يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات
على الرئيس السوري بشار الأسد شخصيا،
تتمثل في منعه من السفر لدول الاتحاد.
وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية
أندرياس بيشكه، امس في برلين، إنه جرى
استدعاء سفراء سورية في ألمانيا والعديد
من الدول الأوروبية الأخرى، امس.
وأعلنت الخارجية عن «حلقة ثانية» من
العقوبات في حال لم يتوقف على الفور القمع
الدموي.
وتابع بيشكه: «إذا لم يحدث تحول في الموقف
فستتضرر قيادة الدولة أيضا (من العقوبات)»
في إشارة إلى بشار الأسد شخصيا.
وفي ستراسبورغ، أكدت وزيرة الخارجية
الأوروبية كاثرين آشتون أمام البرلمان
الأوروبي امس، أنها أبلغت وزير الخارجية
السوري وليد المعلم، الثلاثاء، «وجوب
تغيير الوضع وتغييره الآن».
وقالت إن «ما يجري في سورية انتفاضة شعبية
من أجل الديموقراطية وسلطة القانون وليس
مؤامرة خارجية، وإن القمع يفقد النظام
شرعيته في الداخل والخارج، وإن القمع
والتهديد بالعنف في الداخل والخارج ينتمي
لعهد سابق».
وعبّرت عن قلق الاتحاد الأوروبي الشديد
إزاء الوضع في درعا، حيث حالت السلطات دون
دخول فريق الأمم المتحدة وحيال درعا حيث
يتواصل القمع وفي حماه التي اقتحمتها
الدبابات.
وكان الاتحاد الأوروبي أصدر قرارات بمنع
13 سوريا من السفر للاتحاد ومن بينهم ماهر
الأسد شقيق الرئيس السوري الذي يلعب دورا
مهما في الجهاز الأمني في الدولة.
الا ان بعض المحللين يرون ان العقوبات
ليست سوى إجراءات رمزية ستكون ذات تأثير
محدود.
من ناحيته، دعا الامين العام للامم
المتحدة بان كي مون، امس، الرئيس بشار
الاسد الى الكف عن استخدام العنف المفرط
والاستجابة لنداءات الاصلاحات.
وصرح للصحافيين في جنيف، «ادعو الرئيس
الاسد مرة ثانية الى الاستجابة الى دعوات
الاصلاح والحرية والتوقف عن استخدام القوة
المفرطة والاعتقالات الجماعية للمتظاهرين
السلميين».
واوضح انه تحدث مرات عدة اخيرا مع الرئيس
السوري.
وعبر عن خيبة امله لرفض السلطات السماح
لفرق انسانية تابعة للامم المتحدة بالتوجه
الى درعا.
وقال: «اواصل دعوة السلطات السورية الى
السماح لفرقنا الانسانية» بدخول سورية
ليتاح لها تقييم الوضع في شكل «موضوعي
ومستقل» ومساعدة السكان.
وفي روما، اعتبر وزير الخارجية الايطالي
فرانكو فراتيني، أن الوقت بدأ ينفد أمام
الأسد لتنفيذ خطة الإصلاحات التي وعد بها
مراراً.
وقال: «دعونا نقول بكل صراحة، الأسد ليس (الزعيم
الليبي معمر) القذافي» و«المجتمع الدولي
يعتقد أنه لا يزال أمامه هامش صغير للغاية
لتنفيذ الاصلاحات» التي وعد بها.
وأشار إلى أن أوروبا وافقت، وبدافع قوي من
إيطاليا، على حزمة من العقوبات، تشمل شقيق
الأسد وليس الرئيس شخصياً و«ذلك بمثابة
مؤشر»، مضيفاً ان «الوقت بدأ ينفد ويجب أن
تبدأ خطة الإصلاح التي وعد بها الأسد مرات
عدة».
واعتبر أن الوضع في سورية مختلف تماماً عن
الوضع في ليبيا حيث بدأت الأمور من خلال
عمل مدبّر من جانب النظام، ولم يكن هناك
على الاطلاق أي احتمال للانفتاح على
الإصلاحات.
وطالبت بريطانيا، امس، الحكومة السورية
السماح للمنظمات الانسانية التابعة للأمم
المتحدة بدخول أراضيها لاجراء تقييم للوضع
الإنساني.
وتأتي الدعوة بعد ما اعربت فاليري آموس
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون
الإنسانية عن قلقها الشديد حيال الوضع
الإنساني في أجزاء من سورية، ومنع زيارة
الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر إلى
مدينة درعا.
وقال أليستر بيرت، وزير الدولة البريطاني
لشؤون الشرق الأوسط، «أطالب بالسماح
للمنظمات الإنسانية بالدخول لتقييم الوضع
دون أي تأخير».
واكد «إن سورية تقف على مفترق طرق، ونحن
عازمون جداً على ممارسة الضغوط وقد تشهد
الأيام القليلة المقبلة المزيد من
الإجراءات الموجهة التي يبذلها الاتحاد
الأوروبي لعزل النظام، وينظر الاتحاد بكل
أعماله مع سورية لعزلها». |