تشكّلت
مجالس رجال الأعمال في الآونة الأخيرة،
وقيل أنّها لم تنبثق نتيجة فشل غرف
التجارة، وإنما جاءت لتكمل عملها، ولكن هل
هذا الكلام صحيح، وإن كان ليس صحيحاً فهل
بالفعل لبّت غرف التجارة مطالب تجارها،
وهل استطاعت تمثيلهم بالشكل المطلوب؟ هل
تمثّل غرفة تجارة طرطوس تجّارها ؟؟ وهي
التي يفترض أن تمثل أبسط بقالية في أقصى
قرية في طرطوس إلى أضخم المحلات في مركز
المدينة، ولاسيما أنّ غرفة تجارة طرطوس في
الانتخابات الأخيرة فازت بالتزكية، فهل
هذا الفوز يعبر عن حقيقة كونها تمثل
التجار الكبار الصغار؟ وهل بالفعل تلبي
مطالبهم وتستجيب لشكاويهم؟
¶ غرفة مغلقة.. ضرائب مفتوحة
في الاجتماع السنوي لغرفة تجارة طرطوس لم
يحضر من تجّار محافظة طرطوس، بالأرقام، ما
يعادل ربع الموجودين، وعند سؤال التجار عن
الغياب والغرفة جاءت الأجوبة مثقلة
بالسلبيات، والمهمات لم تتعدّ النظام
الداخلي، إلا قليلاً من الشكليّات
والإجراءات الروتينية، بينما بقيت مشاكلهم
تتلى على الأرصفة أمام المحلات، أو تحل
بالعلاقات الشخصية، لمن يمكنهم حلّها..
التاجر عدنان درويش قال: «الغرفة تمثل
تجارها، وتتعاون معهم في مجال القروض، وقد
نحضر الاجتماعات السنوية، لكنها لم
تمثلنا، ولم تتكلم بأسمائنا بخصوص الضرائب
مع المالية، سواء بإرسال الكتب إلى وزارة
المالية أم إلى غرف التجارة الأخرى».
الكلام عن الضرائب كان محور امتعاض التجار
في طرطوس، وأحد النتائج التي تطرح السؤال
عن دور الغرفة، فالتاجر محمد علي يوسف أكد
أنّ ضريبة محله كانت /8/ آلاف ليرة، وخلال
سنة أصبحت /18/ ألف ليرة، وعند الشكوى لا
أحد يرد على أحد في الغرفة، على الرغم من
تقديم الاعتراضات، مصّراً على أنّ الغرفة
لا تمثل أحداً، لا التجار ولا غيرهم..
التاجر حسان الشاعر أشار إلى أنّ الضرائب
ترتفع مضاعفة، ولم يتكلم أحد حولها، وخاصة
أنّ العمل متوقف، والركود مستمر، ولكن
تؤخذ القرارات من المالية دون العودة إلى
ممثلي غرفة التجارة، والأخيرة لا مشكلة
لديها، ربما لأنّ التهرب الضريبي سيّد
الموقف بالنسبة إلى التجار الكبار،
وبالتالي لا يتم تمثيل الصغير الذي يجب أن
يدفع الضريبة وهو مبتسم، لافتاً إلى أنه
حتى الاعتراض الذي يقدّمه التاجر للغرفة
يدفع عليه /500/ ليرة..
مشيراً حسان الشاعر – وهو من عائلة عريقة
بالتجارة - إلى أنّه لا يعلم متى ينعقد
المؤتمر السنوي، على الرغم من أن تكاليفه
توزع على التجار جميعاً.. لكنه يلفت النظر
أيضاً إلى أنّ الخدمات وضريبتها السنوية
تثقل الكاهل وتوقف الحال، فالضريبة
للمالية، وهناك أيضاً الخدمات التي تتقاضى
عليها البلديات مبالغ ليست قليلة..
أمّا التاجر لؤي شاهين، فقد أشار إلى أنّه
خبير مالي عن غرفة التجارة في مديرية
المالية، لكن عمله التوقيع فقط، ولا يمكنه
أن يبدي رأيه، على اعتبار أن الاعتراض
وتمثيل رأي غرفة التجارة حق، على الرغم من
أن الأرقام عادة تكون مجحفة، لكنّ الأخيرة
لم تتدخل أبداً..
