أخبار الوطن الرئيسية

12/02/2011

 

حاسوب لكل مدرس..ولكن!!

 

 

يشكل قرار وزارة التربية الأخير القاضي بمنح سلفة تعادل مثلي الأجر الشهري المقطوع للعاملين من الفئتين الأولى والثانية خطوة مهمة جداً لجهة تعزيز الثقافة المعلوماتية لدى المدرسين، فضلاً عن زيادة ثقتهم بأنفسهم بأنهم قادرون على التعامل مع الحاسب المحمول في البيت أو المدرسة وإمكانية الاستفادة منه في إطار العملية التدريسية، إضافة إلى إمكانية تعزيز الجانب المعرفي والثقافي للمدرس في حال قام الأخير بوصله بالشبكة العنكبوتية «الانترنت» بما ينعكس إيجاباً على إدراكه لأهمية الحاسب والانترنت كمصدر معلومات مهم كانت التربية وعبر مناهجها الجديدة قد حفزت الطالب ضمن أنشطتها الدرسية بضرورة الرجوع إلى الانترنت في حال توفره للحصول على المعلومة المفيدة أو إغناء بحث دراسي معين، فاقتناء المدرس لحاسب محمول يعني أنه بإمكان عائلته أيضاً أن تستفيد منه، وهذا يعني عملياً تنمية قدرات الأسرة السورية في المجال المعلوماتي والتقني، كما يحسب لوزارة التربية في هذا القرار تأكيدها في التعميم الذي أصدرته في هذا الشأن على ضرورة أن يكون الحاسب المحمول بمواصفات جيدة ضماناً للاستفادة المثلى منه، وحرصاً منها على عمر أطول لجهاز تنخفض قيمته مع التقادم بالزمن، إضافة إلى تجاوزها مسألة الروتينيات وفرض الرسوم والفوائد عبر منح السلفة في مدة لاتزيد عن 48 ساعة ومن دون فوائد تذكر. هي بادرة مهمة لوزارة التربية نتمنى أن تعمّم على وزارات أخرى بغية الحدّ من الأمية المعلوماتية لدى بعض منا، إلا أن الأمانة العلمية والقراءة المتأنية لما بين سطور القرار الأخير تجعلنا نذكر بعض النقاط التي أغفلتها الوزارة في قرارها الأخير كعدم دراية ومعرفة بعض أساتذة مدارسنا بمواصفات الحاسب المحمول من حيث التفاضل بين إمكانيات ونوع القطع الالكترونية الموجودة في الجهاز ومواصفاتها العامة، وهذا ما يجعلهم عرضة للغش والاحتيال من جانب بعض أصحاب المحال التجارية، فهنا كان حرياً بالوزارة أن تتعاقد مع شركات الكترونية خاصة ذات سمعة حسنة يكون لوزارة التربية عبر مديرية المعلوماتية ومهندسيها إشراف تام وتدقيق على مواصفات كل حاسب محمول وأسعاره التفاضلية.
وأما عن استفادة الأستاذ من حاسبه المحمول فقد تبدو متعثرة بعض الشيء في ظل افتقار بعض المدارس لأجهزة العرض «الإسقاط» هذا وإذا كان موجوداً فإن البعض يرى أنه لا فائدة من استعمال جهاز محمول في المدارس في ظل وجود جهاز عرض واحد في المدرسة وهذا ما يحدث إرباكاً لمدرسين آخرين في حال طلبوا في نفس وقت استخدامه للاستفادة منه تماشياً مع مقتضيات المناهج الجديدة، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق ما يجعل من أجهزة العرض كتلة الكترونية هامدة لافائدة منها ولا طائل من توظيف الحاسب المحمول لعرض المعلومات والفقرات الدرسية بشكل مشوّق وجذاب للطالب. وأما من يمتلك حاسوباً محمولاً من المدرسين فإنه وجد في قرار الوزارة مغنماً ومكسباً مهماً للاستفادة من هذه السلفة المقدمة للتصرف بها في أمور أخرى غير الهدف المعلن عنه، وذلك بالاتفاق مع أحد مراكز بيع الأجهزة الالكترونية للحصول على فاتورة ممهورة من قبله وبالتالي يكون قد حقق شرطاً مهماً للحصول على السلفة بعد تقديمه للأوراق الثبوتية الأخرى ودون أن يقتني الحاسب المحمول نظراً لامتلاكه واحداً.

المصدر : البعث ميديا - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري