اكد المؤرّخ الأميركي غاريث بورتر،
انطلاقا من التحقيقات في تفجيري بوينس
آيريس والخُبر الإرهابيّين، أن هناك قواسم
مشتركة بينهما وبين اغتيال رئيس الحكومة
الراحل رفيق الحريري. ولفت بورتر الى
دلائل تشير إلى تورّط إسرائيل في اغتيال
الحريري، مؤكّداً إمكان تلاعبها بمضمون
الاتصالات الذي اعتُمد في التحقيق الدولي.
بورتر، وفي حديث لـ"الأخبار"، لفت الى انه
"إذا لم يؤخذ بالاعتبار الجو السياسي الذي
كان سائداً آنذاك، والخلاف بين الحريري
والنظام السوري، الذي يُعطي الحافز لأيّ
كان لأن يُقدم على اغتيال الحريري لعلمه
المسبّق بأن الاتهام سيوجّه فوراً نحو
سوريا، فإن الركيزة الأساسية في التحقيق
في جريمة اغتيال الحريري التي يمكن
مقارنتها بتفجير بوينس آيريس هي "تحليل
مضمون الاتصالات".
واشار المؤرخ الأميركي الى قول عميل
فدرالي أميركي يُدعى جوزيف برنازاني شارك
في التحقيق في تفجيرات بوينس آيريس، عن
إمكان إيجاد صلة بينه وبين أسامة بن لادن
عبر المكالمات الهاتفية. فالعميل الفدرالي
يحكي عن إمكان نسبة أي اتّصال إلى أي شخص
في العالم دون أن يكون قد أجراه. وبذلك
خلص بورتر إلى اعتبار أن الكلام المذكور
ينسف إمكان الأخذ بالاتصالات دليلاً
إطلاقاً. من هنا، رأى بورتر أن ذلك يفسّر
سبب تركيز إسرائيل لعملائها في مرفق
الاتصالات. ولو صحّ ما يُقال، فإن
التحقيقات المبنية على تحليل الاتصالات
تُعدّ بحكم الباطلة. وبذلك قد يستفيد
العميد المتقاعد فايز كرم الموقوف بتهمة
التعامل مع العدو، فتؤكّد أقواله لجهة نفي
ما سيق ضده من اتهامات مبنية على
الاتصالات، وفق المؤرخ الأميركي.
بورتر أشار كذلك إلى أن تحقيقات بوينس
آيريس تحدّثت عن متورّطين في صفوف الشرطة
سهّلوا تنفيذ التفجيرات. الأمر الذي رأى
أنه مشابهٌ لما جرى في لبنان عبر اتّهام
الضباط الأربعة الذين سُجنوا تعسّفاً نحو
أربع سنوات، لكن اللافت في الأمر هو تأكيد
ما ذكره تقرير الـ"سي بي سي" عن احتمال
تورّط العقيد وسام الحسن. فقد أشار بورتر
إلى الاشتباه بوجود علاقة ما للعقيد الحسن
بالقضية، لافتاً إلى أنه يجب أن يُستجوب
في جريمة اغتيال الرائد وسام عيد.
أما في ما يتعلّق بالقاسم المشترك بين
تفجيري أبراج الخُبر والسان جورج، فرأى
غاريث بورتر أن الجو السياسي العام هو
المشترك. ففي تفجيرات الخُبر كان هناك
اتّهام فوري لإيران بالضلوع في التفجيرات،
وقد جرى استجواب أجانب وتعذيبهم لإثبات
الاتهام وإدانة النظام الإيراني. ووفق
بورتر، فإن ذلك قريب من حيث الشكل مما جرى
في لبنان، فقد سيق اتّهامٌ أعمى نحو سوريا
قبل أن يبدأ التحقيق والهدف كان الاستغلال
السياسي وتحصيل مكتسبات سياسية.
ولفت المؤرخ الأميركي الى "قناعة راسخة"
لديه بتورّط جهاز الاستخبارات الإسرائيلي
الموساد والاستخبارات البريطانية في جريمة
اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، لكنه
لا يستبعد تورّط رجال أمن لبنانيين بطريقة
أو بأخرى في تنفيذ الجريمة أو تسهيل
وقوعها. واضاف إلى القواسم المشتركة التي
أتى على ذكرها لتقاربها مع تحقيقَي بوينس
آيريس والخُبر، قاسماً أخيراً: فهو يرى أن
هناك خيارات ثانية كان يمكن خوض التحقيق
فيها، لكنها استُبعدت لأسباب سياسية. |