قال الأمين العام لجامعة الدول العربية
د.نبيل العربي: إنّ المبعوث الأممي العربي
المشترك كوفي أنان سيسلّم دمشق «إعلاناً
سياسياً» سيصدر عن اجتماع موسّع للمعارضة
السورية في القاهرة يومي 16 و17 الجاري،
ومن المقرر أن يطلب أنان من الحكومة
السورية تعيين «محاور» مع المعارضة للمسار
السياسي، في تطورات تشي بقبول المعارضة
بالحوار المباشر مع النظام بعد أكثر من 14
شهراً من الثورة، إلا أن هذا التصور يمكن
أن يصطدم بعدم التوافق الداخلي بين أطياف
المعارضة الممثلة في المجلس الوطني السوري،
الذي بدأ أمس مناقشات تستمر ثلاثة أيام
لاتخاذ قرار بشأن زعامته.
وكشف د.نبيل العربي عن أنه سيتم الإعلان
في ختام المؤتمر الموسّع لكافة أطياف
المعارضة السورية، الذي تستضيفه الجامعة
العربية بمقرها يومي 16 و17 مايو الجاري،
عن «إعلان سياسي» للمعارضة السورية.
وأكد العربي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع
الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، أن أنان
سيتسلم «الإعلان السياسي» ليقوم بتسليمه
مباشرة إلى الحكومة السورية. مشيراً إلى
أن المبعوث الأممي العربي المشترك سيطلب
من دمشق «تعيين محاور مع المعارضة السورية
للبدء في المسار السياسي»، وتابع أن «المشكلة
السورية لا تحلّ فقط من خلال وقف إطلاق
النار رغم أنه عنصر أساسي لأي تحرك سياسي
لإيجاد حل للأزمة السورية».
إنهاء الاستعدادات
وقال الأمين العام: إن الجامعة العربية
أنهت كافة الاستعدادات لاستضافة المؤتمر
الموسع لكافة أطياف المعارضة، حيث سيعقد
بمشاركة الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن
الدولي، إضافة إلى الأمم المتحدة وتركيا
وتونس باعتبارها سبق لهما استضافة مؤتمر «أصدقاء
سوريا» في وقت سابق، إلى جانب منظمة
التعاون الإسلامي وعدد من الأطراف المعنية،
موضحاً أن الهدف من المؤتمر هو تنفيذ قرار
وزراء الخارجية العرب بعقد هذا الاجتماع
لتوحيد رؤى المعارضة السورية.
وأكد العربي أن وقف إطلاق النار في سوريا
يعد أمراً أساسياً، إضافة إلى باقي عناصر
خطة أنان، معرباً عن أمله في أن يتوقف
العنف في سوريا بشكل كامل وبصفة دائمة
عندما يصل عدد كافٍ من المراقبين الدوليين.
من جهته، عبّر الأمين العام لمنظمة
التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو،
عن انزعاجه الشديد لما آلت إليه الأوضاع
في سوريا، معتبراً أن المشكلة الأكبر هناك
تتمثل في عدم وجود توافق دولي على ما يجب
عمله، وهناك توافق دولي على ما لا يجب
عمله. وأردف: «هذا لب المشكلة».
زعامة المعارضة
إلى ذلك، انعقد المجلس الوطني السوري، وهو
المظلة التي تجمع جماعات معارضة للرئيس
بشار الأسد ولكنها متشرذمة، لإجراء
مناقشات على مدار ثلاثة أيام تهدف لاتخاذ
قرار بشأن زعامته ودعم مصداقيته في الداخل
والخارج.
وقال عضوا المجلس التنفيذي للمجلس سمير
نشار وجورج صبرا إنه ستجري مناقشة ما إذا
كان سيعاد انتخاب برهان غليون رئيساً، وهو
المنصب الذي تولاه منذ تأسيس المجلس في
المنفى في اغسطس الماضي. ووجهت انتقادات
لغليون الاكاديمي المقيم في باريس لأنه
بعيد عن المعارضة داخل سوريا ولفشله في
توحيد المجلس الذي لم يحظ بعد باعتراف
دولي كامل ممثلاً شرعياً للشعب السوري.
وقال نشار: «ثمة مناقشات حامية للرئاسة..
نحن ضد تمديد او تجديد ولاية برهان غليون».
وصرح نشار لوكالة «رويترز» في روما.
حيث يعقد اجتماع المجلس، «نحن مع التداول
لأنه يمنح جميع العناصر السياسية السورية
المختلفة فرصة لتولي المنصب». وفي مقابلة
منفصلة رفض صبرا الافصاح عما إذا كان
مرشحاً لرئاسة المجلس ولكنه أيد إصلاحات
جذرية للمجلس الذي تعتريه صراعات سياسية
فضلاً عن غياب الشفافية. |