أخبار الوطن الرئيسية

12/08/2011

 

المعارضة السورية تنقسم ما بين مؤيد لاستخدام العنف ومعارض له

 

 

تنقسم المعارضة السورية حاليا وبعد نحو 5 أشهر على انطلاق الانتفاضة إلى تيارين واسعين بما خص النظرة لمسار الأمور في المرحلة المقبلة، التيار الأول يشجع على تسليح الناشطين في الداخل السوري وبالتالي على مجابهة عنف النظام بالعنف، فيما يصر التيار الآخر على وجوب الاستمرار والتمسك بسلمية الانتفاضة لتحقيق أهدافها وعدم الانجرار إلى حرب أهلية.
رئيس المجلس الثوري للتنسيقيات السورية محمد رحال الذي يؤيد أفكار التيار الأول، يشدد على ضرورة «مدّ الثوار بالمساعدات ومن أي نوع كان، معنوية أو عسكرية أو غيرها لدحر الاحتلال الإيراني عن سوريا»، مؤكدا أن «المعارضة سترحب بأي مساعدة وستشكر المتبرع بها». ويضيف: «قريبا جدا ننتقل لمرحلة جديدة في إطار ثورتنا، وهي تبدأ بالعصيان وبعدها قد نضطر لاستخدام العنف، فكما يُقال العصا لمن عصى وقد نضطر لاستخدام العصا لتأديب النظام».
ويلفت رحال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الثوار يتوقعون موجات العنف المقبلة وهم يتحضرون لها لاقتناعهم بأن النظام لن يتخلى عن السلطة إلا بالقوة».
ويشدد رحال على ضرورة مواكبة التطورات الميدانية بـ«عزل النظام من خلال محاصرته عربيا ودوليا ما سيؤثر تلقائيا على معنوياته ويرفع من معنويات الثوار»، واصفا «خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخير وموقفه من الأحداث في سوريا بـ(المشرّف)»، معتبرا أنه «يعلن بدء العد التنازلي لسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد».
ويضيف رحال: «نشكر لجلالته هذا الموقف الرائع الذي كنا ننتظره تماما كموقف مجلس التعاون الخليجي. الثورة كانت بالأمس يتيمة وها هي اليوم تحظى بدعم الأشقاء العرب».
في المقابل، يشدد الناشط السوري خلف علي خلف على أن «خيار العنف مرفوض منذ البداية وهو سيبقى مرفوضا لأن الإنجازات التي حققتها الانتفاضة نابعة من كونها سلمية»، لافتا إلى أن «توسع رقعة المظاهرات لتطال المدن والمحافظات السورية كافة، ومن ثم كسب التأييد العربي والعالمي ما كان ليحصل لولا سلمية التحركات».
ويقول خلف لـ«الشرق الأوسط»: «تسليح الانتفاضة سيدخلنا بدوامة حرب أهلية، كما أن استخدام القوة سيضعنا في ملعب النظام الذي يجيد تماما اللعب فيه»، متسائلا: «ما هي الأسلحة التي سيحصل عليها الناشطون؟ هل ستوازي قوة النظام الذي يمتلك الطائرات الحربية والمدرعات؟».
ويشدد خلف على أن «لا مصلحة للناشطين بالتسلح لأنهم لن يصلوا لقوة متكافئة كما أن لا موارد أو منابع للتسليح كون الحدود مغلقة من كل الجهات»، ويضيف: «لا مصلحة لأي دولة مجاورة بتسليح الانتفاضة وبدفع سوريا باتجاه دوامة من العنف المسلح لأن انعكاساتها ستكون كبيرة عليها».
ويرى خلف في الضغط الدولي والعربي الحاصل «المخرج الوحيد والخيار الأكثر صوابية للمرحلة»، متحدثا عن «مبادرة دولية سيكون لتركيا فيها دور مؤثر لترتيب مرحلة انتقالية». ويضيف: «الضغط الدولي العربي التركي لم يتم استثماره بعد بشكل فعال، أضف إلى ذلك أننا لم نستنفد بعد الضغوط الدولية والشعبية كما أن تجفيف المصادر المالية عن النظام وفرض المزيد من العقوبات عليه أساسي جدا لضرب بنيته».
ويعتبر خلف أن «الأصوات المعارضة التي تهدد باستخدام العنف هي أصوات غير مؤثرة لن يكون لها أي صدى في الشارع السوري». ويقول: «الحل لم يكن يوما بالعنف لإسقاط النظام فالمثلان التونسي والمصري حاضران أمامنا، هناك أسقط النظام نفسه، ولكن هذا لا يعني أنه لا يجب القيام بمبادرة ما لتحقيق مطالب الثورة».

المصدر:صحيفة الشرق الاوسط السعودية    -     أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري