ندد البيت الأبيض بالتفجيرين
الانتحاريين العاصمة السورية، وقال إنهما
لا يعبران عن المعارضين للرئيس السوري
بشار الأسد، مشيراً إلى أنهما يظهران
الحاجة لإنهاء الاضطرابات في البلاد. وقال
جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض “مثل
هذه الهجمات التي تسفر عن قتل وإصابة
المدنيين بدون تمييز تستحق التنديد ولا
يمكن تبريرها”، مضيفا “أنها تذكرنا أيضا
بالحاجة العاجلة للتوصل إلى حل سياسي قبل
فوات الأوان”.
وأضاف كارني “لا نعتقد أن هذا النوع من
الهجمات التي شاهدتموها في دمشق تعبر عن
المعارضة. يوجد بوضوح عناصر متطرفة في
سوريا كما نقول دوما تحاول استغلال الفوضى
في البلاد، الفوضى التي تسبب فيها هجوم
الأسد الوحشي على شعبه”.
من جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة
الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان
“الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات
الهجمات التي وقعت في دمشق”. وأضافت أن
“جميع أشكال العنف التي ينجم عنها قتل
وإصابة المدنيين بشكل عشوائي تستحق الشجب
ولا يمكن تبريرها”.
و دان المتحدث
باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة بيرنار
فاليرو "بحزم" الهجوم على موكب رئيس بعثة
مراقبي الأمم المتحدة في سوريا الجنرال
روبرت مود، والذي أدى إلى إصابة ستة جنود
سوريين. وحمل فاليرو، في لقاء صحافي "نظام
دمشق مسؤوليّة أمن المراقبيّن".
وتابعت “نواصل دعوة النظام السوري الى
التطبيق الكامل والفوري” لخطة مبعوث الامم
المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لوقف
العنف في سوريا “من اجل منع مزيد من تصاعد
العنف” في هذا البلد.
ووصفت السفارة الأميركية في بيروت
التفجيرين بأنهما يستوجبان الشجب وغير
مقبولين لكنها قالت إنهما لن يغيرا
المطالب الأميركية بأن تنفذ الحكومة
السورية خطة عنان.
وقالت السفارة الأميركية في بيان على
تويتر “تدين الولايات المتحدة بأقوى
العبارات الهجومين اللذين وقعا في دمشق”.
وفي بروكسل دان الاتحاد الأوروبي اعتداءات
دمشق، معتبرا أن عودة العنف الى سوريا
يجعل مهمة عنان “اصعب لكن اكثر اهمية ايضا”.
وقال المتحدث باسم الدبلوماسية الاوروبية
مايكل مان “ندين بشدة الانفجارين اللذين
وقعا في دمشق”. وأضاف أن “التصعيد في
التفجيرات والانتهاكات المتواصلة لوقف
إطلاق النار تجعل من مهمة عنان اكثر صعوبة
وإنما أيضا أكثر أهمية”. ورأى أن خطة عنان
“تبقى افضل طريقة للتقدم” نحو حل للازمة
السورية.
استنكر مجلس الأمن الدولي بقوة “الهجمات
الإرهابية”، وحث كل أطراف الصراع على
الالتزام خطة السلام التي تدعمها الأمم
المتحدة. وقال سفير إذربيجان في الأمم
المتحدة، اقشين مهدييف، في بيان وافق عليه
مجلس الأمن بإجماع أعضائه: “استنكر أعضاء
مجلس الأمن بأشد العبارات الهجمات
الإرهابية التي وقعت في دمشق في 10 مايو،
مسببة سقوط العديد من القتلى والجرحى”.
كما ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان
كي مون بالاعتداء، وطلب من النظام
والمعارضة في سوريا “النأي بنفسيهما” عن
الإرهاب، بحسب المتحدث باسمه مارتن
نيسيركي. وأضاف المتحدث أن بان “جدد نداءه
العاجل للأطراف كافة بأن تحترم بشكل كامل
واجباتها بوقف العنف المسلح بأشكاله كافة،
وحماية المدنيين، والنأي بأنفسهم عن
الاعتداءات العمياء بالقنبلة، وبقية
العمليات الإرهابية”. وأكد بان كي مون
“مجدداً ضرورة التعاون الفوري والكامل مع
جهود الأمم المتحدة، الهادفة إلى إنهاء
العنف، وانتهاكات حقوق الإنسان، وضمان
العمل الإنساني، وتسهيل عملية انتقال
سياسي يقودها السوريون بأنفسهم”. وختم
المتحدث مؤكداً أن الأمم المتحدة “تتعهد
بالاستمرار في القيام بكل ما يمكنها
لتحقيق هذه الأهداف”.
وكان الأمين العام للإمم المتحدة، قد حذر
الحكومة والمعارضة في سوريا من ان الوقت
بدأ ينفد لمنع اندلاع حرب اهلية في
البلاد. وقال بان كي مون امام الجمعية
العامة للامم المتحدة انه “يتوجب على
الطرفين ان يدركا ان الوقت بدأ ينفد لوقف
اعمال العنف” والتوصل الى حل سياسي للنزاع
“بين الحكومة والذين يريدون التغيير”.
واضاف ان القنبلة التي انفجرت لدى مرور
قافلة للمراقبين الدوليين هي “دليل على
الصعوبات والمخاطر” التي تواجهها بعثة
الامم المتحدة.
