لن أتعرض
في هذه المقالة لتاريخ جماعة الإخوان
المسلمين في سورية ودورها الوطني
والسياسي، وقبل ذلك دورها في تقديم
الإسلام الوسطي المعتدل الشامل لمناحي
الحياة كافة بأبهى صورة وأكثرها نقاء
وصفاء للناس، بعيداً عما أُدخِل فيه أو
أُلصق به زوراً وبهتاناً، فإن لذلك مجالاً
آخر. ولكننا سنتطرق بإيجاز للمواقف الطيبة
التي لمسناها في الأستاذ البيانوني وصحبه
في القيادة، خلال فترة تبوّئه المسؤولية
الأولى في الجماعة.
لقد كان الأستاذ والشيخ البيانوني مثال
المسلم الملتزم بأخلاق الإسلام وآدابه في
تعامله مع أبناء شعبه، لا سيّما الكرد،
طوال فترة تعرفي عليه، سواء خلال زياراتي
ومقابلاتي الكثيرة له، أو مراسلاتي معه،
التي امتدت سنوات طوالاً، فقد كان يرى أن
الظلم الواقع على الكرد ظلم مضاعف، من جهة
لأنهم أهل سنّة ملتزمون، ومن جهة أخرى
لأنهم أبناء قومية أخرى غير العربية،
ولذلك يجب العمل معهم ولأجلهم، نصراً للحق
والحقيقة، ووضعاً للأمور في نصابها، على
طريق بناء دولة المواطنة التي يتساوى فيها
الناس جميعاً في الحقوق والواجبات، بغض
النظر عن كل الاعتبارات التي تميّزهم.
وإذا كان بعض الكرد يرى أن اهتمام الإخوان
المسلمين السوريين بالقضية الكردية
السورية ومظلومية الكرد السوريين قد جاء
متأخراً، فإن هذا "التقصير" يتحمّل الكرد
أنفسهم جزءاً منه، ذلك لأنهم كانوا
متقوقعين على أنفسهم، متوجّسين من الإخوان
خوفاً من غضب السلطة السورية الظالمة،
التي كانت تُمضي الوقت مع بعض الكرد على
أمل إيجاد مخرج للمشكلة الكردية التي
ازدادت تعقيداً على يد تلك السلطة يوماً
بعد يوم، وتحكم بالإعدام على كل متهم
بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وقد
فقدت الجماعة خيرة عناصرها في أقبية
النظام السوري وزنازينه تطبيقاً لهذا
القانون العار، وبالرغم من ذلك لم نجد
إدانة كردية سورية لجرائم النظام بحق
الإخوان، على بشاعتها وتجاوزها لما يتعرض
له الكرد السوريون. ولقد سوّغ بعض الكرد
هذا التقاعس أو التقصير الصارخ، وليتهم لم
يسوّغوا، بأن الإخوان كانوا يتعاملون مع
نظام صدام حسين، الذي استخدم الأسلحة
الكيماوية ضد كرد عراقيين، متناسين أن
الكرد العراقيين أنفسهم كانوا يتعاملون مع
نظام صدام، ويستعين بعضهم بصدام على بعض
حتى بعد عام 1996م، ومتناسين أيضاً أن حزب
العمال الكردستاني/ جماعة أوجالان، والحزب
الديمقراطي الكردستاني/جماعة د.عبدالرحمن
قاسملو ـ رحمه الله، كانوا يتلقون أيضاً
المساعدات من نظام صدام، ومع ذلك لم يفكر
أحد من الكرد تجاهل قضيتهم، أو الوقوف
موقف الحياد منهم. فلمَ الازدواجية في
المواقف والكيل بأكثر من مكيال، والاختباء
وراء حجج هي أوهى من بيت العنكبوت؟!
أقول: إن الأستاذ البيانوني لم ينتظر من
مسؤولي الأحزاب والتنظيمات الكردية
السورية إعلان تضامنهم مع الإخوان
المسلمين ليلتفت إلى القضية الكردية، من
باب ردّ الجميل، وإنما كان موقفه وموقف
جماعته ابتداء، وهذا مما يدفع المتابع
للشأن السوري لتقديم المزيد من الشكر
والثناء عليهم.
