أخبار الوطن الرئيسية

12/03/2011

 

المدارس ذات الدوامين في ريف دمشق الإدارة متسـيبة .. والطـلاب موظّفـون

 

 

مازالت بعض المدارس في مناطق ريف دمشق تعتمد نظام الدوامين (الصباحي والمسائي)، رغم شكاوى المدارس المتعددة لإلغاء نظام الدوامين، لما تعانيه هذه المدارس من ضغط في أعداد الطلاب الكبيرة بالتالي عدم استيعاب الطالب لدروسه خاصة عند دوامه المسائي، بالإضافة إلى ما يحدث فيها من مشكلات بسبب وجود إدارتين لنفس المدرسة وعدم التنسيق بينهما مما يؤثر سلباً على سير النظام في المدارس والتأثير السلبي الأكبر على الطلاب.
وقد تسنى لـ(أبيض وأسود) الدخول إلى إحدى هذه المدارس، ووصف ما يحدث، وهو غيض من فيض مما يحدث بالحقيقة في كافة المدارس ذات الدوامين، وسنتحدث كنموذج عن تلك المدارس عن مدرسة (زملكا الأولى للبنين) للحلقة الأولى والثانية، والتي استطعنا التقاط بضع صور من داخلها تبين حالها المتردي.
بما أن مديرتي الدوامين في مدرسة زملكا على خلاف دائم، فالمتضرر الأكبر من هذا الخلاف هم الطلاب، فكما ذكرت بعض المعلمات في المدرسة لـ(أبيض وأسود) بالإضافة لأقوال الطلاب، فإن العديد من الأمور السيئة والمؤذية للطلاب تحدث في هذه المدرسة.

اليونيسف تدعم المدارس..والإدارة تُهمل:
كما نعلم فقد تبرعت اليونيسيف للمدارس بألواح حديثة تعتمد على استخدام أقلام (الفلومستر) بدل الألواح القديمة التي تعتمد على الكتابة بالطبشور، ولكن مدرسة زملكا والعديد من المدارس أبقت هذه الألواح في مستودعاتها، ولم يُركب منها إلا بضعة ألواح، بالإضافة لعدم توفير إدارة المدرسة للأقلام، وإذا أرادت المعلمة استخدام اللوح الجديد فإما أن تُحضر الأقلام من حسابها الخاص، أو يقوم الطلاب بإحضار الأقلام من حسابهم تعبيراً عن حبهم لمعلمتهم.
وعندما اعترضت إحدى المعلمات وسألت المديرة عن عدم تركيب الألواح الحديثة، أجابتها الأخرى بأن تركيب هذه الألواح مُكلف والطباشير أرخص، ولكن هل المديرتان تدفعان من حسابهما الخاص حتى تتحججا بأن تركيب الألواح مُكلف، مع العلم أن تركيب هذه الألواح لا يحتاج سوى بضعة براغي؟ (وغالبية المدارس لم تركب الألواح الموزعة لها).
والألواح القديمة محفرة من كثرة استخدامها بالطبشور، ولا تُدهن أبداً، وأبواب الصفوف والأقفال مُكسرة منذ زمن ولا تُصلح، ولذلك لا يستطيع الطلاب إغلاق الأبواب حتى في أيام الشتاء الحالية، أما المدافئ فلا تصلح للتدفئة منذ بدء تركيبها وبعضها مكسور وإلى الآن لم تُصلح أيضاً، وكل مديرة تُلقي المسؤولية على المديرة الأخرى.
هذا العام سقطت المدفأة في أحد الصفوف على الأرض، ولم يأت المستخدم لإصلاحها، فطلبت الموجهة من الطلاب تركيبها وتخيلوا كيف كان التركيب؟

الطلاب يعملون بدل المستخدم:
غالبية المدافئ في المدرسة تُسرب المازوت من أسفلها، وعندما تطلب المعلمة من المستخدم حل المشكلة يُرسل مع الطلاب (نشارة خشب) لوضعها على المازوت لامتصاصه ولا يعذب نفسه بمسحها، وفي أحد الدوامين عندما أشعل الطلاب المدفأة اشتعلت نشارة الخشب الموجودة تحت المدفأة وبدأ الطلاب بإطفائها.
والمستخدم لا يملئ المدافئ بالمازوت في بداية الدوام، لذلك إما أن يبقى الطلاب وخاصة في الدوام الثاني دون مدافئ رغم البرد، أو يذهب الطلاب لتعبئة المازوت للمدافئ بالتالي تمتلئ أرض المدرسة بالمازوت وتفوح الرائحة ويقوم الطلاب بالانزلاق على المازوت، أين الإدارة من كل هذا؟.
الطلاب بمنأى عن النظافة:
الجراثيم تداوم في مدرسة زملكا ومدارس الريف مع الطلاب بكل زاوية وعلى كل حائط وكل باب، بل إنها تداوم أكثر من الطلاب لأنها موجودة منذ سنين في المدرسة ولا تذهب أبداً، فالمدرسة لم تُشطف منذ زمن وإنما تُكنس فقط وليس دائماً، والأوساخ العالقة على الجدران وخلف الأبواب وعلى الأرض والنوافذ وفي المشارب والحمامات خير دليل، فمن أين سيكون الأطفال بمنأى عن الأمراض؟.
وفي بداية العام الدراسي لم يكن هناك سلل للقمامة فأحضر طلاب الدوام الأول سللاً من حسابهم، وكسرها طلاب الدوام الآخر، وعند شكوى المعلمات والطلاب للمديرة أجابت أنهم أطفال ولا يفهمون، ولكن لم تقم بأي إجراء لتحسين الوضع، بالإضافة إلى أن كل مديرة تترك مسؤولية التنظيف للمديرة الثانية وكأن لا علاقة لهما بالأمر، إحدى المرات علق الطلاب داخل صفهم وعندما أرسلوا في طلب المستخدم لفتح الباب، بعث المستخدم مع أحد الطلاب مفكاً وأخبره بأن يقوم بفتح الباب، واستهجنت المعلمة الأمر ولامت المستخدم الذي أجابها (لا علاقة لك بالأمر).
إذا كانت إدارات المدارس ذات الدوامين غير مهتمة بما يجري في مدارسها، خاصة أن الطلاب باتوا موظفين للتصليح بدل من كونهم دارسين، فلابد من مناشدة وزارة التربية لإيجاد حل لمدرسة زملكا وللعديد من المدارس في ريف دمشق، هذا ولم نذكر الحوادث السلبية الخاصة بالتعليم الحاصلة في مدارس الدوامين والتي تحول عائقاً أمام الوصول إلى الأهداف التربوية المرجوة، فلابد من إلغاء هذا النظام وبناء مدارس تستوعب أعداد الطلاب خاصة أننا علمنا أن هناك مبالغ تُصرف على أساس بناء مدارس جديدة لإنهاء نظام الدوامين، لكن إلى الآن لم يتم شيء من هذا القبيل.

المصدر :مجلة أبيض وأسود السورية - أية اعاة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري