لا
يخلوُ منزل أو مدرسة أو معمل أو مكتب أو
مؤسسة حكومية أو أي مكان من الأوراق التي
تتبدل كل يوم، ويُتلف بعضها ويُحفظ بعضها
الآخر، وأصبح هدر الورق بالنسبة لطالب
المدرسة الصغير أو الكبير أمراً عادياً
فكيف بالنسبة للشركات.
وجاءت مؤخراً الهيئة الشبابية للعمل
التطوعي لتدارك هذا الهدر بإطلاق حملتها
الوطنية التطوعية لتدوير الورق، فكان
الإعلان عن الحملة في (5/12/2010)، والبدء
بالعمل الفعلي في الشهر الأول من عام
(2011)، حيث تمت دعوة الشباب للتطوع
والمبادرة وطرح الأفكار والبرامج
والنشاطات التي يرونها مناسبة لإغناء
الحملة، فكانت البداية في كل من محافظة
دمشق، حلب، ودير الزور وسبق ذلك ورشات
تدريب للمتطوعين.
تخيلوا ماذا يفعل.. (1) طن ورق؟
(7000) غالون من الماء، و(60 %) من الطاقة
التي نحتاجها لإعادة تصنيع الورق من
خاماته الأولية، و(27216) كيلو غرام من
تلوث الهواء، و(1438) ليتراً من الوقود،
و(4000) كيلو واط ساعي من الكهرباء، و(2)
متر مكعب من الحجم في مدافن النفايات،
وإنقاذ لـ(17) شجرة كبيرة.
تخيلوا هذا ما يوفره إعادة تصنيع طن واحد
من الورق، كما ذكرت دراسة الهيئة الشبابية
للعمل التطوعي، عندما بدأت حملة تدوير
الورق وانتشرت إعلاناتها تعرضت لعدة أسئلة
من المواطنين فيما يخص آلية عمل الحملة
وإعلاماً لمن سألني وللجميع فقد استفسرت
من الهيئة الشبابية عن أسئلتهم.
أفادتنا الهيئة الشبابية بأنها عملت في
هذه الحملة مع (12) شريكاً من جمعيات
أهلية ومنظمات دولية ووزارات ومؤسسات
حكومية، وتوزع هؤلاء الشركاء على أربعة
قطاعات وهم المدارس - الجامعات - الهيئات
الحكومية - القطاع الخاص بحيث يقوم
الشركاء بتأمين الحاويات المطلوبة
واللازمة للقطاع الذي استلموه، وفي حال
اتصلت أي مدرسة أو جامعة أو شركة بالهيئة
الشبابية وطلبت حاويات فتقوم الهيئة
بتأمينها مباشرة.
أحد الأشخاص سألني أنه في حال كان يملك
قدراً من الورق وفي منطقته لا يوجد حاوية
تابعة للحملة فكيف سيرسله، أجابتنا الهيئة
بأنه يستطيع الاتصال بالهيئة وإعطاءهم
العنوان، فتقوم الهيئة بإرسال شخص لإحضار
الورق وهذا يسّر الهيئة لأنه يدعم الحملة.
حاويات تدوير الورق:
فيما يتعلق بالحاويات وشكلها فتم تصميم
وتصنيع نموذج لحاوية مخصصة لفرز النفايات
الورقية لاعتمادها من قبل الشركاء، وتحمل
الحاوية شعار الحملة وشعار الجهة المصنعة،
بالإضافة لتخصيص جزء من الحاويات الموجودة
في القطاعات للبدء بحملة فرز النفايات
الورقية بعد تأهيلها ووضع ملصق مقاوم
للعوامل الجوية يشير إلى أنها مخصصة لهذا
الغرض.
وتهدف الحملة إلى الوصول إلى مئة ألف شاب
متطوع ومليون ساعة تطوع، وكما ذكرت الهيئة
الشبابية لـ(أبيض وأسود) فإن عدد
المتطوعين وصل إلى ما يقارب (60) ألف
متطوع وساعات لم تحص من التطوع، وهذا كما
تصفه الهيئة إنجاز كبير وتجاوب جيد من
الشباب والمواطنين.
ومن جهة انتشار الحملة في محافظات سوريا،
ففي الشهر الأول من العام الحالي كان
إطلاق الحملة كما ذكرنا أعلاه في محافظات
دمشق وحلب ودير الزور، وفي (6/2/2011)
أُطلقت الحملة في كل من السويداء،
واللاذقية وريف دمشق وحمص، وعلمت (أبيض
وأسود) أنه سيتم إطلاق الحملة في هذا
الشهر في طرطوس وإدلب والحسكة ودرعا، ومن
المقرر أن تصل الحملة للشهر الخامس بحيث
تكون قد شملت جميع المحافظات السورية،
وتكون الحاويات موزعة في جميع أنحاء سوريا
وتستمر دائماً لاستثمار ما يهدر بأمور
تعود علينا بالفائدة.
ولكن مازال الكثير من الأشخاص لا يعرفون
ما هذه الحاوية، وهذا ما يعيق العملية
قليلاً، وتحاول الهيئة نشر الملصقات
وزيادة عدد المتطوعين لزيادة توعية الناس
لهذا الأمر.
تعتبر الحملة الوطنية لتدوير الورق خطوة
ريادية لإنقاذ آلاف الأشجار وهو أكثر
الأمور أهمية بعد تقلص المساحات الخضراء
في بلدنا، بالإضافة لنقص المياه وازدياد
التلوث، لذلك علينا التعاون جميعاً لتقليل
نسبة الهدر بأبسط شيء نستطيع فعله وهو جمع
الورق في كيس خاص، ليتم إرساله لمعامل
تدوير الورق، ويجب أن يعي أطفالنا في
المدرسة وفي المنزل دور حملة تدوير الورق
ليساهموا فيها، فالأطفال من الشرائح
الأكثر استهلاكاً للورق، فتدوير الورق ذو
أهمية كبيرة على المدى البعيد. |