كشفت مصادر أميركية رفيعة ان الهدف
الاساسي من زيارة السفير الاميركي في
سورية روبرت فورد الى مدينة حماة الشمالية
كان لمباشرة ورعاية حوار بين المتظاهرين
المطالبين باسقاط نظام بشار الاسد وممثلين
عن النظام.
وقالت انه كان من المقرر ان تبقى الزيارة
طي الكتمان، الا ان انكشافها، وفشل فورد
في ايقاف التظاهرات التي وصلت فيها اعداد
المتظاهرين الى ما يقارب نصف مليون يوم
جمعة «لا حوار»، اول من امس، دفع النظام
السوري الى محاولة التنصل من علمه المسبق
بالزيارة ومحاولة استغلالها باتهام السفير
الاميركي بتحريض السوريين ضد نظامهم، ودفع
فورد الى محاولة اظهار نفسه وواشطن
كنصيرين للمتظاهرين.
وتابعت المصادر ان نظام الاسد، ووزارة
الخارجية ومستشارة الرئيس بثينة شعبان،
كانا يعلمان مسبقا بزيارة فورد التي جاءت
من ضمن التنسيق المتواصل بين الجهتين منذ
اندلاع التظاهرات منتصف مارس الماضي،
ففورد شارك بشكل كبير في التواصل مع
المعارضين، واقناعهم بأن لا طريق لاستمرار
الثورة، وان الولايات المتحدة تدعم الحوار
بين الاسد والمعارضين كسبيل وحيد للخروج
من الازمة، وهو ما اقنع بعضهم بالمشاركة
بالمؤتمر الذي انعقد في فندق سميراميس في
دمشق قبل اسابيع.
الا ان بعض المعارضين شعروا في ما بعد ان
تشجيع فورد لهم بالمشاركة في المؤتمر،
والحوار لاحقا مع النظام برعاية نائب
الرئيس فاروق الشرع، قد يكلفهم الكثير في
الشارع، الذي صار يبدو جليا انه يرفض هذا
الحوار كليا ويطلب تنحي الاسد كشرط وحيد
لايقاف التظاهرات. هكذا، اعلن عدد كبير من
المعارضين انسحابه من مؤتمر المعارضة في
الداخل حتى قبل انعقاده.
كما ان زيارة فورد الى حماة، حسب المصادر،
كان المقصود منها الاظهار للعالم ان الاسد
لا يمارس العنف ضد المتظاهرين، وانه مستعد
للحوار. ويتساءل المصدر، الذي قال انه «لا
يرى الحكمة خلف السياسة الاميركية الحالية
تجاه سورية»، حول جدوى مقولة ان «وجود
فورد في حماة تحمي سكانها»، ويقول: «هذه
فكرة فيها الكثر من التبسيط، اذ يصبح
السؤال هنا من يحمي السوريين المتظاهرين
في باقي المدن، والى متى يبقى فورد في
ساحة العاصي لحماية المتظاهرين من عنف
النظام».
وتعتقد المصادر ان نظام الاسد قد يكون نصب
فخا للاميركيين على امل ان تحول زيارة
فورد الانظار عن مسار الاحداث الفعلية.
في السياق نفسه، قالت المصادر نفسها ان
نتائج زيارة فورد احدثت انقاسما عميقا في
دوائر قرار الادارة الاميركية، ففورد ابلغ
واشنطن ان «زيارته تسببت باعطاء دفعة
معنوية لاستمرار تظاهرات حماة»، فيما علق
معارضون لدوره في سورية بالقول ان «ساحة
العاصي شهدت حشودا غفيرة قبل زيارة فورد»،
وان «اهل حماة، مثل في درعا ودير الزور،
اصبحوا نسبيا خارج سيطرة النظام، ويحاولون
صد هجمات قوات الاسد بوسائل بدائية
كالحجارة والعصي والاطارات المطاطية
المشتعلة».
كذلك، قالت المصادر ان «فورد لم يشر في
تقاريره الى واشنطن حتى الآن ان التظاهرات،
مثل في حماة، اصبحت حاشدة»، وهذه النقطة «مفصلية
وتستند عليها الادارة للتدليل على صحة
خياراتها بعدم تخليها عن الاسد، فاذا
انقلبت التظاهرات السورية الى تظاهرات
عارمة، ستجد اميركا نفسها مرغمة اكثر على
القول علنا انه على الاسد الرحيل».
وختمت: «لنرى كيف سيهندس فورد نهاية
الازمة السورية وكيف سينقذ الاسد من ورطته...
ولكن مهما فعل، فان عودته الى واشنطن
ستصبح حتمية آخر هذا العام لان من غير
الوارد لمجلس الشيوخ الموافقة على تثبيته
حسب ما هو مقرر». |