ولقد جاء موقف الإخوان السوريين(القضية
الكردية.. رؤية جماعة الإخوان المسلمين في
سورية)، خلال فترة تولي الأستاذ البيانوني
لمنصب المراقب العام(2005م) موقفاً
متقدّماً قياساً إلى الأحزاب السورية غير
الكردية، كما جاء ملبياً لمطالب معظم
الكرد السوريين، بالنص على ما يأتي:
- المواطنون الأكراد مكوّنٌ أصيلٌ من
مكوّنات الشعب السوريّ، يعيشون على أرضهم
التاريخية، تضربُ جذورُهم في أعماق الأرض
والتاريخ والحضارة، نشأوا على أرض هذا
الوطن، وانتمَوْا إليها، وأخلصوا لها،
ودافعوا عنها، وامتزجوا بإنسانها وترابها،
وشاركوا في صنع حضارتها وأمجادها.. فكيف
يكون غريباً عن أرض الشام من قاد ملحمة
تحريرها من الغزاة الصليبيين، وصنع للأمة
مفخرةَ عزّها في حطين، وطهّر الأقصى من
رجس المعتدين؟.
- كان الأكراد على مرّ التاريخ عنصراً
إيجابياً فاعلاً، يعزّزُ اللحمةَ الوطنية،
وينبذُ الفرقة، ولم يُعرَفْ عنهم في
تاريخهم الطويل أنهم كانوا جسراً للغزاة،
أو معبراً لإراداتٍ خارجية، بل كانوا
دائماً المؤْثِرين على أنفسهم ولو كان بهم
خَصاصة..
- إنّ انتماء الأكراد للأمة الإسلامية،
يعزّز انتماءهم الوطنيّ، فلقد صهرهم
الإسلام الذي تدين به الغالبية العظمى من
الشعب الكردي، في الكيان الجمْعي للأمة،
فاندمجوا فيها، وتحمّلوا العبءَ في
الأوقات الصعبة، فقادوا وأبدعوا. وستظلّ
هذه الوشيجة الجامعة، الأساسَ الذي يربط
الأكرادَ بأمتهم وبشعوبها. مؤكّدين أنّ
هذا الاندماجَ والارتباطَ لا ينبغي أن
يكونَ مدخلاً للبغي، أو ذريعةً للتجاوز
على الحقوق.
- في دولة (المواطنة) القائمة على
التعاقدية والتعددية والمؤسساتية
والتداولية.. التي تعتبرها جماعتُنا
هدفَها للغد الوطنيّ المأمول، يحتفظ
المواطنُ الكرديّ كغيره من أبناء الوطن،
بسهمه الوطنيّ الوافر في المشاركة في
القرار والسلطة والثروة الوطنية. وإنّ
الحوارَ البنّاء، والتعايشَ الأخويّ بين
كلّ مكوّنات المجتمع السوريّ، هو المدخلُ
السديدُ إلى الوحدة الوطنية، وبناء سورية
المستقبل.
- تدعو جماعتنا إلى فتح قنوات الحوار مع
الأشقاء المواطنين الأكراد، من خلال كلّ
القوى الممثلة لهم، على الصعيدين الرسميّ
والشعبيّ، وتأخذ زمام المبادرة بهذا
البيان، لإطلاق آفاق هذا الحوار وتعميقه.
- تدين جماعتنا كلّ السياسات العنصرية
التي مورست وتمارس ضدّ الإخوة الأكراد،
تحت أيّ مسمّى، وتعتبرُ ردودَ الفعل
المختلفة التي قامت في وجهها، إنما تندرجُ
في إطار الحراك الوطنيّ العام، ضدّ الظلم
والتسلّط والاستبداد، وتطالبُ برفع الظلم
الذي لحقَ بالمواطنين الأكراد، وتؤكّدُ
تضامنَها معهم في المطالبة بحقوقهم
المشروعة التالية:
1 – التوقف فوراً عن ممارسة سياسات
التمييز العنصرية بحق المواطنين الأكراد،
وإبطال كافة الإجراءات التمييزية الناشئة
عنها.
2 – إنهاء معاناة مئات الآلاف من
المواطنين الأكراد الذين حُرِموا من حقّ
الجنسية، أو جُرّدوا منها، وذلك بإعادة
هذا الحق إليهم، ومعالجة الآثار الناجمة
عن حرمانهم منه.
