حياة
من دخان، ومن تلوث.. «مدينة بين مدخنتين»
هذا هو لقبها. والهم الأسود يملأ الجو،
ويثقل الصدور والصحة. السنوات تمر، ومدينة
بانياس تنزف تلوثاً من المحطة الحرارية
ومصفاة بانياس ومحطة تعبئة الغاز وغيرها.
أملَ الموطن في مدينة بانياس أن يكون نصيب
ابنه من الحياة أفضل منه، وبقي ينتظر
سنوات على أمل إيجاد الحلول. ولكن السنوات
تقلب صفحاتها. وصفحة بانياس في خطط وزارة
البيئة لم تتغيّر؛ ربما خطة أكياس
النايلون أهم بكثير!..
لذا لابدَّ من التذكير بمدينة بانياس بشكل
خاص، أمام هذا الكم من الغازات المنبعثة،
والتي لا يحمد عقباها بعدد الأمراض
التنفسية والسرطانية، التي أشار إليها
أطباء المدينة في أكثر من مناسبة، بينما
أكد العديد من مواطني مدينة بانياس أنَّ
الروائح لا تُطاق، والأتربة السوداء تملأ
المنازل، فكيف الحال بالصدور والرئات التي
تستنشق هذه الأتربة، والتي تحمل بالتأثير
على الصحة كلاماً آخر. ومن يمرّ على
أوتوستراد بانياس، يرى هذه الغيمة السوداء
التي تسقف المدينة وناسها، والتي تشير إلى
أنَّ بانياس إحدى أهم الأولويات، ولاسيما
أنَّ البعض بدأ تصنيفها باسم مدينة
صناعية؛ أي يجب أن تسكنها فقط عائلات
العمال مع خدماتهم.
المدينة، التي صنفت من أكثر مدن حوض
المتوسط تلوثاً، لم يجد المواطن أيّ خطوات
كبيرة أو صغيرة تقنعه بأنَّ الأمر لن
يستمر أو أن الغاز بدأ العمل في محطة
توليد الكهرباء، بينما الملوثات النفطية
لا تقصر بدورها في تلوث الشاطئ.
جميع المواطنين في بانياس عوّلوا على
وزارة البيئة أن تحسّن نوعية التقنيات
المستخدمة؛ لأنَّ المشكلة ليست بالمعمل أو
المصنع بحدّ ذاته، فهو حضارة وعمل، ولكن
المشكلة بالتقنيات المتخلفة والقديمة
المستخدمة، والتي من المفترض أن تطالب
وزارة البيئة بمواصفات لا تؤذي البيئة..
إذاً مشكلة المواطن في بانياس في هوائه.
والهواء ليس طريقاً يمكن إصلاحه. فمحطة
تعبئة الغاز والمحطة الحرارية كافيتان لأن
يهدا حيل الهواء ويثقلا عناصره بملوثات لا
ترحم، بينما مصفاة بانياس وعدت كثيراً
ونفذت قليلاً في سبيل أن يبقى شط المتوسط
في بانياس كما بقيت شطآن الدول المحيطة..
ولكن يقف المواطن ويقول: «من أسف».. |