استشهد 19
مدنيا الأربعاء في معاقل الاحتجاج ضد
النظام السوري في درعا وحمص حيث عزز الجيش
سيطرته على مدن عدة رغم العقوبات والدعوات
الدولية لوقف قمع الاحتجاجات التي تهز
البلاد منذ ثمانية اسابيع، بحسب ناشطين
حقوقيين.
بموازاة ذلك، قررت سوريا في خطوة جديدة
نحو التهدئة تشكيل لجنة مهمتها إعداد
مشروع قانون جديد للانتخابات العامة "حسب
المعايير العالمية" خلال مدة لا تتجاوز
أسبوعين.
وأفاد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان
عمار القربي لوكالة فرانس برس في اتصال
اجرته من نيقوسيا ان 19 مدنيا بينهم طفل
في سن الثامنة قتلوا في منطقتي درعا (جنوب)
وحمص (وسط) حيث تدخل الجيش لقمع
الاحتجاجات.
واشار القربي الى ان 13 مدنيا بينهم طفل
في الثامنة ومسعف قتلوا برصاص قناصة في
بلدة الحارة في منطقة درعا، فيما قتل شخص
رابع عشر في منطقة جاسم المجاورة وقتل
خمسة اخرون بقذائف الدبابات في حي بابا
عمرو في حمص.
وقال ناشط اخر طلب عدم كشف اسمه ان "جثثا
تنتشر على الارض في بابا عمرو ولا احد
يجرؤ على اجلائها بسبب العناصر الامنيين
والقناصة".
ولفتت منظمة غير حكومية اخرى الى سقوط
تسعة قتلى في حمص. واعلنت السلطات السورية
مقتل جنديين وعدد من عناصر مجموعات "ارهابية"
في حمص ودرعا، في وقت تتهم "جماعات مسلحة"
تعمل لحساب الخارج بالسعي الى نشر الفوضى
في سوريا.
وكانت دبابات للجيش قامت خلال الايام
الاخيرة بتعزيز سيطرتها خصوصا على حمص
وبانياس (شمال غرب).
وافاد الناشط الحقوقي نجاتي طيارة ان
سكانا في ضاحية حمص تعرضوا لاطلاق قذائف
في وقت قام الجيش "بعمليات تمشيط بحثا عن
اسلحة". وقال "الناس يشعرون بالذعر".
وكان العسكريون اقتحموا في 6 ايار/مايو
وسط مدينة حمص ثم الشوارع التي يسيطر
عليها المعارضون.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)
عن مصدر عسكري اشارته الى ان وحدات الجيش
والقوى الامنية تمكنت من "القاء القبض على
عشرات المطلوبين والاستيلاء على كمية
كبيرة من الاسلحة والذخائر المختلفة في
بابا عمرو بحمص وفي ريف درعا".
ولفت المصدر الى سقوط "عدد من القتلى
والجرحى في صفوف المجموعات الارهابية".
وفي مدينة بانياس الساحلية (غرب) "ما يزال
البحث مستمرا عن قادة الاحتجاجات الذين لم
يتم اعتقالهم بعد"، حسبما افاد رئيس
المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال
هاتفي مع وكالة فرانس برس.
واعتقلت قوات الامن السورية الاحد قادة
حركة الاحتجاج في بانياس بينهم الشيخ انس
عيروط الذي يعد زعيم الحركة وبسام صهيوني
الذي اعتقل مع والده واشقائه.
وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن ان "مدرعة
تمركزت في الساحة الرئيسية التي تجري عادة
فيها المظاهرات في بانياس" التي دخلها
الجيش السبت بالدبابات لقمع حركة
الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار
الاسد.
وفي المعضمية قرب دمشق، لا تزال قوات
الامن "منتشرة باعداد كبيرة" بحسب ناشط في
وقت ذكرت صحيفة الوطن القريبة من النظام
عن اعتقال عدد كبير من "المطلوبين".
وفي منطقة عامودا (شمال شرق)، تظاهر نحو
500 شخص مطالبين برفع الحصار عن المدن
بحسب ناشط اخر.
ومنذ انطلاق الاحتجاجات في 15 اذار/مارس،
قتل ما بين 600 الى 700 مدني فيما اعتقل
او فقد اكثر من 8 الاف شخص بحسب منظمات
غير حكومية.
وفي جنيف، دعا الامين العام للامم المتحدة
بان كي مون الاربعاء الرئيس السوري بشار
الاسد الى الكف عن استخدام العنف المفرط
والاستجابة لنداءات الاصلاحات.
وعبر عن خيبة امله لرفض السلطات السورية
السماح لفرق انسانية تابعة للامم المتحدة
بالتوجه الى درعا.
وسحبت سوريا رسميا الاربعاء ترشيحها لمجلس
حقوق الانسان بسبب الضغوط الدولية
المتزايدة نظرا لحملة القمع العنيفة التي
تشنها على المتظاهرين المناهضين للنظام
السوري، حسب ما افاد دبلوماسيون.
وقال السفير السوري في الامم المتحدة بشار
الجعفري في ختام اجتماع لمجموعة اسيا ان
سوريا ستنسحب هذه السنة، وان الكويت
ستترشح مكانها، لان دمشق تنوي الحلول محل
الكويت في العام 2014.
وقال "انها مبادلة"، مشيرا الى ان مجموعة
اسيا تبنت بالاجماع هذا الاجراء.
من جهة اخرى، اضطرت وكالة غوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) الى وقف
انشطتها لصالح 50 الف شخص يعيشون في جنوب
ووسط سوريا بسبب اعمال العنف التي يشهدها
هذا البلد، حسب ما قال المتحدث باسمها
الاربعاء.
الى ذلك، اكد رئيس الوزراء الاردني معروف
البخيت الاربعاء في اتصال هاتفي مع رئيس
الوزراء السوري عادل سفر ان "الاردن يثق
بحكمة القيادة السورية في احتواء
الاحتجاجات"، معربا عن الامل "بعودة
الهدوء الى كافة ربوع سوريا".
وفي سياق متصل، تعرضت صفحة البرلمان
الاوروبي على موقع فيسبوك ليل الثلاثاء
الاربعاء الى هجوم قراصنة سوريين من انصار
الرئيس السوري بشار الاسد بعد ان اقر
الاتحاد الاوروبي عقوبات ضد 13 شخصا من
المقربين منه. |