3 – الاعتراف بالخصوصية الكردية والحقوق
الثقافية للإخوة المواطنين الأكراد، بكلّ
أبعادها الحضارية، والثقافية،
والاجتماعية.. في إطار وحدة الوطن
وتماسكه، وبحق التعبير عن هذه الخصوصية،
لإبراز ملامحها ومآثرها التي هي مآثرُ
للأمة والوطن أجمع.
4 – التعويض على المتضرّرين من السياسات
والإجراءات العنصرية على كافة الأصعدة،
وبالطريقة التي تعيد للمواطن الكردي ثقته
بذاته وبمكانته في وطنه، وبشركائه في هذا
الوطن.
5 – إطلاق سراح جميع المعتقلين والموقوفين
على خلفية أحداث الثاني عشر من آذار
(مارس) 2004 وتداعياتها، أو أيّ خلفيات
فكرية أو سياسية.. وإلغاء الأحكام الجائرة
الصادرة بحقهم.
هذه النقاط التي لا تحتاج إلى تفسير أو
تعليق أو توضيح لوضوحها، نلمس فيها الروح
الإسلامية والوطنية والمعاني المنسجمة مع
ما لمسناها في الأستاذ البيانوني وصحبه في
قيادة الإخوان المسلمين.
وإذا كان بعض الكرد السوريين يرون في رؤية
جماعة الإخوان المسلمين في سورية للقضية
الكردية دون مستوى الطموح الكردي، فإن
الإخوان ينطلقون في رؤيتهم من منطلق
إسلامي يوجب التوحيد وينبذ التفريق
والتجزيء، كما أن الكرد السوريين أنفسهم
لم يتفقوا بعد على مطالبهم، فثمة أصوات
تطالب بحق تقرير المصير، ويطلقون على
المناطق ذات الأغلبية الكردية في سورية
بكردستان سورية، فإن أصواتاً أخرى لا
تتجاوز مطالبها كثيراً ما جاء في رؤية
الإخوان المسلمين السوريين.
إن هذا الموقف النبيل الذي يسجّل للأستاذ
والشيخ البيانوني تجاه إخوانه أبناء الشعب
الكردي المسلم، يستحق عليه أن يسمى صديق
الشعب الكردي ونصيره، وسيُحفظ له
ولإخوانه، في وقت انعدم فيه النصير الصادق
والاعتراف بالجميل، فإن من لا يشكر الناسَ
لا يشكر الله، وإن المروءة والأصالة
توجبان على صاحبهما التوجه، في أضعف
الإيمان، بكلمة ثناء وشكر لمن التفت إليه
واهتمّ بشأنه ومدّ يد العون بل الشراكة
إليه.
فألف تحية حب وتقدير لك أيها الأخ
والأستاذ العزيز أبا أنس، وثق تماماً أن
إخوانك الكرد يحتفظون لك ولجماعتك بأصدق
مشاعر الأخوة والاعتزاز، سائلين الله
تعالى أن يحفطكم ويمدكم بالصحة والعافية
وراحة البال، وتقبّل الله منا ومنكم
الصيام والقيام وقراءة القرآن وسائر
الأعمال الصالحة في شهر الله المبارك
رمضان الكريم.
ولكن قبل إنهاء هذه المقالة المتواضعة،
فإن من الأفضل إلحاق الوثيقة التاريخية
الصادرة عن جماعة الإخوان المسلمين في
سورية كما هي حول القضية الكردية في
سورية.
القضية الكردية
رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية
لقد عاش الشعب السوريّ منذ نشأته موحّداً،
بكلّ مكوّناته العرقية والدينية
والمذهبية.. ووقف بكلّ فئاته ضدّ محاولات
التفرقة، وفي مواجهة الاحتلال والاستعمار.
ولقد سجّل التاريخ للإخوة الأكراد أروع
البطولات في الدفاع عن الأرض والمقدّسات،
وأصبح البطل العظيم صلاح الدين، ملكاً
لتاريخ الأمة كلها..
إلاّ أنّ الأوضاع الشاذّة القائمة في
سورية منذ أكثر من أربعة عقود، والسياسات
العنصرية الإقصائية التي استأثرت بالوطن..
