لقي أربعة عمال حتفهم خنقاً بالغاز أثناء عملهم في تنظيف خزانات الغاز في قرية تل عدس التابعة لحقول النفط بالرميلان في محافظة الحسكة، والمؤسف في المسألة عدا قصة الموت القاسية، أن هؤلاء العمال كانوا يعملون بشكل يومي، ولكنهم غير مشمولين بالمظلة التأمينية أو النقابية التي يمكن أن تؤمن لهم حقوقهم، والتي فقدوها بموتهم نتيجة إهمال الجهات المسؤولة عن عمليات تنظيف خزانات الغاز.. والحادث المرير هذا ما كان ليحدث لو تمت فيه مراعاة تعليمات الصحة والسلامة المهنية، والتي يشكل اللباس المناسب جزءاً منها، لأنه يفترض قانوناً أن يلبس العاملون في مثل هذه المهن واقيات تمنع تسرب الغاز إلى الرئة، وبالتالي تحافظ على سلامة العامل من الاختناق، ولكن الإهمال وعدم المتابعة لأعمال خطرة كهذه من جانب المسؤولين عن الصيانة والمسؤولين عن تنفيذ تعليمات الصحة والسلامة المهنية، أودى بحياة العمال الأربعة، وهم من عائلة واحدة، حيث كانت الفاجعة كبيرة لعائلتهم.

السؤال الذي يطرح نفسه، إلى متى يبقى الاستهتار بحياة العمال وعدم حمايتهم من المخاطر المهنية التي تكون في كثير من الأحيان مميتة؟! وهذا السؤال نوجهه إلى النقابات وإلى وزارة النفط وإلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وهي الجهات التي تتحمل المسؤولية المباشرة عن حدوث مثل هذه الإصابات القاتلة!

إننا ندعو الجهات تلك إلى العمل على تأمين حقوق العمال وتأمين التعويض المجزي لأهالي العمال (القتلى)، ومحاسبة المقصرين عن مراقبة ومتابعة مثل هذه الأعمال الخطرة دون تأمين مستلزمات العمل والحماية من المخاطر التي تقي العمال من الإصابة والموت بأشكال مختلفة.

العمال الشهداء هم: كهدار قاسم/ 19 سنة، علي قاسم/ 23 سنة، سيبان قاسم 25 سنة، علي سعيد حمد 23سنة.