وأعرب ايضا عن خشيته من اندلاع “حرب اهلية
واسعة النطاق مع ما تتركه من اثار كارثية
على سوريا والمنطقة” في حال لم تتوقف
اعمال العنف. وكان الامين العام قال في
بيان نشره المتحدث باسمه مارتن نيسيركي ان
“مثل هذه الحوادث التي تضاف الى اعمال
العنف المتواصلة التي تبلغنا بحصولها في
عدد كبير من المدن في سوريا، تعيد طرح
مسألة التزام الاطراف بوقف العنف وقد يكون
لها تأثير مباشر على مستقبل مهمة” الامم
المتحدة. وأضاف البيان “لا يوجد سبب يدعو
للاعتقاد بان الانفجار كان يستهدف قافلة
بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا، ومع
ذلك فان هذا الحادث يظهر الشروط الصعبة
والخطيرة التي يعمل فيها المراقبون”.
ودانت فرنسا “بحزم” التفجيرين وحملت
النظام السوري “المسؤولية الكاملة” عن
أعمال العنف منذ أكثر من عام في سوريا.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة
الخارجية الفرنسية ان “النظام يتحمل
المسؤولية الكاملة في الفظاعات التي
تشهدها سوريا”. وأضاف المتحدث “من خلال
اختياره القمع الأعمى والوحشي، غرق النظام
في دائرة عنف لا مخرج منها”. وتابع فاليرو
“مرة اخرى تظهر هذه الأحداث المأساوية
الضرورة الملحة لتنفيذ قراري مجلس الامن
رقمي 2042 و2043 اضافة الى خطة عنان بهدف
انهاء الازمة من خلال ضمان انتقال سياسي
سلمي وديمقراطي”. واكد ان “الخطة التي
قدمها عنان تمثل الفرصة الاخيرة للخروج من
الازمة وبات ملحا اكثر من اي وقت مضى ان
يغير النظام من سلوكه ويغتنمها”.
ودانت الحكومة الايطالية بشدة التفجيرين
الكبيرين في دمشق مؤكدة رفضها المبدئي لكل
هذه الاعتداءات المتولدة عن التوتر الشديد
وعمليات القمع وقصف المدن من قبل قوات
النظام مطالبة مجلس الأمن التدخل بقرار
جديد.
واعتبر وزير الخارجية جوليو تيرسي ان
التفجيرين اللذين أوقعا عشرات الضحايا
والمصابين “بالغا الخطورة” مؤكدا أن
ايطاليا تشجب بشكل قاطع ارتكاب هذه
الاعتداءات مهما كانت طبيعتها أو مصدرها
الارهابي الذي يقف وراءها.
واعتبر تيرسي ان التدخل العسكري في سوريا
“خيار يمكن لمجلس الأمن الدولي أخذه في
الاعتبار” في ظروف الوضع الناجم، موضحا أن
ذلك يتطلب توافر الظروف السياسية التي
تسمح لجميع أعضاء المجلس إقرار مثل هذا
الخيار.
الى ذلك دعت الصين وروسيا جميع الاطراف في
سوريا الى “وقف العنف”. وصرح وزير
الخارجية الروسية سيرجي لافروف بعد
محادثات في بكين مع نظيره الصيني يانج
جيشي “نطلب من جميع الاطراف وقف العنف
والتعاون مع عنان”. ودعا هونج لي المتحدث
باسم وزارة الخارجية الصيني كذلك الى
انهاء العنف ودان تفجير الاربعاء الذي
تعرض له المراقبون الدوليون في سوريا وادى
الى اصابة عشرة جنود كانوا يرافقونهم.
وصرح لافروف بأن روسيا لن تغير موقفها من
الوضع في سوريا. واشار الوزير الروسي الى
ان بعض الدول تشجع المتمردين في سوريا على
القتال المسلح. وقال ان “بعض الدول طلبت
من المتمردين عدم المساومة ومواصلة احداث
المشاكل” مضيفا ان عددا من الدول تامل ان
يؤدي ذلك الى “تدخل قوى خارجية”. واضاف
“لا يمكن القبول بذلك، كما ان مجلس الامن
الدولي لن يسمح بحدوثه”.
وقال لافروف إن التفجيرين، ربما كانا من
تنفيذ “إرهابيين” محليين بمساعدة قوى
خارجية. واضاف: “على أقل تقدير، يتخذ بعض
شركائنا خطوات عملية تهدف إلى تفجير الوضع
في سوريا، بالمعنى المباشر وغير المباشر
للكلمة”. وقال لافروف وبعض مسؤولي
الكرملين إن بعض الدول الغربية تدعم
المعارضة السورية بالأسلحة وبعض الوسائل
الأخرى لمهاجمة القوات الحكومية وزعزعة
الاستقرار في البلاد.
كما نددت الصين بالهجوم ضد موكب للمراقبين
الدوليين امس الاول مما ادى الى اصابة
عشرة جنود سوريين بجروح. واعلن المتحدث
باسم وزارة الخارجية هونج لي”ندعو جميع
الاطراف في سوريا الى وقف اعمال العنف
نهائيا والى التعاون مع مراقبي الامم
المتحدة ودعم عملهم وضمان امنهم لبدء
عملية الحوار السياسي باسرع ما يمكن”.
وشدد هونغ على ان “الصين سبق وساهمت في
مهمة لمراقبي الامم المتحدة وستواصل دعمها
لها والتعاون معها”.
كما دانت الحكومة الاسبانية التفجير الذي
وقع لدى مرور موكب بعثة المراقبين
الدوليين في جنوب سوريا .
ودعا وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل
مارجايو جميع الاطراف في سوريا الى
“الالتزام بوقف اطلاق النار معربا عن رفضه
لاي محاولة لزعزعة سير عملية تنفيذ خطة
عنان”. |