كفاح قدور، أمين سر غرفة تجارة طرطوس، رفض
هذا الكلام بشكل قاطع، وأكد أن الغرفة دعت
مدير المالية والجهات المعنية، وناقشت
كافة القضايا الخاصة بضريبتي المالية
والخدمات، وبحضور كافة التجار، متسائلاً
عن كيفية قيام الغرفة بالدفاع عن تاجر
وقّع على الضريبة، طالباً تقديم
الاعتراضات، على اعتبار أنّ لجنة إعادة
النظر لا تراجع إضبارة إلا بوجود ممثل
للغرفة وقاضٍ.
¶ أبٌ متوفٍّ..
يعتقد تجار طرطوس أنّهم الخاسرون في أية
حلبة ومع أي طرف كان، لأنه لا يوجد من
يدافع عنهم، سواء أمام القضاء أم في
الغرامات، وليس فقط ضرائب المالية
والخدمات.. هذا كلام بعض التجار، فصفحة
اعتراضات التجار في طرطوس زادت أسطرها
بنداً، ويتعلق بالتموين الذي يفعل ما
يريد، لأنّ التاجر مهما اعترض لا أحد
يستجيب له، فحسان الشاعر يترحم على غرف
التجارة التي كانت تحلّ الأمر بشكل ودي،
والتي كانت كالأب الروحي للتجار وتمثلهم
وتحل مشاكلهم..
وعن الموضوع نفسه، يضرب لؤي شاهين مثالاً،
وهو أنّه تكلم مع غرفة التجارة الموسم
الماضي، لأنّ مشكلة حدثت بين التجار
والتموين بسبب التنزيلات التي بدأها
التجار ليزيدوا مبيعاتهم، والتي اعتبرها
التموين مخالفة، لكنّ الغرفة لم تحلّ
شيئاً، ولم تدافع عن أحد..
وفي هذا الخصوص، أشار قدور إلى أنّ الجهات
المعنية كافة يعنيها المستهلك قبل التاجر،
وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة لإلغاء
القضاء العسكري فشلت الهيئة العامة،
معلقاً على موضوع مخالفة التنزيلات
المبكرة، والتي جاءت لحماية المنتج الوطني
بتوجيهات من غرفة الصناعة، مؤكداً أنّ
الموضوع ليس موضوع غرفة تجارة، وإنما أكبر
من ذلك..
الانتخابات .. متى؟
لم نسمع بالانتخابات.. فهي الغرفة الوحيدة
التي فازت بالتزكية في القطر، والانتخابات
التي حدثت صورة عن الواقع، فقد غاب التجار
المؤسسون، وإقامة رئيس غرفة تجارة طرطوس
ليست في طرطوس... هذه هي أقوال التجار..
فالتاجر محمد علي يوسف تساءل: لماذا غرفة
طرطوس الغرفة الوحيدة في القطر التي فازت
بالتزكية، بينما لا تمثل إلا تجار الحديد
والسيارات ورجال المال ، لافتاً إلى أن
غرف المحافظات الأخرى يكون لكل قطاع ممثل
ولكن بطرطوس لا ممثل ولا من يحزنون ..
أمّا لؤي شاهين، فقال: «لم نسمع
بالانتخابات، وهي رمز واضح عن واقع
الغرفة، حتى إنّ التجار الأهم لم يسمعوا
بها»..
وبدوره اعتبر حسان الشاعر أنّ الانتخابات
الأخيرة أصبحت عبارة عن مصالح ضيقة،
والتزكية التي حدثت رفضت من قبل معظم
التجار، ولكن نتيجة انعدام الجدوى، فانتهى
الأمر إلى اللامبالاة لدى التجار..
قدور أكّد أنّ التزكية حالة قانونية عندما
لا يترشح شخص مقابل المرشح، وبالتالي يفوز
بالتزكية، وقد تمّت في عدة محافظات،
وبالتالي كان على المعترض أن يترشح، لا أن
يعتمد على الشكوى..
خط مفصول ..
