أخبار الوطن الرئيسية

13/01/2012

 

تيزيني : تنحي الأسد انتصار له

 

 

دعا المفكر السوري طيب تيزيني الرئيس بشار الأسد «الى مواجهة الحقيقة»، مشيراً الى وجود جهات داخل النظام «تريد تدمير البلد».
وإذ شدد تيزيني على غلبة التيار المتشدد داخل حزب البعث «الذي لا يقبل الاصلاح ولا يريده»، رأى أن أساس الأزمة السورية يتمثل «في أن الداخل السوري مستباح منذ أربعين عاماً».
وشكك في دعوة النظام السوري الى الحوار، مؤكداً أن المجتمع السوري حافظ على نسيجه الاجتماعي التعددي، متداركاً أن هذه التعددية يمكن استغلالها «لاشعال التوتر الطائفي، وثمة أطراف تسعى الى تحويل الحركة الاحتجاجية عن مسارها السلمي الى مسار آخر له طابع طائفي، لكن الشعب السوري تجاوز هذا المنعطف الخطير بعد تأكيده على صلابته الوطنية».
«الراي» اتصلت بالمفكر السوري طيب تيزيني وأجرت معه الحوار الآتي:

• لماذا يتواصل انسحاب المراقبين العرب من البعثة العربية، وكيف تقوّم أداءها ؟
- هذه المسألة لها وجهان، يتمثل الأول في أن تجربة الجامعة العربية نشأت عنها أخطاء فادحة لا يمكن قبولها. ويكمن الوجه الثاني في أن رأس هذه اللجنة يبدو انه يريد طبع معظم أعضاء اللجنة بمفاهيم معيّنة. ومنذ البدء كان عمل البعثة غير دقيق ووضعت مهمتها تحت مآرب أخرى، ورغم أن البعثة حققت بعض التقدم لكنها لم تستطع معاينة الأحداث الخطيرة في سورية.
• هل يراهن النظام على تحولات في المنطقة تصب في مصلحته؟
- نحن نواجه سؤالاً علمياً، ما الذي يحدث منذ عشرة أشهر؟ الإجابة التي يتبناها النظام أن هناك مؤامرة خارجية تحاك ضد سورية. وفي رأيي ان الذي يحدث هو حالة طبيعية في تطور البلدان والشعوب، فالنظام بقي أربعين عاماً دون أن يلجأ الى الاصلاح، وهناك اتجاه داخل النظام لا يقبل الاصلاح ولا يريده ويُدرج أي مطالبة بالاصلاحات الحقيقية تحت بند المؤامرة الخارجية، وهذا الاتجاه هو الغالب. وإذا اعتبرنا أن هناك مؤامرة خارجية، فسورية طوال تاريخها تعرّضت للمؤامرات، ولكن هذا لا يعني إهمال الداخل لأربعة عقود واكثر. أطراف داخل النظام تطالب بضرورة الاصلاح في حين أن أطرافاً أخرى تعتبر الاصلاح بمثابة الحالة الثأرية أو الهجومية ضد النظام.
• هل يعني ذلك أن داخل النظام اتجاه يدعو الى الاصلاح وآخر يرفضه بدعوى المؤامرة الخارجية؟
- أظن ذلك. لكن المشكلة لا تكمن فقط في وجود تيار إصلاحي وآخر ضد الاصلاح في حزب البعث، إذ إن محور الأزمة التاريخية في سورية يتمثل في أن الداخل السوري مستباح منذ أربعين عاماً، وأن الاتجاه الغالب في النظام لا يريد الاصلاح لأنه يعتبره أحد أبرز منطلقات تدميره الداخلي. والأخطر من كل ذلك أن النظام لم يعد يطالب بالحوار، وأنا أشك في دعوته للحوار وخصوصاً بعدما وضع الاصلاحات في مواجهة المؤامرة الخارجية. تيار الاصلاح في النظام غير فاعل ولا يملك القوة الكافية، في حين نجد أن المتشددين هم الطرف الأقوى، وهؤلاء لا يتصورون أن غيرهم يعتلي سدة السلطة.
• كيف تفسر توظيف النظام لورقة تخويف الأقليات المسيحية والعلوية في حال سقوطه؟
- التعددية القومية والإثنية والدينية في سورية تشكل بنية صلبة ومحفزة للتقدم وإحداث التحولات العميقة في الثقافة كما في المجال السياسي. وأعتقد أن فكرة استغلال هذه التعددية لاشعال التوتر الطائفي أمر محتمل، وثمة أطراف تسعى الى تحويل الحركة الاحتجاجية عن مسارها السلمي الى مسار آخر له طابع طائفي، لكن الشعب السوري تجاوز هذا المنعطف الخطير بعد تأكيده على صلابته الوطنية.
• ما رأيك في خطاب الرئيس بشار الأسد؟
- كنت أتمنى من الرئيس أن يعلن تعازيه لأرواح الشهداء، وأن يعلن عن وجود ازمة سياسية حقيقة في سورية. كما كنت أتمنى أن يحدد كيفية مواجهة هذه الأزمة عبر تحديد السبل الاصلاحية دون أن ننكر احتمالات المؤامرة الخارجية.
• وجهتَ دعوة الى الرئيس بشار الأسد من أجل التنحي هل ما زلت تدعوه الى ذلك؟
- نعم، وأتت دعوتي له الى التنحي اشفاقاً على هذا البلد، وكنت أودّ من هذه الرسالة إبعاده عن مسائل قد تكون أكثر خطورة وخصوصاً أن هناك أطرافاً تعمل من أجل تدمير البلاد وهي جزء من النظام.
• الى ماذا تدعو الرئيس الأسد بعد خطابه الأخير؟
- أدعوه الى مواجهة الحقيقة وليس في ذلك غضاضة، وأحياناً التنحي يكون انتصاراً للرئيس نفسه وخصوصاً حين تكون الرغبة من هذا التنحي الحفاظ على الوطن.

المصدر:الراي العام الكويتية   -    أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري