ذكرت صحيفة الغارديان، أن السوريين
الذين يحاولون الفرار عبر الحدود
اللبنانية هرباً من حملة العنف، تعيدهم
قوات الأمن اللبنانية إلى مصير مجهول.
وكتبت امس، إن المئات من سكان بلدة تل كلخ
القريبة من الحدود اللبنانية، وضعوا مؤنهم
في أكياس بلاستيكية وجرحاهم في بطانيات،
وعبروا الحدود إلى لبنان بحثاً عن السلامة
مع الأقارب والمقيمين المتعاطفين معهم في
مدينة طرابلس.
ونقلت عن شهود أن كل النازحين السوريين تم
تجميعهم في غضون ساعات من وصولهم في مطلع
الأسبوع الجاري على يد عناصر المخابرات
اللبنانية، بموجب أوامر لمنع استقبال
الفارين، وتم تسليمهم إلى قوات الأمن
السورية.
ونسبت إلى شخص سمى نفسه «أبو ربيع» خوفاً
من الاعتقال، «كانت هناك حواجز على الطرق
في كل مكان، وكان من المستحيل اخفاء هؤلاء
الناس من أعين الأجهزة الأمنية التي كانت
تبحث عن السوريين الفارين من تل كلخ».
واضاف: «أبو ربيع»، الذي يدير متجراً على
بعد مئات امتار من المعبر الحدودي غير
المشروع، «تم اعتقال معظم السوريين
وأُعيدوا إلى بلادهم عبر المعبر، ولكن
لماذا يعيد لبنان إخواننا لكي يُقتلوا
ويُعذبوا على يد هؤلاء الوحوش؟».
وذكرت الصحيفة أن الجيش اللبناني رفض
التعليق على مزاعم تواطئه مع النظام
السوري لاعادة النازحين، لكن مسؤولاً
أمنياً لبنانياً، طلب عدم الكشف عن هويته،
أكد «أن دمشق تمارس ضغوطاً هائلة على
بيروت لمنعها من استقبال النازحين، ووضع
حد لما تقول إنه تدفق مستمر للأسلحة من
لبنان إلى المتظاهرين في سورية».
ونسبت إلى المسؤول الأمني، «لم يكن من
السهل على لبنان الانخراط في هذا الوضع،
لأن عدم وجود حكومة في بيروت يضعف أي
محاولة لتشكيل سياسة انسانية، في حين
يتعين علينا في الوقت نفسه مواجهة
الاتهامات السورية بأن جميع التظاهرات، هي
نتيجة تسلل الارهابيين إلى أراضيها من
مناطق مثل طرابلس» في شمال لبنان.
واضاف: «هدد السوريون بارسال قوات إلى
شمال لبنان مراراً وتكراراً ونحن نعتبر،
من خلال النظر إلى تاريخ هذه المنطقة من
التوتر بين السنة والعلويين، أن طرابلس
والمنطقة المحيطة بها على وشك الانفجار في
اتجاه العنف، لذلك نشعر بالقلق من تفاقم
الوضع في المدينة مع نزوح المزيد من
السوريين إليها».
واوردت الصحيفة ان سكان تل كلخ البالغ
عددهم 20 ألف نسمة، والتي تبعد بضعة
كيلومترات عن الحدود، وصفوا الوضع في
بلدتهم بأنهم «أقرب إلى الحصار العسكري من
عملية أمنية لمعاقبة المحتجين»، واشاروا
إلى أن المئات من سكانها تمكنوا من عبور
الحدود قبل حملة قوات الأمن اللبنانية. |