المراسلات بين التجار والغرفة بقيت مقطوعة
على حدّ قول التجار في طرطوس، لأنّها لا
تتعدى بعض الأمور الشكلية والإدارية، ولكن
بخصوص رعاية الفعاليات الثقافية أو
الفنية، تمثلهم في الاجتماعات فقط ، ولا
أحد يسمع بها، إضافة إلى أنّه لا توجد
دعوات للتجار بخصوص المعارض الداخلية
والخارجية لزيارتها أو التبليغ عن إقامتها
أو حتى المشاركة فيها، ولا أخبار عن أية
استثمارات تخطط لها الغرفة أو تفكر فيها..
وهنا طالب التاجر حسان الشاعر بغرفة
تستقبل كلّ تجارها وأبوابها مفتوحة
وتمثلهم، لافتاً إلى أنّ «مدير الغرفة لا
يحمل من المؤهلات ما يؤهله لاستلام هذا
الموقع.. أمّا لؤي شاهين، فطالب بمراسلات
تتجاوز التبرعات..
أمين غرفة التجارة كفاح قدور تساءل،
مستغرباً مطالب التجار: هل الغرفة هي من
يجب أن يقيم تواصلاً مع /12/ ألف تاجر، أم
أنهم هم الذين يجب أن يكونوا على اتصال مع
الغرفة التي لا تتكوّن سوى من /12/ عضواً،
وهم غير موظفين ولا يتقاضون أجراً..؟
مدن أخرى أيضاً..
من المعلوم أنّ غرفة تجارة طرطوس تمثّل
أصغر تاجر في أبعد قرية في المحافظة، فهل
هذا التمثيل موجود، أم الغرفة، التي عجزت
عن أداء دورها في مركز المحافظة، عجزت عنه
في ذلك المكان؟
ومن المعلوم أنّ أعضاء مجلس الإدارة،
وفقاً للنظام الداخلي لغرف التجارة، يجب
أن تكون أعمالهم ضمن مركز المحافظة،
وبالتالي لا يوجد في المجلس من يمثل تلك
المدن والقرى الأخرى، ولكن ـ على حد قول
بسام محمد تاجر الجملة والمفرق في الشيخ
بدر ـ الغرفة لم تستطع أن تعوض ذلك، ولم
تحاول المطالبة بالتعديل.
بعض تجار مدينة بانياس أكّدوا أيضاً أنّه
لا أحد يجتمع بهم، أو يستمع إلى مطالبهم،
بل العكس، وفق ما أشار إليه فراس، حيث ضرب
مثلاً مهرجان التسوق، الذي كان يقام بشكل
سنوي في بانياس، وتقيمه غرفة التجارة، حيث
اعترض عليه عدد كبير من تجار بانياس،
وقدّموا عريضة بهذا الخصوص إلى الغرفة،
لكنّها لم تستجب لأحد..
هنا أجاب قدور بأنّ سجلات الغرفة أصبحت
كلها مؤتمتة، وأصبحت تتألف من اسم التاجر،
ومهنته وأرقامه وبريده، ونوع الاختصاص
الذي يهمّه من أجل الإعلانات، إضافة إلى
البلد الذي يرغب في الاتصال معه، لافتاً
هنا إلى أنّ الغرفة قامت بمهماتها، ولا
يمكن أن تقوم بمهمّة التجار البالغ عددهم
/12/ ألف تاجر.
وفي النهاية، أكّد قدور أنّ الغرفة
بأعضائها كافة جاهزة لتقبل أيّ شكوى من أي
تاجر، لمتابعتها مع كافة الجهات المعنية
لحلها، وفق الأنظمة والقوانين النافذة
وبالشكل الأمثل، ولكن على التاجر أن يراسل
غرفة التجارة وأن يضع معلوماته (الرقم،
الاختصاص، البلد الذي يهمه)، لافتاً إلى
أنّ غرفة تجارة طرطوس هي أول من أسس صندوق
الوفاة بقيمة /100/ ألف ليرة، والذي أصبح
سقفه مليون ليرة.
مطالباً تمثيل الغرفة بكل المفاصل
الرئيسية (مجلس المحافظة، اللجنة
الإقليمية، المدينة)، لأنّه لا يوجد أيّ
اتصال للغرفة مع الجهات المعنية إلا من
خلال العلاقات الشخصية، أو بالاتصالات
المباشرة مع المحافظ..
12 ألف تاجر في محافظة طرطوس
100 ألف ليرة قيمة صندوق الوفاة الذي
أسسته غرفة تجارة طرطوس |