أفرزت حزمةً من المشكلات الوطنية، وعمل
الظلم في دائرتيه العامة والخاصة على
تفتيت وحدة المجتمع، وإيجاد أزماتٍ بينيّة
بين مكوّناته؛ إنسانيةٍ وحضاريةٍ وسياسيةٍ
وطائفيةٍ وعرقيةٍ وتنموية..
ولقد أصاب الأشقّاءَ الأكرادَ في السياق
الوطنيّ العام، ما أصابَ إخوانَهم من
أبناء الشعب السوري، من إقصاءٍ وقهرٍ
وظلمٍ وتهميش.. في ظلّ قانون الطوارئ
والأحكام العرفية، وسياسات القهر والتسلّط
والاستبداد، كما كان لهم – بحكم خصوصية
انتمائهم العرقي – نصيبُهم من الظلم الذي
طال وجودَهم وانتماءَهم، وأشعَرَهم
بالغربة في وطنهم، وبين أهليهم، وألقى في
نفوسهم الشكّ والريبة تجاه شركائهم في
العقيدة والوطن والتاريخ..
وبين الفعل الظالم، وردود الفعل هنا
وهناك.. تتقدّم جماعة الإخوان المسلمين في
سورية، برؤيتها للقضية الكردية، من منظورٍ
وطنيّ يتجاوز (ضيق اللحظة) بما فيه من
ألمٍ واحتقان، إلى (رحابة المستقبل) وما
نتطلّع إليه من عدلٍ وحريةٍ وأمان.. وفي
هذا السياق تنوّه جماعة الإخوان المسلمين
في سورية، أن من بين أبنائها الكثيَر من
إخوتنا الأكراد، يشغلون مواقعهم في صفوف
الجماعة، من قاعدة الهرم التنظيميّ إلى
قمته، في حالةٍ من التآلف يُرتَجى لها أن
تكونَ الأنموذجَ للعلاقة الوطنيّة في الغد
المأمول.
وإنّ جماعة الإخوان المسلمين في سورية،
انطلاقاً من مبدأ (المواطنة) الذي يجمع
كلّ أبناء الشعب السوريّ تحت خيمةٍ واحدة،
تساوي بينهم في الحقوق والواجبات، وفي فرص
المشاركة في بناء مؤسّسات الوطن المختلفة،
والدفاع عنه، وتقرير شئونه.. وفق ما ورد
في الميثاق الوطنيّ، ومشروعها السياسي
لسورية المستقبل، لتؤكّد على ما يلي:
- المواطنون الأكراد مكوّنٌ أصيلٌ من
مكوّنات الشعب السوريّ، يعيشون على أرضهم
التاريخية، تضربُ جذورُهم في أعماق الأرض
والتاريخ والحضارة، نشأوا على أرض هذا
الوطن، وانتمَوْا إليها، وأخلصوا لها،
ودافعوا عنها، وامتزجوا بإنسانها وترابها،
وشاركوا في صنع حضارتها وأمجادها.. فكيف
يكون غريباً عن أرض الشام من قاد ملحمة
تحريرها من الغزاة الصليبيين، وصنع للأمة
مفخرةَ عزّها في حطين، وطهّر الأقصى من
رجس المعتدين؟.
- كان الأكراد على مرّ التاريخ عنصراً
إيجابياً فاعلاً، يعزّزُ اللحمةَ الوطنية،
وينبذُ الفرقة، ولم يُعرَفْ عنهم في
تاريخهم الطويل أنهم كانوا جسراً للغزاة،
أو معبراً لإراداتٍ خارجية، بل كانوا
دائماً المؤْثِرين على أنفسهم ولو كان بهم
خَصاصة..
- إنّ انتماء الأكراد للأمة الإسلامية،
يعزّز انتماءهم الوطنيّ، فلقد صهرهم
الإسلام الذي تدين به الغالبية العظمى من
الشعب الكردي، في الكيان الجمْعي للأمة،
فاندمجوا فيها، وتحمّلوا العبءَ في
الأوقات الصعبة، فقادوا وأبدعوا. وستظلّ
هذه الوشيجة الجامعة، الأساسَ الذي يربط
الأكرادَ بأمتهم وبشعوبها. مؤكّدين أنّ
هذا الاندماجَ والارتباطَ لا ينبغي أن
يكونَ مدخلاً للبغي، أو ذريعةً للتجاوز
على الحقوق.
