بينما
كانت صفارات الإنذار المبكر تدوى من
مديرية الدفاع المدنى السورية قبل أسبوع
للتأكد من جاهزيتها، تسربت معلومات
إعلامية عن حالة استنفار فى سلاحى الجو
والدفاع بالجيش السورى، لمدة أسبوع قابلة
للتمديد، إلا أنها لم تترافق مع استدعاء
قوات الاحتياط، رغم حديث وزير الخارجية
وليد المعلم عن قلق السوريين مما وصفه بـ
«قرع طبول الحرب».
ألقت المناورات العسكرية فى إسرائيل
وإيران بظلالها على سوريا التى ترتبط
بعلاقة تحالف استراتيجى واتفاقيات تعاون
دفاعية وأمنية مشتركة مع طهران، لاسيما
بعد اتهامها بنقل ٢٠٠ صاروخ «سكود» إلى
«حزب الله» فى الآونة الأخيرة، رغم النفى
القاطع لدمشق.
مصدر استخبارى غربى، طلب عدم الكشف عن
هويته، أكد لـ «المصرى اليوم» أن
المعلومات التى نشرتها صحيفة «تايمز»
البريطانية عن مسار رحلة الصواريخ
المزعومة من دمشق إلى لبنان صحيحة، رغم
نفى سوريا وتجاهل «حزب الله» الرد عليها.
وقال المسؤول «إن الصواريخ المذكورة من
طراز(M-٦٠٠) مداها ٣٠٠ كم وتتميز بالدقة
مقارنة مع صاروخ (سكود) وهو النسخة
المصنعة فى سوريا بالصاروخ الإيرانى (فاتح
١٠٠)، الأمر الذى يعتبر إخلالا بتوازن
القوى الاستراتيجى مع الدولة العبرية،
نظراً لاستخدامه الوقود الصلب وسرعة
إطلاقه وسهولة إخفائه إلى جانب إمكانية
تزويده بعبوات كيميائية». وأضاف المصدر
«كانت هناك نوايا إسرائيلية لتنفيذ ضربات
على قوافل نقل الصواريخ لولا تدخل
الولايات المتحدة».
على صعيد متصل، يرى رئيس جهاز المخابرات
الفرنسية السابق، إيف بونيه، أن «دمشق غير
مستعدة للدخول فى حرب محتملة إلى جانب
إيران أو حزب الله» وقال «أجزم أن سوريا
لن تدخل فى أى حرب.. لأن ذلك ليس ضمن
دائرة اهتمامها». وأردف «صحيح أن هناك
تحالفاً بين سوريا وإيران، لكن ليس إلى
درجة الخوض فى حرب شاملة».
إلا أن الخبير العسكرى السورى المقدم
الهيثم الأيوبى أشار إلى اتفاقية الدفاع
المشترك بين البلدين، وقال «إن كان هناك
نص عن التدخل المباشر فى حال تعرض أحد
الأطراف للدول فسيكون تغير جديد فى
المعادلة».
وأشار الخبير السورى إلى الاتفاق الجديد
الذى جرى فى دمشق خلال اللقاء الثلاثى
الأخير بين «نجاد الأسد نصر الله»، وأوضح
«هذا الاجتماع هو الذى سيحدد ما إذا كانت
سوريا ستدخل الحرب أم لا».
وجدير بالذكر أنه إلى جانب التحالف
الثلاثى، فإن هناك التقارب السورى-الروسى
الذى توج بزيارة الرئيس ديمترى ميدفيديف
إلى دمشق، أسفر عن صفقة جديدة من الأسلحة
الروسية لسوريا التى قد تسهم فى حل جزئى
لمشكلة تطوير وتحديث السلاح والعتاد
العسكرى السورى الذى يعانى من التقادم.
يضاف إلى ذلك معلومات نشرتها تقارير مؤسسة
Certes الفرنسية المعنية بالقضايا
الإستراتيجية حول تقارب تركي-سورى
وإمكانية نجاح مفاوضات لتزويد أنقرة
بزوارق دورية سريعة MRTP .
بقلم فهد الارغا المصري |