‮مرة أخرى تكون صحة المواطن رهناً بعبث العابثين وجشع الطامعين وهذه المرة كانت مستحضرات التجميل ميدان هذه العملية، لولا أن نجحت ضابطة جمارك المكتب السري في كشف مخبئها.
توجهت المفارز إلى منطقة مفرق صحنايا- الباردة في ريف دمشق الجنوبي وتم ترصد المخبأ المكون من مستودع ضخم رصفت فيه الصناديق الكرتونية المحتوية على مستحضرات التجميل منتهية الصلاحية بالنسبة لبعضها ومغفلة مدة الصلاحية والمنشأ ومكان التصنيع بالنسبة لبعضها الآخر.
ولدى جرد البضائع تبين بأنها مكونة من عشرات الآلاف من علب مستحضرات التجميل المنوعة بين مكياجات ومرطبات للبشرة والوجه تحديداً، إضافة إلى المواد الأولية والمكونات الرئيسية للشامبو وسوائل الحمام التجميلية، وقد وصلت غرامات هذه البضائع بحسب التقدير النهائي إلى 3.2 ملايين ليرة سورية على حين وصلت قيمها إلى 635 ألف ليرة سورية أما رسومها فقد وصلت إلى 417 ألف ليرة سورية.
وقد اعترف المخالف صاحب البضائع والمخزن الذي ضبطت فيه الأدوية أن هذه الكميات منتهية الصلاحية وموجودة لديه منذ سنوات عديدة وأنها منتهية الصلاحية منذ اشتراها قبل سنوات (وقد قدرت المصادر المختصة عدد السنوات بـ15 سنة).
مصدر طبي مختص أوضح أن مستحضرات التجميل هذه ذات خطورة عالية على الإنسان لجملة من الأسباب أولها أن استعمالها يكون في أغلبية الأحيان لمناطق حساسة في الجسم مثل الوجه ليكون بالتالي انتهاء صلاحيتها وعدم مراقبتها صحياً سبباً في كثير من الأحيان لظهور التهابات واحمرار في الوجه إضافة إلى البثور والحبوب التي يمكن أن تتأزم أكثر من أي وقت في هذا الحر، مبيناً أن استعمالها يمكن أن يؤدي إلى نتائج وخيمة على وجه من يستعملها بالنسبة لبعض الأنواع التي تدخل ضمن مكوناتها مواد شديدة الحساسية تعمل على أذية الوجه في حال دخلت مرحلة الفساد ما يسبب أضراراً دائمة لبشرة الوجه بعكس ما يتوخاه من يستعملها.
الكلمة الأخيرة التي يمكن لنا قولها هو أن يداً واحدة لا تصفق ولا يمكن للضابطة الجمركية أن تقوم وحدها مقام العديد من الأجهزة المعنية فلا يمكن لها أن تعمل بدلاً من التموين والصحة والرقابة الدوائية وسواها ولا بد من أجل المواطن والمواطن وحده أن يصار إلى تكثيف جهود الجهات الأخرى منعاً لوصول أذى مثل هذه المواد إلى المواطن لأن المهرب لا يبغي من تهريبه إلا الربح بغض النظر عن ربح أو خسارة المواطن، فيكون تراخي البعض سبباً لإثراء البعض الآخر والمعنى نعرفه كلنا