أطلق معارضون ونشطاء سوريون من القاهرة
دعوات إلي توحيد المعارضة السورية معتبرين
أن انقسام المعارضة السورية طوال الفترة
الماضية منذ اندلاع الثورة السورية في
مارس 2011 يمثل النجاح الأكبر للنظام
السوري، والفشل الأكبر للمعارضة في نفس
الوقت في نضالها من أجل الدولة السورية
الحديثة.
جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر
الثاني للمنبر الديمقراطي السوري الذي
عقدت أولي جلساته اليوم بأحد فنادق
القاهرة، وشاركت فيه كافة أطايف المعارضة
الممثلة للشعب السوري، إذ شارك فيه أعضاء
بالمجلس الوطني السوري والهيئة العامة
للثورة وممثلون عن الأكراد وغيرهم، وإن لم
يحضروا لتمثيل طائفي، حيث أكد المشاركون
والمنظمون للمؤتمر علي أن كل الحاضرين هم
مواطنون سوريون، ولا تكتلات ولامحاصصات
داخل المؤتمر.
وحضر المؤتمر حوالي 250 معارضا سوريا من
بينهم، سمير العيطة، وميشيل كيلو حازم
نهار وعارف دليلة و فايز سارة وعبد الحميد
درويش. وطالب المعارضن إن يعقد المؤتمر
الثالث للمنبر تحت سماء العاصمة السورية
دمشق سواء حصلوا علي ضمانات دولية أم لا
وقالوا أن هذا حق أصيل لهم.
وقال المعارض السوري سمير العيطة رئيس
تحرير النشرة العربية من صحيفة "لوموند
ديبلوماتيك" الفرنسية لـ"بوابة الأهرام"
أن المؤتمر يهدف إلي النقاش حول كيفية
بناء سوريا المستقبل والنقاش حول ما هي
سوريا المستقبل كرسالة توحيدية وجامعة
للمعارضة السورية.
وأكد العيطة أن المنبر الديمقراطي السوري
ليس تجمعاً لأحزاب أو تكتلات أو محاصصات
طائفية ولكنه بمثابة بوتقة للحوار لكل من
يدعم الثورة السورية، وقال أن النجاح في
تقديم أفكار فاعلية في هذا السياق يمكن أن
يكون أساساً لتوحيد المعارضة.
وتأسس المنبر الديمقراطي السوري في
القاهرة فبراير الماضي، بعد الإجتماع الذي
عقدته أطياف المعارضة السورية بالقاهرة في
مؤتمر عقد بين السادس والسابع عشر من
فبراير الماضي ويهدف إلي إنشاء كيان مدني
سياسي ديمقراطي يسهم في صياغة خطاب سياسي
يساهم في دعم الحراك السوري علي الأرض
لإسقاط النظام، وإجباره علي إيقاف آلته
العسكرية، وتأسيس دولة سورية تقوم علي
دستور يؤكد تداول السلطة وحصر دور قوي
الجيش والأمن في حماية حدود الدولة
السورية.
وقال العيطة إن الخلاف بين المعارضة
السورية يتركز حول نقطتين الأولي هي
تجاذبات القوي الدولية نتيجة لخروج الأزمة
السورية من أيدي السوريين من جراء أفعال
السلطة وتأثرها بمواقف الفاعلين الدوليين
علي الساحة ممن لهم مصالح في سوريا، وأضاف
أن عدم توحيد الكلمة الدولية أثر علي توحد
أطياف المعارضة.
والنقطة الثانية هي الغرور لدي بعض
الأطراف بأنهم الممثل الوحيد للثورة
السورية وهو الأمر غير الصحيح تماماً فلا
يمكن لأحد أن يدعي أنه الممثل الوحيد
للشعب السوري.
وأكد العيطة أن تمويل المؤتمر بالكامل أتي
من أشخاص سوريين من رجال الأعمال وشدد علي
أن المؤتمر لا يتلقي دعماً مالياً من أي
دولة أو جهة بعينها، وذلك رداً علي
اتهامات وسائل الإعلام السورية الرسمية
لهم بالعمالة لدول أجنبية وتلقي تمويل
منها.
وقال الاقتصادي المعارض عارف دليلة أن
سوريا تعيش الآن محرقة، وأضاف أن السوريون
جميعهم يفخرون بالثورة السورية ولكن لا
يجب التغافل عن الكلفة العالية التي
تدفعها سوريا كدولة وبشر ووطن، فقد تكلفت
سوريا ما يقرب من 100 مليار دولار وعادت
إلي 25 عاماً إلي الوراء من جراء تدمير
البنية التحتية للبلد.
ورفض المعارض الكردي عبد الحميد درويش وصف
النظام السوري بالطائفي وقال هو نظام
استبداي ديكتاتوري لا يعرف حقوق الإنسان
أياً كانت طائفته، وأكد علي تطلع السوريين
لدولة ديمقراطية تعرف حقوق الإنسان علي
اختلاف أديانه وقومياته.
واتفق الحاضرون علي تشكيل لجان للمؤتمر
الذي يستمر حتي السابع عشر من أبريل
الجاري لمناقشة قضايا الحراك الثوري
والعمل الميداني وموضوع الإغاثة الإنسانية
للسوريين وورش عمل عن الاقتصاد والساسة
والإعلام السوري.
وستقدم اللجان نتائج أعماله في نهاية
المؤتمر ليصدر البيان الختامي في مؤتمر
صحفي يعقد صباح السابع عشر من أبريل،
وستحل فيه لجان المنبر التي شكلت في
فبراير الماضي لانتخاب لجان جديدة. |