سبع سنوات عجاف مرت على آذارنا الدامي،
وما تزال دماء بضع وثلاثون وردة كردية
يروي الثرى. الربيع السابع يغادرنا وما
يزال الطغاة فارين من وجه العدالة.
المجرمون القتلى، يقتلون شباب الوطن
ويسقون بدمائهم جشع طغيانهم وجبروتهم
الجبان، دكتاتوريات من ورق، وطاغوت أوهن
من بيت العنكبوت. سبع سنوات مرت على هاوار
الأرض والإنسان، نداء من أجل الحب والحياة.
سبع سنوات مرت على حادثة الملعب البلدي،
حينما هتف الجمهور ضد الاستبداد والطغيان.
قتلوا لأنهم قالوا لا للظلم وشرعوا فاتحي
صدورهم لتتلقى ببرودة رصاص أخرق خرجت من
بنادق الجبناء. رصاص قتل الزهور، وما يزال
عبيرها يفوح في الربيع، الرصاص قتل
الأبرياء، أطفأ الشموع، والقاتل يتلذذ
بالحياة. فيطلق الدوري هاواراً يصل عنان
السماء، لعل هاواره يصل إلى بارئ أرواح
تلك الزهور.
آذار هاوار.. نداء الأرض للإنسان، وصرخة
السماء للنجوم. نداء الحرية في زمن الخوف،
ونداء الكرامة في زمن المهانة. نداء
الورود للندى، وعويل نسوة فقدن فلذات
أكبادهن في يوم جمعة. هاوار للإنسان كي
يفيق من سباته وينظر حوله، ماذا جرى
للطغاة، إنهم يحترقون بلهيب الشعوب، ويسقط
جبروتهم في درك أسود.
آذار هاوار.. نداء الربيع للحجل، ليكتب من
جديد قصة البراعم التي اختنقت برائحة
التفاح الفاسد، السماء ترسل سماً لتتقل
العصافير والحياة. ليستشهد بلد بأكمله،
ويغادر الحجل بعيداً في السماء. هاوار
الحجل وقبقبته كتبت تاريخ النسرين، ويقرأ
في كل ربيع أجمل قصيدة لملكة الزهور.
آذار هاوار.. بضع كلمات وأغانٍ كثيرة في
ذكرى البلبل الذي غادرنا في البهار،
البلبل الذي مات قبل أن يغني للهاوار،
ونداء الربيع. لكنه غنى لكل الأشياء،
للبهار والحب والنسرين وللسلام، غنى بقلبه
قبل الكلام، غنى للعشاق والجبال، والزهور
والندى، ورائحة الزيزفون والمطر، حينما
يفوح الهاوار في كل مكان.
آذار هاوار.. يكتب اليوم رسالة الحياة،
وقصيدة الحرية. يرسم الحب بألوان الربيع
وقطرات الندى المتساقطة من أعين الحور.
آذار هاوار ينادي الحياة، لتكتب تاريخ
الأرض بالمطر، وتحكي للأطفال حكاية آذار،
آذارنا الأخضر، ويرسل الهدهد إلى الجبال،
لعله يأتينا بخبر يقين. آذار هاوار يكتب
للسماء رسالة النجوم، ويحكي للقمر حكاية
شوق لقصيدة شعر تلقى حين المساء.
آذار هاوار.. نداء الثكالى وعبرات
العشيقات، دموع الرجال وصراخ الأطفال.
آذار هاوار نداء اللهيب الحارق للأفئدة
المليئة بالأسى. والجروح الخالدة في الألم،
كلها تكتب في آذار قصيدة الحزن الكردي
الراحلة مع الرياح، حكاية الوطن الغريب
والأرض المسلوبة منذ الأزل، قصيدة مكتوبة
بالدم والتراب.
آذار هاوار.. حكاية السماء الملبدة بغيوم
الظلم، وجشع الظلام، حكاية السجون المليئة
بالأحرار. آذار هاوار ينادي الأرض لتكسر
صمت القضبان، وتحطم أصفاد الاستغلال. آذار
هاوار، نداء الوطن للحرية والشعب التائق
لنسمات السلام، الحرية القادمة بلا
استسلام.
آذار هاوار.. نداء الشهداء، وصرخة الأحياء،
نداء الإنسان إلى الإنسان. لنبدأ يوماً
جديداً مليئاً بالحياة، لا مكان فيه
للطغاة والظلم والجبناء. حياة مشرقة
كألوان قوس قزح يملي السماء. آذار هاوار..
صرخة الأرض ونداء السماء. قصيدة الفراشات،
وحكاية الحجحجيك الثائر والبيريفانة
العاشقة للراعي.
آذار هاوار.. يكتب كما كل عام رسالة
العشاق للعشاق، رسالة الأرض للسماء،
ورسالة المطر للربيع، رسالة الزهور
والورود. آذار هاوار.. ينادي الجميع
للثورة على الظلام، كما ثار كاوا على
آزدهاك. ففي كل زمان آزدهاك ولكن في كل
يوم هناك كاوا، يصهر الحديد ويطلق شرارة
التغيير والثورات، ويكفن نفسه بالنار
والحديد.
آذار هاوار.. نداء الأرض والسماء، أكتب من
جديد رسالة الحياة، وثورة الأحياء، ثورة
الوطن بكل ألوانه، ضد الظلم والظلام،
وابدأ رحلة السلام، رحلة الربيع والأشعار،
واكتب اليوم في آذار، رسالة الحرية والحب
القادم باستمرار، فطوفان التغيير آتٍ بلا
توقف، وسترحل من الوجود كل الأصنام
والطغاة، اصرخ.. فإنك آذار هاوار. |