أخبار الوطن الرئيسية

09/05/2011

 

هيثم مناع: "النظام يسعى إلى إرهاب المجتمع السوري من خلال إرهاب منبع الحركة الاحتجاجية"

 

صرح هيثم مناع المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان في مقابلة مع موقع فرانس 24 أن نظام بشار الأسد اختار سياسة "الوحش الأمني" وأنه يسعى إلى إرهاب المجتمع السوري من خلال إرهاب منبع الحركة الاحتجاجية سواء كانت في درعا أوفي مدن أخرى.

فرانس 24: ما هو الوضع السائد في سوريا، خصوصا في المدن التي يداهمها الجيش؟
المشكلة الكبرى تكمن في تعميم الحل الأمني أو ما أسميه "الوحش الأمني". النظام خلق عدوا وهميا وجعله عدوا حقيقيا ويقول إن هناك عصابات مسلحة بالرغم من أن الكل يدرك أنه لا توجد في سوريا معارضة مسلحة أو تنظيم إرهابي. هدف النظام في الحقيقة هو وقف الانتفاضة. الأجهزة الأمنية لم تتوقع أن تكون بمثل هذه القوة والسرعة. التظاهرات تصاعدت وتيرتها في وقت قياسي. ففي البداية كان عدد المشاركين فيها لا يتعدى 2000 أو 3000 الآف شخص، اليوم أصبح يقدر بمئات الآلاف.

كما أن استعمال الرصاص الحي ضد المتظاهرين وممارسة التعذيب ومداهمة المنازل من بين العناصر التي بثت روح الصمود لدى قوى التغيير التي تقول لا يمكن أن نقبل بهذه التصرفات ولا نقبل أن يتعامل معنا النظام وكأننا حيوانات.

نظام الأسد يسعى إلى إرهاب المجتمع السوري من خلال إرهاب منبع الحركة الاحتجاجية وإرسال قوات خاصة إلى درعا التي تحولت من مدينة عادية إلى مدينة محرومة من الماء والدواء والمواد الغذائية والكهرباء وكل مستلزمات العيش الضرورية. القوات الخاصة التابعة للنظام قامت بنهب وتخريب الممتلكات العامة لكي يشعر الناس بالألم والنقص في كل شيء والتخلي عن المطالب السياسية في التغيير والاهتمام فقط بالمشاكل الحياتية اليومية وبلقمة العيش.

اليوم النظام يريد تعميم نموذج درعا من خلال فرض عقوبات جماعية على سكان مدن أخرى قد تتجرأ في الانتفاض عليه.


فرانس 24: إلى أي حد يمكن أن يذهب النظام السوري في سياسته القمعية؟
للأسف نحن اليوم أمام حالة انسداد سياسي. لقد تم اعتقال كل الشخصيات السياسية والمدنية التي يمكن أن تكون همزة وصل بين المجتمع والنظام. كما تم اعتقال رموز الاعتدال السياسي والمعارضة بالرغم من أنها لم تطرح قضية إسقاط النظام.
شخصيات هامة في المشهد السياسي السوري غيبت بشكل كامل حتى أصبح اليوم من الصعب أن تجد شخصا يمكن أن تتحاور معه. النظام قام أيضا بتغييب الخطاب السياسي لصالح الحل الأمني وأصبح رهانه الوحيد وقف الحراك الشعبي. لكن هذه الخطة لا يمكن أن تنجح على المدى البعيد لأن العناصر التي أشعلت النار مازالت موجودة.

فرانس 24: كيف تفسر صمت المجتمع الدولي أمام ما يجري في سوريا؟
لا يوجد ما يسمى "البوليس الدولي" لكي يتدخل في كل مكان. ليس لدينا أوهام حول حجم التدخل الدولي في سوريا. القوى العظمى منشغلة بما يجري في العراق وأفغانستان وليبيا ولا يمكن أن تتدخل في 20 نقطة في العالم. كما أن العصبية الوطنية السورية تجعل المعارضة والمجتمع السوري يرفضان أي تدخل أجنبي خوفا من أن يغير هذا التدخل من موازين القوى القائمة بين سوريا وإسرائيل.

ولكن يجب أن يكون هناك تضامن دولي وتحرك للمؤسسات الدولية ذات المصداقية مثل منظمات حقوق الإنسان، من أجا إحالة المجرمين إلى المحاكم الجنائية .

المصدر:فرانس 24 -  أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري