|
يبدو أن الإدارة الأميركية بدأت تقترب
أكثر فأكثر، للدعوة الى وضع نهاية لحقبة
حكم آل الأسد المستمرة منذ عشرات السنين
في سورية.
وقال مسؤولان أميركيان، الثلاثاء، لوكالة
«اسوشيتد برس» ان «أول خطوة (في ذلك
الاتجاه) ستتمثل في أن يصرح البيت الأبيض
للمرة الأولى بأن الرئيس بشار الأسد خسر
شرعيته في الحكم»، وهو الأمر الذي يعتبر
تحولاً كبيراً في سياسة الادارة الأميركية
(ازاء سورية) الى درجة انه قد يرقى الى
مستوى الدعوة الى تغيير نظام الحكم»، وهي
الدعوة التي تلقى دعماً محاطاً بالجدل في
المجتمع الدولي.
كما ان من المتوقع لهذا الموقف الأميركي
الأكثر تشدداً، ان يتناغم مع نبرة الدعوة
الى «التحول الديموقراطي للسلطة»، وهي
النبرة التي كانت الادارة استخدمتها ازاء
مصر وليبيا، وفقاً لما يراه المسؤولان
ذاتهما.
لكنهما يريان ان تحدي قيادة الأسد في شكل
مباشر، هو قرار محفوف بالمشاكل، اذ ان
الدول العربية منقسمة حالياً وأوروبا
مازالت تحسب حسابات موقفها. كما ان هناك
شكوكاً كبرى ازاء المدى الذي تستطيع
الولايات المتحدة أن تذهب إليه في سبيل
تأييد أقوالها بأفعال.
وأضافا انه في حال واصلت الحكومة السورية
عملياتها القاسية ضد معارضيها السياسيين،
فمن الممكن أن تصبح الولايات المتحدة
مُرغمة على الاختيار بين شن عملية عسكرية
غير مرغوبة بهدف حماية المدنيين - مثلما
حصل في ليبيا - وبين اتخاذ مسار تراجعي
محرج قد يجعلها تبدو ضعيفة أمام عالم عربي
يقف حالياً عند نقطة التأرجح بين مزيد من
الديموقراطية أو مزيد من القمع.
وأشار المسؤولان الى ان الادارة تشعر
بالقلق ازاء انتشار تصوّر مفاده بأن رد
فعلها ازاء القمع الذي يمارسه نظام الأسد،
هو رد فعل متهاون، لا سيما بعد اسهام
الادارة في ارغام الرئيس المصري حسني
مبارك على التنحي وانضمامها الى التحالف
العسكري الدولي لحماية المدنيين الليبيين
من هجمات قوات العقيد معمر القذافي.
وحول مسألة إمكانية اقدام الادارة على
تحدي شرعية الأسد علنا، قال أحد المسؤولين
«اننا نقترب من ذلك»، مضيفاً أن مثل تلك
الخطوة من شأنها أن تدفع الولايات المتحدة
والمجتمع الدولي الى التحرك. |