تفاعلت
في بيروت «المواجهة الاعلامية» بين نائب
رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر
وصحيفة «الأخبار» اللبنانية على خلفية
ايحائها بانه كان وراء فرار الضابط
المتقاعد غسان الجد الذي قال الامين العام
لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله انه
متورط بالتعامل مع اسرائيل وكان في مسرح
جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل يوم
واحد من حصولها، ووصْف المرّ لكاتب المقال
بانه أشبه بـ «جاسوس اسرائيلي» وادعائه
عليه واستدعائه من مخابرات الجيش التي
استجوبته لساعات حول «مصدر» ما كتبه.
وبدت «انتفاضة» المر على صلة بـ «فوضى»
التسريبات المتعلقة بملف المتهمين
بالتعامل مع اسرائيل، ولا سيما الزّج
بأسماء عسكريين، الامر الذي دفع وزير
الدفاع وقيادة الجيش الى التحرك لوقف هذه
«النكتة» (كما وصفها المر) التي شكّل مقال
الصحافي (في جريدة «الأخبار») حسن عليق
بمثابة النقطة التي طفح معها الكيل بحسب
تعبير المر نفسه.
وكانت الصحيفة نشرت تقريراً لـ عليق جاء
فيه أن قائد الجيش العماد جان قهوجي أبلغ
الى المر أن الاستخبارات في صدد توقيف
الجدّ. فطلب الأخير التمهّل لبعض الوقت،
لكن الجد سافر في اليوم التالي الى خارج
لبنان. وهذه العبارة سبقتها عبارة جاء
فيها أنه «وبحسب مصدر مطّلع، فانّ عملية
الفرار جرت بعد حصول المشتبه فيه على
اشارات معيّنة لم يُعرف ما اذا كانت
تسريباً مقصوداً أو معلومات وفّرتها له
اسرائيل».
وقد أعلن المر بعد اجتماع المجلس العسكري
انه «بعد وصول الأمور الى التشكيك في وزير
الدفاع وقائد الجيش والمؤسسة العسكرية،
جمعت المجلس العسكري واتخذنا قرارات
قانونية لتبيان الحقيقة (...) وأريد أن
اعرف من وراء كاتب هذا المقال الذي أورد
معلومات معكوسة تماماً».
وأوضح انه قدم شكوى لدى المدعي العام
التمييزي وحولت الى مديرية المخابرات
للتحقيق في الموضوع وتبيان الحقيقة.
وأضاف: «ليس من وظيفتنا ان نتعدى على
الاعلام ولكن من حق المؤسسة العسكرية ان
تعلم من وراء (...) الذي ينشر معلومات
خاطئة عن لسان قائد الجيش».
ولفت اعلان وزير الدفاع الذي نجا في يوليو
2005 من محاولة اغتيال: «ليسمحوا لنا يجب
ألاّ يصبح المقتول قاتلاً، والصورة التي
نراها في بعض الأقلام، مثلاً ان الرئيس
سعد الحريري سيصبح قاتل أبيه ليرثه وأنا
ابني قد فجّرني لأنني منعته من السهر
والشهيد بيار الجميل انتحر لأنه حزن من
أخته أو من أمه، والشهيد جبران التويني
تدهورت سيارته على الطريق، ما هذا الكلام؟
هل أرواح الناس رسم قلم وحبر لنتسلى بها
(...)».
ولم يتأخر ردّ صحيفة «الأخبار» التي طالبت
المر بـ «الاعتذار». |