|
شهد مستشفى الأسد الجامعي في اللاذقية
حالة ولادة نادرة لتوأم ملتصق (سيامي)،
يمتلك رأسين منفصلين، وأربعة أطراف علوية،
وعمودين فقريين، وقلبين، ورئتين، وعضوين
ذكريين، واشتراك في رئة واحدة، وحوض وجذع
وحيدين، وطرفين سفليين!!، ما جعلها تعتبر
حالة نادة محلياً وعالمياً، بسبب طبيعة
الالتصاق، الذي يعدّ غريباً إلى حدٍّ كبير،
لا سيما أنّ حالات الالتصاق الشائعة تكون
على مستوى الصدر، وليس بشكل جانبي، كما هي
حالة توأم اللاذقية!
وفقاً لكلام الدكتور المولّد، إيهاب محمد،
المتخصص في قسم النسائية وأمراض التوليد
في مستشفى الأسد الجامعي في اللاذقية،
الذي أوضح أن حالة الأم، وكذلك التوأم،
مستقرة إلى حدٍّ كبير، وتتمّ حالياً في
مستشفى الأسد الجامعي، دراسة حالة التوأم
للتأكد من خلوّهما من الأمراض، وللتأكد من
سلامة أعضائهما الداخلية.
وأشار الدكتور إيهاب إلى أنّ عملية
التوليد تمّت بجراحة قيصرية، وبتكنيك خاص
لاستخراج الجنين من خلال فتح البطن في
الوسط، بشكل طولي، وبفتحة بلغ قطرها قرابة
الـ 20 سم تفادياً لوقوع أيّ اختلاطات.
ويعود سبب الالتصاق ـ وفقاً لكلام الدكتور
ايهاب ـ إلى خللٍ غير معروف في انقسام
البيضة الملقحة في الأسابيع 3و4، حيث يحدث
انشطار غير كامل في البيضة الملقحة يؤدّي
إلى تطور الأعضاء بشكل ملتصق، وأوضح أنّ
نسبة حدوث الالتصاق تبلغ 1/100- 200 ألف
ولادة، لكنّ هذه الحالة بالتحديد نسبة
حدوثها ضئيلة جداً، وهي نادرة جداً في
العالم، ولا علاقة لعادات الأم أثناء
الحمل (تناول أدوية - تدخين - مشروبات
كحولية)، بحدوث هذا الخلل الذي أدى إلى
ولادة توأم سيامي.
وفيما يتعلق بوضع التوأم، وهل يمكن فصلهما؟
أوضح الدكتور (ايهاب) أنّ عملية الفصل تعدّ
صعبة جداً، وقد تمّ التواصل مع أحد
المراكز المتخصصة في السعودية لدراسة
الحالة، والتعرّف إلى إمكانية الفصل من
عدمه، ولكن بشكل عام، هذا النوع من
التوائم يعدّ فصله صعباً جداً، وفي حال
تمّت المحاولة سيضطر الأهل إلى الاستغناء
عن أحدهما بكلّ تأكيد.
ولدى استفسارنا عن إمكانية بقاء التوأم
على قيد الحياة، قال الطبيب الموّلد إنّ
نسبة وفاة التوائم الملتصقة تتراوح بين 40
- 60 %، وفقاً للدراسات العالمية، ووضع
التوأم الحالي يعتمد على الاختلاطات التي
قد تصيب أجهزته الداخلية، لاسيما
الاختلاطات الرئوية والقلبية والدورانية،
التي تعتبر المسبب الأول للوفاة.
أشار الدكتور عدنان ديوب، رئيس قسم
الأطفال في مستشفى الأسد الجامعي، إلى أن
الوضع العام للتوأم مستقر، وجميع الفحوص
والصور الشعاعية التي أجريت له تثبت أنّ
حالة التوأم حتى الآن جيدة، لكن لديهما
حالياً ضيق في التنفس خفيف، وقد تمّ
وضعهما في الحاضنة، ويأخذان أوكسجين
وتغذية وريدية، وأوضح أنّ الجهاز العصبي
لدى التوأمين كامل (مخ ومخيخ وأوعية
دماغية).
أمّا والد التوأم إبراهيم السيد، فقد شكر
ربّه على ولادة التوأم، وهو سعيد لأنّ صحة
زوجته بخير، وتمنّى أن يبقى توأمه على قيد
الحياة، وسيطلق عليه اسم (حسن وحسين). |