أثارت تصريحات مساعد وزيرة الخارجية
جيفري فيلتمان القائلة بأن «قادة عرباً
بدأوا باقتراح اللجوء على (الرئيس السوري
بشار) الاسد لدفعه الى التخلي عن السلطة
بهدوء وبسرعة» حشرية بعض اعضاء مجلس
الشيوخ من الحاضرين، فتداعى بعضهم، إثر
انتهاء جلسة الاستماع التي انعقدت اول من
امس، الى معرفة هوية الدولة العربية التي
تبدي استعدادها لتستضيف الاسد في منفاه. «الراي»
سألت احد كبار مساعدي اعضاء مجلس الشيوخ
عن هوية الدولة العربية كما رشحت اليهم،
فأجاب: «الامارات العربية المتحدة».
لماذا الامارات؟ المعلومات المتوافرة
شحيحة، ولكن العاملين في مجلس الشيوخ
اشاروا الى انه «يبدو ان حكومة الامارات
هي الوحيدة من بين الدول الخليجية التي
حافظت على علاقة جيدة بعائلة الاسد»، وان
«الامارات هي الدولة الخليجية الوحيدة (الى
جانب سلطنة عمان) التي لم تسحب سفيرها (سالم)
الزعابي من دمشق».
وكانت قطر السباقة من بين دول مجلس
التعاون الخليجي في سحب سفيرها واغلاق
سفارتها في دمشق في 20 يوليو الماضي،
تبعتها كل من السعودية والكويت والبحرين
في 8 أغسطس. وحدهما عمان والامارات من دول
المجلس أبقتا سفيرهما في سورية رغم مرور
ثمانية اشهر على اندلاع الثورة المطالبة
برحيل الاسد.
كذلك علمت «الراي» ان جزءا كبيرا من «الثروة
الشخصية للأسد وعائلته هي في مصارف
اماراتية»، خصوصا بعد قيام دول الاتحاد
الاوروبي والولايات المتحدة، وعدد كبير من
دول العالم بتجميد ارصدة الاسد، وعدد من
كبار المسؤولين السوريين، فضلا عن مؤسسات
رسمية سورية مثل المصرف المركزي.
وقال احد المصادر: «يبدو ان الامارات
قادرة على ضمان الموارد المالية التي
يستخدمها الاسد والمقربون منه للانفاق على
انفسهم»، مضيفا ان «الولايات المتحدة على
علم بمحاولات قامت بها الامارات، بمباركة
عدد من العواصم العربية، لاقناع الاسد
بالتخلي عن الحكم وانتقاله مع عائلته
للعيش في منفى في الامارات».
وعلقت بعض الاوساط الاميركية على تجاهل
واشنطن استمرار العلاقة الاماراتية الجيدة
بالاسد بالقول ان «على العالم ان يترك
بابا مفتوحا في وجه الاسد في حال قرر
الخروج من ازمته في ربع الساعة الاخير».
ولكن الاوساط نفسها استبعدت ان يختار
الاسد الذهاب الى منفاه الاماراتي «لأن من
وجدوا أنفسهم في وضع مشابه من قبله، مثل
صدام (حسين) و(معمر) القذافي، خسروا
واقعيتهم وظلوا يعتقدون ان بإمكانهم
الخروج من ورطتهم باستخدام المزيد من
العنف، ولكن هذا التكتيك غالبا ما يفشل
فيضيع هؤلاء فرص النجاة وينتهي بهم الامر
على نحو لم يكونوا يتصورونه يوما».
وكان فيلتمان افتتح الجلسة بالقول ان «الاسد
يدمر سورية ويزعزع المنطقة»، وان رسالة
واشنطن الى الرئيس السوري يمكن تلخيصها
بسهولة: «تنحَ جانبا ودع شعبك يقود
المرحلة الانتقالية». واعتبر ان «الكثير
تغير» داخل سورية منذ اندلاع الثورة، اذ
توصل «عدد كبير من السوريين الى خلاصة
مفادها انه على الاسد الرحيل».
واضاف فيلتمان، مخاطبا اعضاء لجنة
العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: «كي
يحافظ الاسد على السلطة، يتوجب على الجيش
السوري احتلال بلاده». وتابع: «الاسد، من
خلال وحشيته، بامكانه تأخير (العملية)
الانتقالية ولكن لن يكون بوسعه ايقافها».
ورأى ان الاسد يتمنى ان تتحول الثورة
السورية الى واحدة مسلحة، فتبرر له
استخدام العنف ضد مواطنيه، وتؤدي الى
انقسام المعارضة السورية، ويخسر السوريون
المنتفضون ضد الاسد تعاطف العالم معهم،
معتبرا ان بعض الممارسات المسلحة من
الثوار السوريين جاءت على خلفية الدفاع عن
النفس، ولكن اكثرية الثوار مازالوا سلميين. |