صدر
مؤخراً عن محكمة الاحالة في اللاذقية
القرار رقم 787 في الدعوى أساس 2442
القاضي باتهام كل من طارق مواليد 1985
والياس مواليد 1983 ومحسن مواليد 1977
وابراهيم مواليد 1985 بجناية القتل قصدا
للمغدور شادي أثناء مشاجرة نشبت في مطعم
معد للسهر الليلي
وإحالة المتهمين الأربعة إلى محكمة
الجنايات في اللاذقية ومحاكمتهم وفق أحكام
المادة 533 وبدلالة المادة 546 من قانون
العقوبات العام.
وتتلخص وقائع هذه القضية بنشوب مشاجرة في
ذلك المطعم بين المذكورين وقد شوهد في
المطعم بعد وصول دورية الأمن التابعة لقسم
شرطة الشاطىء ثلاثة مصابين هم: شادي (الذي
أسعف فوراً إلى المشفى الوطني في سيارة
عابرة) وفؤاد ويحيى اللذان أسعفا بسيارة
الشرطة إلى ذات المشفى وتبين كذلك إصابة
المدعو طارق بعدة جروح وقد صودر من المكان
(سكين كباس) وتوفي في الصباح الذي تلا
وقوع الحادثة المدعو شادي حيث حدد تقرير
الطبيب الشرعي القضائي سبب الوفاة بأنه
توقف فوري للقلب مع نزف داخلي صاعق إثر
طعنه بأداة حادة.
يذكر أنه قد تبين بالتحقيق الأولي وقوع
تحرش من قبل طارق والياس اللذين كانا
برفقة محسن من جهة وبين المغدور شادي الذي
كان برفقة خالد وشخصين آخرين هذا وقد ذكر
المدعى عليه طارق في محضر استجوابه أمام
قاضي التحقيق أنه قد حضر برفقة كل من محسن
والياس في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف
الليل للسهر في المطعم وجلسوا على إحدى
الطاولات وبعد جلوسهم بفترة حضر خالد
برفقة ثلاثة أشخاص لا يعرفهم ومن بينهم
كان المغدور شادي وجلسوا على طاولة مجاورة
وبعد جلوسهم ذهب محسن وقام بمصافحة خالد
ثم عاد.
وبعدها ذهب الياس وقام بالسلام على شادي
ثم جلسوا بعد ذلك ليذهب الياس بعدها إلى
طاولة خالد ويحضر كأس ويسكي أعطاها لمحسن
وأثناءها انزعج كل من الياس وابراهيم
وبسؤالهم للمذكورين أفاد أن شادي قد قام
بالبصاق عليهما فذهب محسن إلى طاولة خالد
وأخبره بتصرفات المغدور شادي ثم عاد..
وبعدها علم أن شادي يقوم بمزاورة الياس
غير أنه لم يعر أهمية لذلك ثم شاهد شادي
يدخل برفقة شخص من مرافقيه إلى الحمامات
وعندئذ قام الياس ولحق بهما وبعد لحظات
حضر الكرسون وأخبره أي :طارق بحصول خلاف
بين الياس وشادي ضمن الحمامات فذهب من أجل
استطلاع الأمر وهناك شاهد مشادة ومدافعة
بين الياس وشادي فتدخل للتخليص بينهما
وعندها قام شادي بدفعه وأشهر عليه سكيناً
طعنه بها في أنفه كما قام بتوجيه طعنة
أخرى له صدها بيده وأثناءها حضر محسن وقام
بابعاد شادي عن الياس وركله برجله ثم
أخرجه من الحمامات وخرج ليلحق به شادي
فقام محسن برمي كرسي خلفه بينما قام الياس
بضربه بكرسي على رأسه.
ثم طعنه بالسكين في خاصرته عندما استفزه
وتوجه بصحبة محسن لخارج الملهى بينما كان
الياس يقوم برمي الزجاجات الفارغة
والكراسي بشكل عشوائي داخل المطعم فالتفت
نحو شادي فشاهده في غرفة الادارة فلحق به
ودخل خلفه ليفاجئه شادي بإمساكه (بتربيزة)
رماه بها ما استفزه كثيراً فقام بطعنه
بعدة طعنات بسكين كان قد أشهرها عليه
للدفاع عن نفسه.
