أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

12/08/2010

 

«دوما» عاصمة الريف.. مخالفات بناء.. مشاكل خدمية.. ومخطط تنظيمي من السبعينات

 

 

دوما، عاصمة الريف، كما يُطلق عليها.. تعدُّ من أهم مدن محافظة ريف دمشق، وتبعد عن دمشق 14 كم إلى الشمال الشرقي، تحتضنها الغوطة الشرقية، وتتذكَّرها أشجار الزيتون التي ودَّعت المدينة بعد أن وصل عدد سكانها إلى حوالي 500 ألف نسمة..
لأهالي دوما خصوصية معيَّنة، وفي مدينتهم مشكلات خدمية ومعنوية كثيرة..

أذن من طين..
أبرز المشكلات التي يعاني منها الأهالي، تتمثَّل في انتشار مخالفات البناء بكثرة، من دون حلٍّ صارم من قبل البلدية؛ فالمخالفات في البناء موجودة، سواء في مناطق المخالفات أم في مناطق التنظيم. وعلى الرغم من شكاوى بعض المواطنين من مثل هذه المخالفات، كان للمعنيين عن إزالة تلك المخالفات إذن من طين وأخرى من عجين..

مخطط حجري
مخطط دوما التنظيمي الحالي لا يشمل إلا نصف المدينة، فعلى الرغم من الدراسات ووضع المخططات الجديدة، إلا أنه لم يتم إقرار أيّ منها حتى الآن.. فالمخطط التنظيمي الأخير كان في العام 1964 وعُدِّل بعد ذلك بعشرة أعوام، ونُسي بعدها إلى هذا اليوم..
ومع نسيان هذا المخطط، كان على أهالي دوما أن ينسوا أحلاماً كثيرة، منها الحزام الأخضر الذي كان من المفترض أن يحيط بالمدينة، إلا أنَّ الزمن والإهمال استبدلا هذا الحزام بحزام من الأبنية المخالفة والعشوائية..
وأكثر هذه الأبنية المخالفة كانت ورش عمل أو صالات أفراح، علماً بأنَّه في العام 2000 صدر مخطط تنظيمي للمدينة، لكنه لم يُنفَّذ حتى اليوم..

ليس في الإمكان أكثر مما كان
على الرغم مِن أنَّ أهالي دوما مقتدرو الحال مادياً، إلا أنَّ الخصوصية التي يتمتَّع بها مَن يسكنون هناك تعزِّز رغبتهم في البقاء ضمن المدينة كبيرة، ما يدفعهم إلى السكن في المخالفات، لعدم وجود أماكن شاغرة في المنطقة الصغيرة المنظَّمة، حيث تجد كثيراً من بيوت المخالفات في دوما مميَّزة وتدلُّ على غنى أصحابها واقتدارهم، إلا أنه ليس في الإمكان أكثر مما كان..
فالأهالي مُصرُّون على البقاء في دوما، وأعدادهم تتزايد بشكل مستمر، والمخطط التنظيمي الذي ضاقت به المدينة مازال عند حدود السبعينات..


جغرافيا
يحدُّ منطقة دوما من جهة الغرب دمشق، ومنطقة التل من الجهة الشمالية الغربية، ومنطقة القطيفة شمالاً، وتتاخم حدودها الإدارية البادية السورية من الشرق.. ولمدينة دوما ستة مداخل رئيسة هي: مدخل دوما الشرقي عن طريق عدرا القصير عبر ساحة عبد القادر بدران، ومدخل دوما الغربي عن طريق حرستا جوبر مروراً بساحة جول جمال، ومدخل دوما عن طريق مستشفى حرستا العسكري، والمدخل الشمالي عن طريق أوتستراد حلب، والمدخل الجنوبي عن طريق مسرابا، والمدخل الجنوبي الشرقي عن طريق الشيفونية.. تضمُّ دوما مجموعة من المعالم الأثرية، من أبرزها الجامع الكبير، وجامع الريس، وجامع زين، والنصب التذكاري الذي يحمل اسم قبة العصافير، إضافة إلى الخانات والحمَّامات والدور القديمة.



وجهنة
احتفلت دوما مع مدن ريف دمشق الأخرى بعام 2010 عاماً للبيئة، إلا أنَّ احتفالها كان نظرياً.. فبعد أن أقيمت الاحتفالات ووضعت أحواض النباتات، ترك المحتفلون مدينتهم دون القيام بأيِّ عمل بيئي حقيقي، بل على العكس؛ فقد زادت هذه الاحتفالات من قلة النظافة، وتركت الأحواض المخصَّصة لزرع النباتات فارغة، لتتحوَّل فيما بعد إلى حاويات للقمامة.




مياه قليلة وفواتير مرتفعة
حال دوما مثل حال كثير من مدن الريف؛ فالمياه فيها قليلة جداً، وليس هناك جدول واضح لمواعيد وصول المياه إلى المنازل. وعلى الرغم من قلة المياه هذه، يجد الأهالي فواتير مياههم مرتفعة جداً، وكأن المياه التي تصل إليهم لها طعم آخر!!..

رقع ومطبات
أما طرقات المدينة، فلها شأن آخر، فبعد كلِّ عملية حفر لإصلاح الهاتف أو الكهرباء أو غيرها، ترقع الطرقات بطريقة مؤذية، ولا يعاد تعبيدها أبداً..
وبالنسبة إلى المطبات الطرقية، فمن الممكن أن تنال هذه المدينة الرقم القياسي في المطبات مقارنة بكلِّ مدن سورية، حيث لا يخلو شارع فيها، مهما كان طوله، من مطبٍّ أو أكثر، وبعض هذه المطبات له فائدة، وأكثرها مجهول الفائدة..

سيرك طرقي..
الدرَّاجات النارية هي أحد المعالم الأساسية في المدينة، حيث يتباهى شبان المدينة بقدراتهم القيادية، مرة على عجلة واحدة، ومرة على عجلتين، ما يعرِّض الأهالي إلى خطر الحوادث الطرقية بشكل مستمرّ.

شاخصات فقط
تشهد المدينة بشكل دائم ازدحاماً مرورياً خانقاً، ويرجع السبب في ذلك إلى عدم تقيُّد سكان المدينة والمارِّين فيها بالشاخصات المرورية؛ فإشارات منع المرور هي مجرد شاخصات لا يضطرُّ أحد إلى التقيُّد بها، وذلك بسبب عدم وجود دوريات كافية لتنظيم السير وضبط المخالفات..

مداخل
مداخل المدينة الستة تعاني من قلة الاهتمام، باستثناء مدخل حرستا الرئيس. أما مدخل دوما من جهة مستشفى حرستا العسكري، فهو مجهَّز منذ 9 سنوات، ولكن إلى اليوم لا تتمُّ الاستفادة منه أبداً، فعلى الرغم من وجود إنارة كاملة فيه إلا أنها لا تعمل أبداً بسبب خلاف موجود بين بلديتي حرستا ودوما على مَن سيغذِّي هذه الإنارة بالكهرباء، بحسب ما قاله الأهالي.

المصدر:صحيفة بلدنا السورية - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري