تحية ناصرية عربية و سلام عليكم
وتقديرواحترام،
أكتب إليكم من أرض مصر العروبة اناشدكم
باسم تاريخنا المشترك، باسم من استشهدوا
من أجل الحرية والسيادة والاستقلال، وباسم
فجر الحرية الذى لاحت شمسه في أفق أمتنا
العربية أن تنقذ سوريا الحبيبة من أتون
أزمة لا يعلم سوى الله منتهاها ان لم
تتدخل انت بالذات الآن لإنهائها .. نعم
الآن وليس غدا، ففي الأزمات يكون لعنصر
الزمن أثراً بالغ الأهمية، فما يمكن أن
يكون متاح اليوم قد لا يكون كذلك غداً؛
لذا فالقائد الناجح هو الذي يقدر أهمية
عنصر الوقت، ويتعامل بشكل صحيح مع عنصر
الزمن قبل أن تتعقد الأمور وتتضخم كرة
الثلج، ولا يستطيع أحد ايقافها لتجرف كل
شئ في طريقها.
السيد الرئيس
إن ما تمر به سوريا الحبيبة هذه الأيام
أزمة بكل معانيها تهدد استقرار سوريا قبل
أن تهدد النظام السياسي بها، وهي أزمة
داخلية بالدرجة الأولى يطالب فيه الشعب
السوري الشقيق بالحرية وسيادة القانون
والعدالة الاجتماعية والقضاء على كافة صور
الفساد ... إلخ من المطالب الشعبية
المشروعة، التي اعلم جيداً أنكم تؤمنون
بها كأي مواطن سوري حر شريف.
وربما كانت رؤيتكم هي التدرج وسياسة
الخطوة تلو الخطوة، ولكن مراعاة الظرف
التاريخي الذي تمر به الأمة العربية الآن
بتفجر ثورة الحرية يتطلب تحول هذا النهج
الإصلاحي إلى نهج ثوري يحدث تغيير جذري في
كثير من السياسات والمؤسسات بما يلبي
مطالب الشعب.
رجاء يا سيادة الرئيس أن تنحي الحل الأمني
جانباً، وتدعو لمؤتمر حوار وطني شعبي يجمع
شمل السوريين جميعهم على اختلاف طوائفهم
واتجاهاتهم الأيديولوجية والسياسية
والمذهبية، دون اعتقال او اقصاء أو
استثناء يناقش المطالب ويتحاور حول الحلول،
ويصل إلى انهاء الأزمة، بما يجنب سوريا
تدخلاً دولياً لا نتمناه جميعاً لعلمنا
بأنه لن يكون في صالح السوريين ولنا في
التجارب السابقة عظة، ويفوت بذلك الفرصة
على كل المتربصين والمتآمرين، وفي ذات
الوقت يوحد السوريين خلف قيادتهم التي
استجابت لمطالبهم.
وإني لعلى ثقة في أن الشعب السوري يثق في
قيادتكم ويؤمن بصدق مقاصدكم نحو الاصلاح،
ويثمن مواقفكم من قضايا الأمة، وهو ما من
شأنه أن يجعل من الحوار وتبادل النقاش حلاً
مثمراً للأزمة في سوريا.
السيد الرئيس
إن الزعيم الحقيقي هو الذي يدرك آمال شعبه
وأمته في أعماقها، ويعمل على بلورتها
وإبرازها بالأسلوب الملائم لعصره، ويبذل
كل ما في وسعه لتحقيقها إلى أن يحول
بجهوده المتصلة مجرى التاريخ، ويضع أمته
في مكانها المناسب على خريطة العالم، وهو
في سعيه إلى ذلك لابد أن يستند إلى قوة
شعبه وأمته.
وأعلم أن الشعوب تغفر للزعماء أخطائهم
مادامت ثقتهم فيهم لم تهتز، وصدقت نواياهم،
فإذا اهتزت الثقة، ووقف هؤلاء الزعماء ضد
طموحات شعوبهم وانصرفوا إلى تحقيق ما
تصوروه مجداً شخصياً .. هانوا على شعوبهم،
ومآلهم إلى السقوط.
أختم رسالتي إليكم، بأن الأمة العربية في
حاجة لسوريا العروبة القوية المستقرة
الحرة، وإني على يقين بأن لديكم من
الإرادة والقدرة من حماية سوريا والخروج
بها من هذا المأزق الراهن.
"حمى الله سوريا الاقليم الشمالى
للجمهورية العربية المتحدة وشعبها الحر
الأبي"
سامي شرف
القاهرة 9 مايو 2011 |