في
إجراء يهدف إلى وقف نمو تيار ديني متشدد
في سورية، قامت وزارة التربية بنقل نحو
1200 مدرسة منقبة إلى وزارة الإدارة
المحلية وتحديدا إلى البلديات.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الراي»، أن القرار
طال مئات المدرسات في بعض المحافظات مثل
ريف دمشق وحلب وريفها حيث وصل الرقم إلى
نحو 300 مدرسة في كل منها، بينما لم يتعد
الرقم بضعة مدرسات في محافظة دمشق، وخلت
محافظات أخرى من أية حالة كما في
القنيطرة.
ولاقى القرار الذي اتخذ منذ فترة ليست
بالبعيدة، ردود فعل متباينة، اتجهت معظمها
نحو الترحيب به، على خلفية تخوف الشارع من
نمو ظاهرة التطرف في دولة علمانية تدفع في
اتجاه سيطرة الإسلام المعتدل.
في المقابل، عبرت مصادر إسلامية عن
ملاحظات تجاه تطبيق القرار، وقالت لـ»الراي»:
«وإن كنا لا نؤيد وصول المنقبات كمعلمات
إلى المدارس ونؤيد القرار الذي اتخذ، إلا
أن الإجراء كان يحتاج إلى مزيد من الدراسة
والتأني حتى لا يأتي بردود فعل معاكسة
للغاية التي صدر من أجلها، من قبيل فتح
المجال أمام رجال دين معروفين بوسطيتهم
لمناقشة المنقبات ومحاولة إقناعهن
بالاكتفاء بالحجاب المعروف بدلا من نقاب
يغطي كامل وجوههن، عبر عادة دخيلة بدأت
تنتشر في البلاد».
وتوقعت المصادر أن معالجة الموضوع لو تمت
بالطريقة المتأنية لربما انحصر القرار
بعدد محدود وانخفض الرقم إلى أقل من مئة
مدرسة بالتأكيد، لأن الهدف كان من إصداره
توسيع شريحة الملتزمين بالإسلام الوسط
وليس دفع الناس نحو التشدد، ونحن لن نكون
فرحين بمعاقبة منقبات وإنما سنكون فرحين
إذا ما نجحنا في تنويرهن وإعادتهن إلى
الحياة.
وشددت على أن القرار كان بحاجة لمزيد من
الدراسة وكان لابد من استشارة جهات أخرى
ذات علاقة برجال الدين، الأقدر على
التعامل وفهم مثل هذه الظواهر.
وبينت المصادر أن الريف السوري في معظمه
هو من الملتزم دينيا، ورغم ذلك فإن النقاب
ظل إلى فترة قريبة غير موجود فيه، ثم بدأت
النساء المنقبات تظهرن بداية بحالات
فردية، كنوع من التقليد لنساء المجتمع
المخملي في المدن ومن ثم نساء الطبقات
الوسطى، إلى أن بدأت الحالة بالنمو، لكن
لم تتحول بعد إلى ظاهرة مقلقة.
وقالت المصادر «إن النقاب وإن كان يدخل في
إطار الحرية الشخصية لكن لا علاقة للساحة
الدينية الإسلامية به، ونحن لا نستطيع أن
نمنع لكن على الجميع أن يلتزموا النظام
العام»، مشددة على أن معالجة موضوع
المدرسات المنقبات في سورية «تم بقرار
محلي من دون أي تدخلات خارجية».
ولاقى قرار وزارة التربية، ترحيبا من موقع
«نساء سورية» الإلكتروني الذي نشر مقالا
افتتاحيا تحت عنوان «نعم لتوجه وزارة
التربية بإخراج «العاريات» من التدريس».
وجاء في المقال أنه و«منذ سنوات بدأ غزو
الظلاميين/ات إلى المجتمع السوري تحت
تأثيرات مختلفة (...) ووصل الغزو فعليا
إلى مواقع مهمة، منها وزارة التربية حيث
دخلت العاريات المسميات بالمنقبات ليبثثن
أفكارهن ومظهرهن المتطرف أمام الطلاب
والطالبات بأعمار مختلفة، خاصة الصغار
منهم».
وأمس، انتقد موقع «الجمل» الإلكتروني
انتشار المنشآت الخاصة بالنساء في سورية،
وكتب: «حدائق خاصة بالنساء، وتاكسي
للحرملك في دمشق، ومول تجاري نسوي بحلب،
وقريبا مقاهٍ ومسارح وجامعات للحرملك دون
الزلملك»، ونبه إلى أن «أغلب تمويل ودعم
انتشار منشآت وشركات الحرملك الوطنية تأتي
من جهات متشددة، وهي تأخذ تراخيصها من
أولاد الحكومة بسرعة قياسية». |