ذكرت برقية أميركية نشرها موقع "ويكيليكس"،
وتحمل الرقم 05BEIRUT3670 صادرة في 14
تشرين الثاني 2005 8:51، أن وزير الدفاع
الوطني الاسبق إلياس المر أبلغ نائبة وزير
الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى
اليزابيت ديبل، والقائم بالأعمال في
السفارة الأميركية في بيروت كريستوفر
موراي أن "سوريا لا تزال تدير العديد من
المجموعات الإرهابية".
وعدّد المر المجموعات الفلسطينية المسلحة
داخل المخيمات وخارجها، بالإضافة إلى حزب
الله وجيشه الذي يتمتع بتجهيز وتدريب "عالي
المستوى". لن ينعم لبنان بالاستقرار، ولن
يتحقق التغيير الحقيقي ما لم يطرأ أي
تغيير في سوريا، قال المر. "لا أتحدث عن
تغيير في النظام"، أوضح المرّ سريعاً، "بل
عن تغيير في الذهنية". في اللحظة التي
يغير فيها النظام السوري طريقة تفكيره،
سينقطع الدعم عن حلفاء سوريا في لبنان،
جزم المر.
وأشارت ديبل إلى أنه سيصعب تحقيق أي تغيير
في لبنان، ما دامت الجيوش الخاصة، كحزب
الله، تتصرف على هواها. أجاب المر بأنه
رغم موافقته على ما ذكر، إلا أن الجيش
اللبناني غير مستعد للتعامل مع الميليشيات.
لا يمتلك الجيش المعدات والتدريب اللازم،
أو حتى الذهنية اللازمة لذلك. قدر المر أن
الجيش بحاجة إلى فترة 6 أو 8 أشهر حتى "نتمكن
من الاعتماد على الجيش اللبناني".
في الوقت الحالي، نتوقع من الجيش أن يفرض
حضوره، لكن لا أن يتخذ أي إجراءات. (تعليق:
بدا المر كأنه يشير إلى وجود الجيش الكثيف
قرب مراكز المقاتلين الفلسطينيين في تشرين
الأول. إلا أن الجيش لم يدهم هذه المراكز،
حتى بعد إطلاق النار على مفتش مدني في
الجيش والتسبب في مقتله. انتهى التعليق).
وسأل السفير المرّ عن التعاون المحتمل بين
الجيش ودول أجنبية تعتزم توفير الدعم
والمساعدة. بدوره، سأل المر، الذي ادعى أن
هذا أول يوم يعاود فيه مزاولة عمله منذ
محاولة اغتياله في تموز، عن الوضع
القانوني لهذه الخطة. (ملاحظة: أخبرت
سكرتيرة المرّ الدبلوماسي الاقتصادي في
السفارة، بعد انتهاء الاجتماع، أن اليوم
ليس فعلاً اليوم الأول للمر في العمل.
انتهت الملاحظة).
أجاب السفير بأن رئيس الحكومة فؤاد
السنيورة، أثناء غياب المر، وافق على
تقويم الولايات المتحدة الأميركية لحاجات
الجيش اللبناني، ما دام الأمر بعيداً عن
الأضواء. ستصل الفرق الأولى في تشرين
الثاني. وافق المر على هذه المبادرة، ووعد
بإثارة الموضوع مع قائد الجيش اللبناني،
الذي سيجتمع به في وقت لاحق بعد ظهر ذلك
اليوم.
وأفاد المر بأنه لا يزال بحاجة إلى 3
عمليات جراحية لترميم الجروح التي سببتها
عملية الاغتيال. ستخضع ذراعه (التي لا
تزال مضمدة) لعملية أخرى، وسيجري عملية
جراحية لأذنيه الاثنتين بين شهري كانون
الأول وكانون الثاني. فضل المر أن يرحب
بنا بوضع يده اليمنى المصابة ناحية قلبه
بدل مصافحتنا. أضاف أنه أمضى 15 يوماً
يتدرب فيها على توقيع اسمه. كذلك كانت
الندوب بارزة أيضاً بوضوح على جانب من رأس
رئيس الأمن التابع للمر.
وأخذ المر كلاً من نائبة مساعد وزيرة
الخارجية الأميركية ديبل والسفير جانباً،
للتحدث على انفراد عن معلومات يظن أنها
بمثابة تهديد جديد له. قال إنه دعا جورج
خوري، مدير الاستخبارات في الجيش، إلى
الاجتماع برئيس وحدة الارتباط والتنسيق في
حزب الله، وفيق صفا، ليعلم الأخير
بالمعلومات التي وردت إلى المر، التي يرى
المرّ أنها تورط حزب الله في مكيدة سورية
تهدف إلى القضاء عليه.
قال المر إنه بانتظار "رد رسمي" من حزب
الله. كذلك عبّر المر عن قلق كبير إزاء
تبني حزب الله لموقف أشد عدائية عند صدور
تقرير ديتليف ميليس في 15 كانون الأول. في
تلك المرحلة، أورد المر أن حزب الله،
ممتثلاً للأوامر السورية، سيحاول افتعال
قتال سني ـــــ شيعي في لبنان. زعم المر
أنه علم بمخططات "حزب الله" إثر اعتراض
مكالمة هاتفية بين الأمين العام لحزب الله
حسن نصر الله، والصحافي في جريدة السفير،
إبراهيم الأمين. بحسب رأي المر، رغم أن
هذا "الوجه الحقيقي" سيمثّل خطراً على
لبنان، لكنه سيسمح على الأقل للبنانيين
الآخرين بأن يدركوا أخيراً طبيعة ما
يواجهونه.
وبحسب البرقية، يبدو أن المر مثال آخر عن
شخصية سابقة "موالية لسوريا" تتحول خلال
مرحلة ما بعد الاحتلال. نشير إلى أنه منذ
أقل من سنة، أبلغ المر، الذي شغل آنذاك
منصب وزير الداخلية، السفير بأن السيطرة
على المتطرفين السنّة والمخيمات
الفلسطينية غير ممكنة من دون مساعدة الجيش
والاستخبارات السورية. والآن يتحدث عن
تحرير الجيش اللبناني من بقايا الاحتلال
السوري. بالطبع، إن حادثة تفجير السيارة
المعدّة لقتله في 12 تموز، هي التي أشعلت
"التحول" لدى المر، والتي يعتقد أنها
عملية مدعومة من سوريا. انتهى التعليق. |