رحبت الصحف السورية الصادرة السبت
"بعودة" مصر لاستعادة دورها "المصادر
اقليميا وعربيا" بعد تنحي الرئيس المصري
حسني مبارك عن الرئاسة مؤكدة ان رحيله
سيزيد قلق اسرائيل.
وكتبت صحيفة الثورة الحكومية في افتتاحية
بعنوان "مصر تكتب تاريخها" ان "المصريين
يسطرون الصفحات الاولى من تاريخهم الحديث
بعد ان اختطفته سنوات القحط السياسي
والاملاء الخارجي وعقود الاذعان اكثر من
ثلاثين عاما".
واضاف ان "مصر اليوم غير مصر الامس وتفصح
عن وجهها الحقيقي وتستعيد دورها المصادر
اقليميا وعربيا وتفتح بواباتها المغلقة
منذ عقود لتعلن حضورها المنتظر (...)
لتعيد رسم خريطة المنطقة".
وفي الصحيفة نفسها، قال تعليق بعنوان
"دروس التطبيع المزيفة" انه "مع رحيل
مبارك فان القلق الاسرائيلي على حصاد
التطبيع المتواضع سيتعاظم" بعدما كان "هذا
الكيان مطمئنا الى الجانب المصري طوال
السنين التي تنوف على ثلاثة عقود".
واشار الى ان اسرائيل "نسيت او تتناسى على
ما يبدو ان الشعب المصري رفض اتفاقية كامب
ديفيد (...) ولم يقبل المشاركة في مسيرة
التطبيع".
واضاف ان هذه الاتفاقية "كبلت مصر بقيود
سياسية وعسكرية واقتصادية افقدتها الكثير
من السيطرة على مقدراتها وقراراتها
واخرجتها من طليعة القومية العربية".
وتحت عنوان "بصيرة الشعوب لا تخطئ" كتبت
صحيفة الثورة ان "الحس الوطني والقومي
وعدم التفريط بالمقدسات والحقوق وكرامة
الانسان هي المحرك الأول لثورة ابناء مصر
وتونس وغيرهما في الوطن العربي، التي تدعو
الحكومات للعودة للتمسك بقضايا الأمة
وحقوقها وفي مقدمتها فلسطين".
ورأت ان "ما جعل الشعب في مصر العروبة
يشعر بالذل وينهض للثأر لكرامته هو تخليها
عن قضاياها الوطنية والقومية (...)
وتفريطها بثروات الشعب ومشاركتها اعداء
الامة في الحصار والعدوان على ابنائها".
من جهتها، كتبت صحيفة تشرين تحت عنوان
"مصر عادت" ان الثورة في مصر "انعطافة
كبرى في حياة الامة ليس في مصر فقط وانما
في الوطن العربي كله (...) لأن شعب مصر هو
الذي أطاح بنظام كامب ديفيد وبصاحب الحصار
على غزة الذي عقد للمقاومين محاكم تحاسبهم
وتزجهم في السجون".
واضافت ان "الثورة المصرية اثبتت ان مصر
التي اختطفت منا وارتهنت لاكثر من 35 عاما
لا يمكن لاحد ان يغير هويتها القومية
وطابعها العربي (...) ولا يمكن لاحد أن
يقيدها الى ما لا نهاية باتفاقيات الذل
والاذعان".
اما صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب
الحاكم في سوريا، فكتبت في مقال بعنوان
"العودة الميمونة" انها "لحظة تاريخية
لعلها من اعظم اللحظات في التاريخ الوطني
المصري ومن انصع اللحظات في التاريخ
القومي العربي الذي لم يستطع ابدا ان يعوض
خسارته الفادحة بفقدان مصر منذ اجبارها
على دخول سجن كامب ديفيد".
واضافت "انها لحظة ستغير وجه مصر والمنطقة
والعالم"، مؤكدة ان "مصر تعود إلى موقعها
القومي الطبيعي الذي لا يمكن ان يملأه
غيرها (...) واذ تستعيد حريتها وكرامتها،
فانها تعيد العرب إلى مسرح التاريخ".
ورأت ان "الجماهير العربية التي شاركت في
كل أقطارها، شعب مصر فرحته واحتفاله
بالانتصار التاريخي كانت تشعر بأن هذه
الثورة ثورتها". |