا 12 حزبا كرديا محظورا،
كلهم علمانيون، واكثرهم تاثيرا هم حزب
يكيتي والحزب الديمقراطي الكردي في سوريا
(بارتي) وحزب يزيدي الكردي والاتحاد
الديمقراطي (القريب من حزب العمال الكردي).
وسبق لاشتباكات دامية ان وقعت في اذار/مارس
2004 لمدة خمسة ايام بين الاكراد وعناصر
من قوى الامن في شمال سوريا وخاصة في
القامشلي وفي حلب مما اسفر عن مقتل 40
شخصا بحسب مصادر كردية و25 قتيلا بحسب
السلطات السورية.
وتدعو منظمات دولية للدفاع عن حقوق
الانسان دمشق بشكل دوري لوضع حد "للقمع"
الذي تمارسه على الاقلية الكردية كما تدين
اعتقال القادة الاكراد وحظر اي شكل من
اشكال التعبير السياسي والثقافي الكردي.
وحاولت السلطات السورية التي اعتبرت لوقت
طويل ان الاكراد يشكلون تهديدا على الهوية
العربية مراعاة الاكراد في بداية موجة
الاحتجاجات حيث تم اصدار مرسوم في نيسان
ينص على منح الجنسية السورية للسكان
الاكراد الذين حرموا منها عقب احصاء تم في
عام 1962.
ووصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم
خلال تصريح صحفي الاحد مشعل تمو "بالشهيد".
واعتبر ان الهدف من وراء اغتياله "احداث
فتنة في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي
ظلت طيلة الازمة نموذجا للتعايش والاخاء
بين سكانها". |