من جهته أفاد المدعى عليه الياس أمام قاضي
التحقيق أنه قد شاهد شادي يدخل إلى
الحمامات برفقة شخص آخر فدخل بعدهما لقضاء
حاجة وقد لاحظ على شادي علائم السكر
الشديد وكونه على معرفة جيدة به طلب من
الشخص الآخر الذي كان يرافقه أن يساعده
على الاستفراغ فحصلت أثناءها ملاسنة بين
شادي والشخص الذي كان يرافقه وكان شادي
يقوم بالصراخ عليه وفي تلك اللحظة حضر
رفيقه طارق مستفسراً عن الأمر ولكنه فوجىء
بشادي يدفعه مخاطباً ليس لك علاقة ما
استفز طارق الذي قام بدوره بدفع شادي
وعندئذ يقول الياس قام شادي بضرب طارق
بأداة حادة كان يحملها وبأنه شاهد الدماء
تنزف من أنف طارق الذي قام باشهار سكين
دفاعاً عن نفسه وطعن بها شادي وأثناء ذلك
حضر محسن وأخرج طارق ثم لحق هو (أي الياس)
بهما ولكن تجدد العراك داخل الصالة بين كل
من شادي وطارق الذي تمكن من طعن شادي عدة
طعنات أخرى ثم اتجه شادي بعدها إلى غرفة
الإدارة ولحق به الشخص الذي كان يرافقه
(خالد) وكذلك ابراهيم وطارق ومحسن وفي
غرفة الإدارة يقول الياس: قام ابراهيم
وطارق بطعن شادي مجدداً بسكاكين كباس كانت
بحوزتهم بينما قام محسن بمسك (تربيزة) رمى
بها شادي فأصابت الجدار ومن ثم سقطت على
رأس شادي وقال أيضا: أنه شاهد بحوزة محسن
سكين كباس مغلقة وأنه لم يشاهده يطعن شادي
بها وأنه أي الياس قام بكسر زجاجتين بعد
أن تلقى ضربة عصا من مدير الصالة ولم
يتدخل حسب ادعائه بطعن شادي كما أنه لم
يكن بحوزته أي سلاح.
من جهتها أكدت قاضي الاحالة في سياق
المناقشة والقضاء الذي أدانت فيه المتهمين
الأربعة بجناية القتل قصداً للمغدور شادي
أنه قد تبين من التحقيقات الجارية في
الملف وأقوال الشهود المستمعين ابتداء
الشجار في المطعم بين كل من طارق ومحسن
والياس وابراهيم من جهة والمغدور شادي
وخالد وشخصين آخرين معه من جهة أخرى بعد
إقدام المدعى عليه الياس بالتحرش بالمغدور
ما أدى إلى توتر الجو بينهما ليقوم المدعى
عليهما طارق والياس باللحاق بالمغدور بعد
ذلك إلى الحمامات حيث استخدم الطرفان
السكاكين في عراكهما بدلالة آثار الدماء
على الجدران والأرض في الحمامات التي
تحرتها رجال الشرطة عند وصولها إلى مسرح
الجريمة ما يؤكد نية المدعى عليهم افتعال
مشكلة بدلالة لحاقهم بالمغدور شادي وهم
مسلحين بالسكاكين إلى الحمامات وأضافت
قاضي الاحالة في سياق النقاش والتطبيق
القانوني أن المدعى عليهم لم يكتفوا بذلك
وحسب وإنما أقدموا مجتمعين (طارق ومحسن
والياس وابراهيم) على اقتحام غرفة الإدارة
التي قام المتواجدون بإدخال المغدور شادي
(بعد استفحال إصابته) إليها ليتابعوا
عملية تبادل الطعن بالسكاكين فيها.
وقد كان الأشد فاعلية بينهم المدعى عليه
طارق إلا أنه ثبت في أقوال جميع الشهود أن
بقية المدعى عليهم قد دخلوا الغرفة أيضاً
ومعهم السكاكين التي سبق أن استخدموها في
الحمامات حيث أصيب المغدور شادي بعدة
طعنات قاتلة في أماكن متفرقة من جسمه
الأمر الذي يجعل الفاعلية الجرمية لفعل
المدعى عليهم الأربعة تنضوي تحت أحكام
المادة 3 بدلالة المادة 546 من قانون
العقوبات.
يذكر أخيراً: أنه قد تم إصدار مذكرات قبض
ونقل بحق المتهمين الأربعة (طارق والياس
ومحسن وابراهيم) ووصفهم في محل التوقيف
العائد لمحكمة جنايات اللاذقية مع ملاحظة
الفقرة الظنية الصادرة عن قاضي التحقيق
بالظن على المدعى عليهم طارق وابراهيم
ومحسن والياس وخالد بجرم الايذاء المقصود
وحمل سلاح ممنوع للجميع وتخريب أشياء
الغير للمدعى عليه الياس ولزوم محاكمتهم
من أجل ذلك أمام محكمة الجنايات تلازماً
وتوحيداً مع الجرم الأشد. |