الاعتقاد
السائد لدى الأغلبية أن مال القطاع العام
مباح والشاطر الذي يسرق دون أن يشعر به
أحد والدليل أن معظم مشاريع القطاع العام
ليست بالنوعية والجودة والمواصفات الواردة
بالدراسات رغم الإنفاق الكبير عليها على
حين أن مشاريع القطاع الخاص بنوعية وجودة
وتنفيذ وفق أدق المواصفات وميزانية
المشاريع محسوبة بدقة، ومقدمة هذا الكلام
السكن الوظيفي الذي تم تخصيصه مؤخراً
للعاملين في محافظة القنيطرة وأنفق عليه
ملايين كثيرة. كان يعتقد العاملون
المخصصون أن طاقة القدر قد فتحت لهم والحظ
حالفهم وابتسم لهم أخيراً ولكن تجري
الرياح بما لا تشتهي السفن، ولأول مرة في
تاريخ توزيع السكن الوظيفي بالقنيطرة كانت
الفئة الخامسة هم الأغلبية في التخصيص
بسبب غياب الوساطة والتوزيع تم بموجب أسس
وشروط وإن كان للكثير تحفظات على الأسس
إلا أن الموضوع الآن ليس بالأسس وإنما في
التنفيذ السيئ والرديء الذي لا يمت إلى
الهندسة أو التصميم والدراسات بأي صلة،
ولعل أول مرة يتفق الجميع بالقنيطرة على
أمر واحد وهو قصور نظر بدراسة المجموعة
الأخيرة من السكن الوظيفي ولم يجد حتى
الآن الجهابذة والمحللون تفسيراً علمياً
ودقيقاً لإنشاء غرفتين داخل بعضهما بعضاً
وبباب واحد، لكن أحد الخبثاء أكد أن هذا
الاختراع يراد به دخول موسوعة غينيس
للأرقام القياسية من ناحية رداءة التصميم
وبحيث تحصل الجهة الدارسة على جائزة أسوأ
دراسة في التاريخ لمشروع سكني.
ولعل معاناة المخصصين قد بدأت في تأخر
تسليم الشقق السكنية فترة طويلة، علماً
أنها منجزة منذ سنوات طويلة وهذا الأمر
عرضها للاهتلاك والظروف المناخية التي
تشهدها القنيطرة وأثر فيها، والأمر الآخر
الخلاف بين محافظة القنيطرة ومؤسسة
الإسكان على عائدية السكن الوظيفي وبعد
إجراءات ومراسلات واجتماعات كثيرة تم
الاتفاق على أن المحافظة تقوم بتوزيع
السكن والمؤسسة تنظم العقود وتحصل على
الإيجار. ومن البديهي أن تقوم إحدى
الجهتين المحافظة أو الإسكان بإجراء صيانة
عامة للسكن الوظيفي قبل تسليمها للمخصصين
لكن أياً من هذا الأمر لم يحدث علماً أنه
في السابق وعندما كان السكن الوظيفي يتبع
لمحافظة القنيطرة كانت تقوم بلدية البعث
بإجراء صيانة عامة قبل تسليم الشقة، ولعل
الأخذ والرد بين الإسكان والمحافظة قد حرم
الجهتين من فرصة الصيانة على الجهة
المنفذة لأن المدة انقضت وضاعت والمخصصون
هم الجهة الوحيدة الخاسرة وعليهم الآن
تنفيذ الصيانة اللازمة التي تحتاج إلى
مبالغ كبيرة.
يقول العاملون المخصصون: السكن الذي تم
استلامه بحاجة إلى الكثير من الصيانة
بدءاً من الباب الرئيسي وانتهاء بآخر نقطة
في المسكن، فالأبواب من النوعية الرديئة
والصحية من أرخص الأنواع والكهرباء كذلك
الأمر أما تركيبات الهاتف فتلك حكاية أخرى
وتحتاج إلى (لوغارتميات) لحل لغزها،
والحمامات تم تجاهل المداخن فيها
واستبدالها بالطاقة الكهربائية للتذكير
بترشيد الكهرباء، أما السقيفة فقد نستها
الجهة المنفذة أو لغاية في نفس يعقوب. |