|
نقلت صحيفة "صندي تلغراف" الأحد عن
مصادر في الاستخبارات الغربية أن الرئيس
المصري السابق حسني مبارك استخدم آخر 18
يوماً له على رأس السلطة لتحويل ثروته
الهائلة إلى حسابات في الخارج لا يمكن
تعقبها.
وقالت الصحيفة إن مبارك اتُهم بجمع ثروة
مقدارها أكثر من 3 مليارات جنيه استرليني
رغم أن البعض لمح الى إمكانية أن تصل إلى
40 مليار جنيه استرليني خلال 30 عاماً
قضاها في السلطة، وهناك مزاعم الآن بأنه
حوّل هذه الثروة إلى مصارف أجنبية وإلى
استثمارات وسبائك وعقارات في لندن
ونيويورك وباريس وبيفرلي هيلز.
وأضافت أن مبارك قام بوضع أمواله بعيداً
عن متناول المحققين المحتملين بعد أن علم
أن سقوطه صار وشيكاً، وذكر مصدر في
الاستخبارات الغربية أن الرئيس المصري
السابق بدأ تحريك ثروته في الأسابيع
الأخيرة.
ونسبت الصحيفة إلى المصدر قوله "نحن على
علم بأن أحاديث عاجلة جرت داخل عائلة
مبارك حول كيفية الحفاظ على هذه الأصول،
ونعتقد أن مستشاريها الماليين نقلوا بعض
الأموال في جميع أنحاء العالم، وفي حال
كان لديها مال حقيقي في زيوريخ فقد يكون
نُقل من هناك الآن".
وأضاف المصدر أن مبارك (82 عاماً) قد "يكون
تعلم الدرس من زميله الرئيس التونسي
السابق زين العابدين بن علي الذي جمّدت
السلطات السويسرية الحسابات المصرفية
لعائلته بعد فراره من تونس ولجوئه إلى
السعودية".
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله "ليس
هناك شك في أن نشاطات مالية محمومة وقعت
وراء الكواليس قبل إعلان مبارك تنحيه،
ويمكن أن تفقد عائلته بعض المنازل
والحسابات المصرفية، لكنها أرادت نقل
سبائك الذهب وغيرها من الاستثمارات إلى
أماكن آمنة".
وذكرت الصحيفة أن مبارك "أراد تحويل أصول
عائلته إلى دول الخليج العربية حيث تملك
استثمارات ضخمة والأهم من ذلك علاقات ودية،
وكثيراً ما تم ذكر الإمارات والسعودية على
أنهما الوجهة النهائية المحتملة لمبارك
وعائلته، فيما أعلنت وزارة الخزانة (المالية)
البريطانية أن لديها القدرة على الحجز على
أصول مبارك في المملكة المتحدة في حال
تلقت طلباً رسمياً من مصر".
وأبلغ اللورد مارك مالوك براون وزير
الدولة البريطاني السابق للشؤون الخارجية
في حكومة حزب العمال الصحيفة "ينبغي على
دولة مثل بريطانيا تجميد أصول أي مسؤول
يُجبر على ترك منصبه إذا كان حجمها أكبر
بكثير مما ينبغي أن يحصل عليه، بانتظار
الإجراء القانوني الذي ستتخذه الحكومة
الجديدة عبر المحاكم".
وقالت "صندي تلغراف" إن مبارك يقيم مع
عائلته الآن في فيلا العائلة في منتجع شرم
الشيخ وأوردت تقارير غير مؤكدة أنه وُضع
تحت الإقامة الجبرية، فيما أشارت مصادر
استخباراتية إلى أن ثروته يمكن تتبعها
بسهولة من خلال التعاملات التجارية لابنه
جمال البالغ من العمر 47 عاماً.
وأضافت الصحيفة إن جمال عاش فترة في منزل
من ست طبقات في منطقة بلغريفيا وسط لندن
وعمل في القطاع المصرفي قبل أن يؤسس شركته
استثمار واستشارات في لندن ويستقيل منها
لاحقاً، وقام مبارك باستخدامه وشقيقه علاء
كوسطاء للشركات الساعية إلى القيام بأعمال
تجارية في مصر.
الى ذلك ذكرت صحيفة "القبس" الكويتية ان
سجالا حادا جرى بين الرئيس المصري حسني
مبارك وبين زوجته سوزان ونجله جمال
وحملهما المسؤولية عن مجمل حالة التدهور
الحاصلة في وضعه.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة في القاهرة
ما وصفته بالقصة الحقيقية لليوم الأخير
الذي أمضاه مبارك (الجمعة) قبل ان يحسم
موقفة ليلا، ويعلن التنحي الكامل عن
السلطة.
وأوضحت المصادر ان الأسرة كاملة (بمن فيهم
زوجتا ابني الرئيس وأحفاده) "التقوا
لتناول طعام الفطور صباح الجمعة، وعلى
الفور أشرفت السيدة سوزان على جمع أغراض
زوجها الشخصية، وكلفت (خادمتين خاصتين بها،
وتنتميان الى إحدى دول المغرب العربي)
بالتعجيل في جمع المقتنيات الشخصية للرئيس
والتي تضم هدايا قيمة وثمينة تلقاها
الرئيس وزوجته من ملوك ورؤساء دول عربية
وأجنبية، وذلك في ثماني حقائب كاملة".
وأضافت ان خلافا شديدا وقع بين مبارك
ونجله جمال،" إذ قال له الوالد بالحرف
الواحد :أنت ورّطتني، أنت وأمك، لقد
قضيتما على تاريخي في مصر".
وقالت المصادر أن "مبارك كان في حالة
نفسية يرثى لها، وبعدها اجتمعت الأسرة
بأكملها وغادروا القصر في ثلاث سيارات،
متوجهين إلى مطار ألماظة القريب من القصر،
حيث استقلوا الطائرة الرئاسية وتوجّهوا
إلى شرم الشيخ".
وذكرت الصحيفة أن الرئيس السابق كان قد
تعرّض لحالة إغماء أثناء جلوسه مع عائلته
الأسبوع الماضي. وكان مطلبه من رجال
المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تلبية
جميع مطالبهم هو المحافظة على خروجه
الكريم من الحكم. |