كم
من وقتك تهدره وأنت تقف في الطابور أمام
الفرن لتشتري الخبز، ولماذا يكثر الازدحام
أمام بعض الأفران والبعض الآخر لا ترى
أمامه إلا من كان مضطراً لشراء الخبز
بسرعة؟
رغم أن المواصفات والكميات المصنعة للخبز
وطريقة التحضير يجب أن تكون نفسها حسب
تعميم الوزارة المختصة، ومع ذلك هناك
تباين واضح في جودة رغيف الخبز من فرن إلى
آخر إن كانت أفران خاصة أو أفران حكومية،
يقول السيد أبو خالد: (عندما نشتري الخبز
من الفرن الذي بجانبنا نأكل منه في نفس
اليوم فقط لأنه في اليوم الثاني لا يستطيع
أحد أكله، وأحياناً يكون معجناً وغير
مقبول، لذلك نشتري من فرن آخر، ويبقى
الخبز أسبوعاً في البراد ويبقى صالحاً).
طالما أن أصحاب الأفران يأخذون مخصصات
الطحين والمازوت بسعر خاص ألا يجب أن
يقدموا خبزاً بمواصفات محددة وجيدة
والجميع يعرفها، على من تقع مسؤولية
مراقبة الرغيف؟ بعض البائعين ذكروا أن
الجهات المعنية لا تتجول على الأفران إلا
في حال وجود شكوى، والبعض الآخر ذكر أن
بعض الجهات المعنية تستورد خبزاً خاصاً
بها لذلك لا تعلم ما هو حال رغيف الخبز،
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى أحد أسباب الازدحام أمام
الفرن هم البائعون الجوالون الذين
يستنزفون طاقة الفرن الإنتاجية، حيث
يأخذون كميات كبيرة من الخبز ويقومون
ببيعها بسعر أعلى مما يجعل صاحب الفرن
يتقيد أحياناً ببيع كميات محددة للمواطن،
أيضاً تجد على أغلب الأفران ثلاث كوات
(مدنيين، عسكريين، نساء) أو كوتين (رجال،
نساء) والالتزام بها ضربٌ من الخيال،
والبيع داخل الكوة يتبع مزاج الموجود
داخلها، تقول السيدة أم محمد: (أحياناً
نتشاجر مع الرجال لأن البائع داخل الفرن
يبيع ثلاثة رجال مقابل امرأة بسبب
الازدحام، أو أنهم يبعثون فتيات صغيرات
يقفون في كوتنا ليشتروا لهم) وتنصف السيدة
رحاب بالقول أن بعض السيدات هن من لا
يلتزمن بكوتهن، في حين يقول بائع في أحد
الأفران: (الجميع لا يلتزم بالكوة المخصصة
ونعاني من الضجة التي ترافق مشاجراتهم)،
وتجد في بعض الأفران مناظراً تجعلك تُقلع
عن أكل الخبز (ربما هي طريقة جيدة ومجانية
للريجيم)، حيث أن الذي يتناول الخبز عن
البساط المتحرك ليبيعه تراه غالباً
مرتدياً قميصه الداخلي ويداه تعبثان بأي
مكان من رغيف الخبز إلى تناول شيء من
الأرض وإلى وإلى.. إلخ. في النهاية صحتين
وعافية على قلبك أيها المواطن لأنك ستأكل
هذا الخبز مهما كان، نظيفاً أم لا، بسهولة
أم بعد قتال، احمد الله أنك تستطيع الحصول
عليه فهو رمق الحياة.
ندى عجيب |