أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

12/08/2010

 

أهي مقدمات خصخصة التيار الكهربائي؟

 

 

يبدو أن البعض مازال بحاجة للتذكير بأن الكهرباء هي شريان مهم من شرايين الحياة العصرية التي لم يعد بالإمكان العيش دونها سواءً في المنزل أو المكتب أو الحقل أو في المدرسة، فهؤلاء يقفون متفرجين بينما هذا الشريان يعطب ويهمل بقصد أو دون قصد، دون أن يقوموا بأي إجراء للردع أو للإصلاح!!. ما يعانيه سكان المحافظات الشرقية وخاصة محافظة دير الزور ومناطقها في هذا المجال هو شيء يفوق الخيال، حتى ليحسب المرء أنه يعيش في العصور الوسطى، فالتيار الكهربائي متأرجح بين العالي جداً والضعيف جداً جداً، لدرجة لم يعد بإمكان المواطن أن ينعم باستقراره وطمأنينته على نفسه وأجهزة منزله الكهربائية، ولدى سؤالنا عن الأسباب جاءنا الرد أن محطات التوليد هي السبب فخط الـ/230/ لا يصل منه إلى محطات التحويل سوى /190/، وخط الـ/66/ لا يصلنا منه سوى /45 ـ 50/ لونضرب مثالاً محطة جندر التي لم يتذكر القائمون عليها أنها تحتاج إلى عملية صيانة قبل دخول فصل الصيف، والذي يتضاعف فيه استجرار التيار الكهربائي، ومما زاد الطين بلة خروج ثلاث محطات توليد عن الخدمة، ومنها محطة السويدية التي تغذي محافظة دير الزور ومناطقها. كل هذا يجري في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى ما يقارب الـ/50/ درجة في الظل، والضحية هو المواطن.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل ما يحصل في هذا القطاع المهم ما هو إلا مقدمة عملية لجعل المواطن يتلقى خبر خصخصة الكهرباء والتي يجري الإعداد لها على قدم وساق، بردّة فعل أضعف من ضعف التيار الكهربائي؟ أم هي عملية إيصال المواطن إلى حد الضجر واليأس من إمكانية إيجاد الحلول إلا عبر هذه الخصخصة التي يسعى لها الفريق الاقتصادي بكل (طاقته)، ليقال لنا في الآخر إنها رغبة المواطن؟ نعتقد بل نجزم أن الأمر على هذه الصورة، فهل ينتبه شرفاء هذا الوطن والعاملون منهم في حقل الكهرباء لهذه اللعبة فيفوتون الفرصة على أولئك المتربصين بالوطن ومواطنيه وذلك من خلال المعالجة السريعة والجذرية، والقيام بعمليات الصيانة الدورية المنتظمة لمحطات التوليد والتمويل وخطوط نقل القدرة، لكي يصل التيار الكهربائي إلى المواطن بشكل يليق بإنسانيته ومواطنته بعيداً عن كل إشكال (دردرة) التيار الكهربائي..

المصدر:صحيفة قاسيون السورية - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري