تتجه
الانظار الى لايتشدام القريبة من لاهاي
لمعرفة ما سيكون عليه موقف المدعي العام
دانيال بلمار من احتمال ضلوع اسرائيل في
اغتيال الرئيس رفيق الحريري استناداً الى
القرائن والمعلومات الغزيرة والصور الجوية
التي عرضها الامين العام لـ"حزب الله"
السيد حسن نصرالله في مؤتمر اول من امس.
ويذكر ان وزارة الخارجية اللبنانية كانت
قد استدعت سفراء عدد من الدول الكبرى التي
تسيّر اقماراً اصطناعية قبالة المجال
الجوي اللبناني لمعرفة ما اذا كانت قد
التقطت اي صورة اثناء وقوع الجريمة. وقد
تبيّن ان القمر الاميركي وحده التقط
صوراً. وامتنع السفير الاميركي السابق لدى
لبنان جيفري فيلتمان عن تسليمها الى لبنان
متذرعا بأنها قد تتسرب الى جهات ثالثة وان
التعليمات التي تلقاها تقضي بتسليمها فقط
الى المحكمة الدولية الخاصة التي لم تكن
قد تشكلت بعد.
ومن الوثائق المهمة التي طرحها نصرالله
صور التقطتها طائرة استطلاع اسرائيلية
للطرق التي كان يسلكها موكب الحريري في
بيروت وصيدا وفقرا.
ومن المتوقع ان يعلن بلمار موقفاً من
القرائن التي عرضها السيد نصرالله خلال
الـ 24 ساعة المقبلة مع العلم ان الامين
العام اكد انه غير مستعد لتسليم المحكمة
اي من هذه الوثائق وانه يضعها في عهدة
الجهات اللبنانية المختصة التي سيتفق
عليها لدى طرح الموضوع في الجلسة المقبلة
لمجلس الوزراء التي ستنعقد بعد عودة
الرئيس سعد الحريري الى بيروت من اجازته
الصيفية.
اسئلة عدة اثيرت بعد المؤتمر من بينها: هل
سيشذ بلمار عن اسلافه من المحققين ويقتنع
بالاتصال باسرائيل للتثبت من القرائن التي
عرضها نصرالله قبل صدور القرار الظني
المتوقع في الخريف المقبل؟ وهل سيلقى
موافقة دولية على ذلك وخصوصاً من الولايات
المتحدة الاميركية وفرنسا؟
اما على الصعيد الداخلي فقد افادت مصادر
قيادية ان الاتصالات لم تتوقف منذ انتهاء
المؤتمر الصحافي وارتفع منسوبها امس في
بيروت ومع دمشق والرياض وباريس والقاهرة
من اجل تحديد الآلية التي ستتبع لاستثمار
تلك القرائن واحالتها على بلمار لانه
وفقاً لمصادر قريبة من تيار "المستقبل"
و"قوى 14 آذار" فإن تلك المعلومات على
اهميتها لا يمكن ان تطرح الا على المحكمة
الدولية الخاصة وليس على اي محكمة اخرى
وليس في وسع بلمار رفضها.
واعربت عن املها في ان تساهم الدول الكبرى
ولا سيما منها اميركا وفرنسا في ان يزور
بلمار اسرائيل بعدما زار دولاً عربية في
اطار البحث عن مرتكبي الجريمة. غير انها
تميل الى الاعتقاد ان اللوبي اليهودي في
اميركا سيتحرك لتعطيل اي تحرك للمدعي
العام في اتجاه تل ابيب تماماً كما فعل
بالنسبة الى تجميد مئة مليون دولار مقررة
من برنامج التسليح الاميركي للجيش
اللبناني لسنة 2011، بذريعة ان لـ"حزب
الله" تأثيراً على الجيش ولان جنودا
لبنانيين اطلقوا النار من اسلحة اميركية
على جنود اسرائيليين في عديسة.
|