- في دولة (المواطنة) القائمة على
التعاقدية والتعددية والمؤسساتية
والتداولية.. التي تعتبرها جماعتُنا
هدفَها للغد الوطنيّ المأمول، يحتفظ
المواطنُ الكرديّ كغيره من أبناء الوطن،
بسهمه الوطنيّ الوافر في المشاركة في
القرار والسلطة والثروة الوطنية. وإنّ
الحوارَ البنّاء، والتعايشَ الأخويّ بين
كلّ مكوّنات المجتمع السوريّ، هو المدخلُ
السديدُ إلى الوحدة الوطنية، وبناء سورية
المستقبل.
- تدعو جماعتنا إلى فتح قنوات الحوار مع
الأشقاء المواطنين الأكراد، من خلال كلّ
القوى الممثلة لهم، على الصعيدين الرسميّ
والشعبيّ، وتأخذ زمام المبادرة بهذا
البيان، لإطلاق آفاق هذا الحوار وتعميقه.
- تدين جماعتنا كلّ السياسات العنصرية
التي مورست وتمارس ضدّ الإخوة الأكراد،
تحت أيّ مسمّى، وتعتبرُ ردودَ الفعل
المختلفة التي قامت في وجهها، إنما تندرجُ
في إطار الحراك الوطنيّ العام، ضدّ الظلم
والتسلّط والاستبداد، وتطالبُ برفع الظلم
الذي لحقَ بالمواطنين الأكراد، وتؤكّدُ
تضامنَها معهم في المطالبة بحقوقهم
المشروعة التالية:
1 – التوقف فوراً عن ممارسة سياسات
التمييز العنصرية بحق المواطنين الأكراد،
وإبطال كافة الإجراءات التمييزية الناشئة
عنها.
2 – إنهاء معاناة مئات الآلاف من
المواطنين الأكراد الذين حُرِموا من حقّ
الجنسية، أو جُرّدوا منها، وذلك بإعادة
هذا الحق إليهم، ومعالجة الآثار الناجمة
عن حرمانهم منه.
3 – الاعتراف بالخصوصية الكردية والحقوق
الثقافية للإخوة المواطنين الأكراد، بكلّ
أبعادها الحضارية، والثقافية،
والاجتماعية.. في إطار وحدة الوطن
وتماسكه، وبحق التعبير عن هذه الخصوصية،
لإبراز ملامحها ومآثرها التي هي مآثرُ
للأمة والوطن أجمع.
4 – التعويض على المتضرّرين من السياسات
والإجراءات العنصرية على كافة الأصعدة،
وبالطريقة التي تعيد للمواطن الكردي ثقته
بذاته وبمكانته في وطنه، وبشركائه في هذا
الوطن.
5 – إطلاق سراح جميع المعتقلين والموقوفين
على خلفية أحداث الثاني عشر من آذار
(مارس) 2004 وتداعياتها، أو أيّ خلفيات
فكرية أو سياسية.. وإلغاء الأحكام الجائرة
الصادرة بحقهم.
إنّ جماعة الإخوان المسلمين في سورية، ومن
متابعتها للمشهد الكرديّ على الساحة
الوطنية بكلّ أبعاده، تنبّهُ إلى ضرورة
التمييز بين النظام السوريّ وسياساته
وممارساته من جهة، وبين المجتمع السوريّ
من جهةٍ أخرى، وكذلك بين العرب كحاملٍ
موضوعيّ لرسالة الإسلام وشركاء في الوطن
من جهة، وبين النزعة العنصرية التي مورست
وما تزال تمارَسُ باسم العرب والعروبة من
جهةٍ أخرى، وتدعو إلى صياغة موقفٍ كرديّ
متوازن، يكون وفياً لانتماء الأكراد بكلّ
أبعاده الوطنية والقومية والدينية،
معبّراً عن ضمير الشعب الكرديّ، باعتباره
مكوّناً أصيلاً من مكوّنات الوطن والأمة.
لندن في 17 أيار (مايو) 2005
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
*نائب المشرف على موقع وحدة العمل الوطني
لكرد سورية |