|
أطلق
الدكتور محمد سعيد حوى نجل المراقب الاسبق
لجماعة الإخوان المسلمين في سورية الراحل
سعيد حوى خارطة طريق لإعادة صياغة العلاقة
بين الإخوان والنظام في رسالة مفتوحة
وجهها للقيادة الجديدة، وحصلت "قدس برس"
على نسخة منها، جاء فيها: "إن الساعين في
الحل للخروج من المأزق التاريخي، وعديد من
الباحثين يرون أن الإخوان مطالبون بمواقف
صعبة جداً على المستوى الفكري والسياسي،
يمثل مراجعة صادقة مع النفس احتساباً لوجه
الله، ثم للأمة والتاريخ؛ ليعودوا إلى
أصالتهم ووجهم التاريخي وحقيقة دعوة
الإمام البنا، ولينسجموا مع مضامينهم
الفكرية التي أصَّل لها البنا، وهاهم
إخوان مصر أنموذج الصبر والمصابرة والثبات
على الحق".
وأضاف المتحدث "إذا تمت هذه المراجعة
العملية، وتلتها مراجعة فكرية واضحة إزاء
حكم التكفير والتخوين، ورفض إساءة الظن
وإلقاء التهم الجزاف ضد الخصوم، ورافقها
حسن قراءة الواقع السياسي المتغير في
سورية. إذا حصل كل ذلك علانية وبوضوح
وشفافية وجراءة وقوة؛ فلا بد من تحمل
المسؤولية التاريخية بقوة وشرف، وإعلان
الإنحياز إلى الخط الفكري للإخوان
المسلمين الأصيل؛ كما سطره البنا الذي
يرفض التخوين والتكفير، ويدعو إلى التعاون
السلمي الدعوي والسياسي، ولا بد من تحمل
تبعات الأخطاء التاريخية والسياسية
والفكرية والعسكرية التي وقعت، ولا بد
للقيادات التي كانت متورطة في الأخطاء
التاريخية السابقة التخلي عن مواقعها
كاملة؛ وقد قادت الجماعة إلى النفق المظلم
والطريق المسدود والوضع الشاذ، واستجرت
إلى مواقف لا قناعة لها فيها ولا شرعية
لها. لتسمح للأجيال الناشئة أن تحمل
الراية بصفاء، بعيداً عن عقد الماضي"،
حسبيره.
وأشار حوى إلى وجود وساطات لحل الخلاف بين
الإخوان والنظام دعا إلى استغلالها لإنهاء
الخلاف، وقال: "تفيد بعض المصادر أن
النظام قد قدم لبعض الوسطاء حلا ممكنا
يتضمن القبول بعودة الإخوان كأفراد ـ ممن
لم يمارس القتل مباشرة ـ ومع أنه ليس
متوقعا على ضوء ما سبق وعلى ضوء الواقع
السياسي وضعف تأثير الاخوان أن يقدم
النظام للإخوان أكثر من ذلك؛ فإن قيادات
إخوانية تتعمد إفشال هذه الوساطات، وتطالب
بالمستحيل، محاولة فرض شروط المنتصر، مع
إنه بالإمكان أن يبني الاخوان على مقترحات
النظام؛ ليقوموا بحوار مباشر يتم من خلاله
تطوير عرض النظام في اطار إلغاء القانون
49، وإصدار عفو شامل، وأن يكون الحل
شموليا سياسيا، وأن يمكًن الإخوان من
العودة كأفراد، وقد طويت كل الملفات
السابقة، مع إمكانية أن ينخرط أفراد
الإخوان في المجتمع السوري، ويكون لهم
أدوار اجتماعية ودعوية وفكرية وسياسية ضمن
أطر يتم الحوار حولها، في خطوات متصاعدة،
في منهج سلمي علني واضح، مع تحمل الضريبة
التي تترتب على حملة المبادئ إن كانوا
جادين في الرغبة في الحل وتحمل مسؤوليات
العمل الاسلامي".
ودعا حوى إلى مناقشة كل الخيارات من أجل
حل العقدة التاريخية بين النظام والإخوان،
وقال: "إن كل البدائل السياسية والشرعية
لا بد أن يطرحها الإخوان بقوة، وبالفعل
نجد منهم من يطرح النقاط التالية: حل
الجماعة وإعادة البناء الداخلي في إطار
الحوار مع النظام، تغيير اسم الجماعة
وإعادة البناء التنظيمي العملي العلني مع
طرح فكري واضح. ومن خلال الحوار الصريح مع
النظام . (مع التأكيد أن تتم هاتان
النقطاتان في إطار حوار مع النظام )
(وسيقول البعض إن هذه أحلام؛ متناسين أنهم
فشلوا في كل شئ ، وأن ماقاموا به لايمكن
أن يقبل به أي نظام في الدنيا،وأن أي عمل
يقوم به الإنسان لابد أن تترتب عليه
تبعات)، والمراجعة التاريخية وتحمل
المسؤولية في سبيل الحل ولو إعذاراً إلى
الله ثم للتاريخ"، على حد تعبيره. |