أثارت «قاسيون» في أكثر من مناسبة قضية
المواطنين السوريين الأكراد في الجزيرة
الذين حُرموا من الجنسية في إحصاء 1962
بالتآمر بين حكومة الانفصال البرجوازية
والإقطاعيين.. ودعت إلى إعادة الجنسية إلى
جميع المحرومين منها.. وها نحن اليوم نطرح
قضية مواطنين آخرين، وضعهم لا يقل سوءاً
رغم اختلاف قوميتهم.. ونقصد هنا بعض «العرب»
السوريين أباً عن جد الذين ما يزالون إلى
الآن محرومين من حق الجنسية دون أي سبب
يُذكر!!
قد يتفاجأ البعض أن قسماً من العائلات
العربية الموجودة في ناحية الكسرة الواقعة
شمال غرب مدينة دير الزور، وتبعد عنها نحو
40 كم والتابعة للمحافظة، وتحديداً في
قرية الكُبر، ما يزالون حتى اليوم يحاولون
الحصول على الجنسية السورية ولكن دون جدوى،
لكنهم لم ييأسوا، ولجؤوا إلى صحيفة قاسيون
بعد أن ضاقت بعضهم السبل لعرض مطلبهم الحق..
بداية، لعله من المفيد التذكير أن هؤلاء
سبق أن تقدم قسمٌ منهم بطلبات لتسجيلهم في
السجلات المدنية كمواطنين لأنهم مكتومون،
والحقيقة أن البعض حصل عليها بقدرةٍ قادرٍ..
ولكن البعض الآخر رُفِض طَلبهُ.. بل مُنع
معظمهم حتى من تقديم طلبات أخرى لأنهم
اشتكوا!! علماً أن بعضاً منهم أشقاؤه
وآباؤه وأجداده مسجلون وحتى أسماؤهم
موجودة ومعروفون ليس في القرية فقط وإنما
في كلّ الناحية، ورغم ذلك هناك من يصر دون
تبرير أو تعليل على حرمانهم من الجنسية!.
وإذا كانت شهادة اثنين كافية حتى لحرمان
إنسانٍ من الحياة في القضاء.. ألا تكفي
الوثائق السابقة وشهادة أبناء قرية الكبر
وناحية الكسرة بإثبات جنسية هؤلاء ومنحهم
حقّ الحياة كمواطنين؟.
وإذا كانت القوانين والدستور تتيح لمن
أمضى خمس سنوات في سورية أن يتقدم بطلبٍ
للحصول على الجنسية.. فكيف يُحرم منها
مواطنون أكراد وعرب مضى عليهم عشرات
السنوات يطالبون بها وهي حقّ كفله لهم
الدستور؟.
وإذا كان حرمان مواطنٍ من الجنسية دون ذنبٍ،
جريمة ومأساة.. فإنّ منعه من تقديم طلبٍ
مرةٍ أخرى مهزلة ما بعدها مهزلة..
لذا نتوجه إلى السيد وزير الداخلية.. وإلى
الحكومة ككل.. وإلى كلّ القيادات الوطنية
الشريفة بإعطاء الحقوق لأصحابها أكراداً
وعرباً ومحاسبة المعرقلين والمقصرين
والفاسدين.. ومن يطالب بالجنسية السورية
ليس فقط هي حقّ له وإنما مؤكد أنّه يعتز
ويفتخر بها وإلاّ لما طالب بها.. ناهيك
أنها حقّ دستوري، والحقوق لا تعطى مٍنّةً...
ولعل التذكير بقول مكتشف مدينة ماري ربما
يفيد المسؤولين ويجعلهم يسرعون في اتخاذ
القرار. فقد قال وهو الغريب:
«لكل إنسانٍ في هذا العالم وطنان، وطنه
الذي نشأ فيه.. وسورية!!».. فكيف بأبنائها
الذين ينتمون إليها قولاً وفعلاً ووجداناً
ووجوداً تاريخياً؟
ادفعٍٍ بالتي هي أحسن.. |