كشفت وثيقة جديدة لـ"ويكيليكس" نشرتها
صحيفة "المصري اليوم" عن أن أحمد أبوالغيط
"وزير الخارجية المصرية السابق طلب من
أميركا مهلة لتنظيف صورة فاروق حسني
بالتعاون مع منظمات يهودية قبل إعلان
الولايات المتحدة معارضتها رسميا".
وتناولت الوثيقة المسربة من السفارة
الأميركية في تل أبيب العلاقات العربية -
الإسرئيلية، وركزت على الجزء الخاص
بإيران"، لافتة إلى "تأكيد دول عربية على
قدرتها على تحريك سوريا بعيدا عن إيران"،
ومؤكدة "التناقض القطري فيما بين
التصريحات والتصرفات الخاصة".
وجاء في نص الوثيقة في الفقرة "C.1"
المؤرخة في 12 آذار العام 2009 في تل أبيب
ذات الرقم 000605، تحت عنوان "مناقشات بين
فيلتمان ووزارة الخارجية تركزت على لبنان،
والاندماج مع سوريا، وعلاقات إسرائيل مع
دول الخليج"، وقعها المستشار السياسي مارك
ج. سيفرز، لأسباب 1.4 (ب) و(د)، "اجتمع
جيفرى فيلتمان، القائم بأعمال الأمين
المساعد لمكتب شؤون الشرق الأوسط، مع
مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية
يوم 4 آذار لمناقشة زيارته المقبلة
لسوريا، ومحادثات الحكومة الإسرائيلية مع
الأمم المتحدة بشأن "قرية الغجر"، ووضع
قرار مجلس الأمن 1701، وعلاقات إسرائيل مع
موريتانيا ودول الخليج.
وقال بينا باروخ، نائب المدير العام
لأميركا الشمالية، إن مشاركة الولايات
المتحدة مع سوريا يمكن أن تكون إيجابية
طالما تجنبت الولايات المتحدة الخطأ
الأوروبي بتحسين العلاقات، حتى حينما
تمتنع سوريا عن تقديم أي تحسينات على
سياساتها، وأضاف يعقوب أميتاري، مدير مركز
الأبحاث السياسية، أن الرئيس السوري بشار
الأسد "راض" عن سياساته في العامين
الماضيين، بما في ذلك دعم حزب الله وحماس،
وبالتالي فإنه على الولايات المتحدة أن
تحرص على عدم مكافأتهم على سلبية
إجراءاتهم.
وبالنسبة لـ"قرية الغجر"، قال إيفياتور
مانور، نائب المدير العام لشؤون المنظمات
الدولية، إن المحادثات الفنية تسير سيراً
حسناً، إلا أنه من المحتمل ألا يكون هناك
اتفاق سياسي حتى تشكيل الحكومة
الإسرائيلية الجديدة، مضيفاً أن إسرائيل
لم تتنازل بعد عن رغبتها في إشراك لبنان
في تلك العملية بشكل مباشر. وأوضح يعقوب
هداس هاندلسمان، نائب المدير العام للشرق
الأوسط، لفيلتمان أن إسرائيل ما تزال
مستمرة في علاقتها الهادئة مع الدول
العربية، كما أنها تؤيد وقوف الإمارات
العربية المتحدة والبحرين ضد إيران، فضلا
عن استعداد مصر للحديث عن التهديد
الإيراني من دون خوف. ومع ذلك يرى هداس أن
عمان وقطر تسعيان إلى مواصلة التحرك تجاه
إيران، ويعتقد أيضاً أن قطر تسعى إلى دفع
موريتانيا بعيداً عن الغرب.
وأشار هداس إلى قلق الدول العربية من
إيران وتدخل الولايات المتحدة للتعامل
معها، مشدداً على أن أميركا عليها طمأنة
العرب بأننا نتفهم ما هى إيران ولن نعطى
الكثير في مقابل القليل".
وفي الفقرة "C.2" جاء في الوثيقة أن
"إسرائيل تؤيد المشاركة المناسبة مع
سوريا"، حيث أكد يعقوب أميتاي، نائب مدير
مركز بحوث السياسة التابع لوزارة الخارجية
الإسرائيلية، أن أي شراكة أميركية مع
سوريا يجب أن تركز على النتائج، قائلاً إن
دمشق جنت فوائد من الاتحاد الأوروبي، في
حين تقوم سوريا بالقليل جداً".
ورأى أميتاي أن "هناك فجوة في الإدراك بين
سوريا والغرب"، موضحاً أن الرئيس السوري
بشار الأسد "يعتقد أن سياساته على مدى
العامين الماضيين - بما فيها من دعم حزب
الله وحماس وتوثيق التنسيق مع إيران -
كانت ناجحة".
وتابع: "الآن، تريد سوريا تعزيز مكاسبها
في قمة الدول العربية في الدوحة عن طريق
التقرب إلى مصر والسعودية، وبالتالي تصبح
(حسنة المظهر) أمام الإدارة الأميركية
الجديدة، من دون تقديم تنازلات حقيقية".
واختتم أميتاي بالقول إنه "لو تحدث مع
السوريين، كان سيحذرهم من إرسال أسلحة
متقدمة لحزب الله، ودعم الفلسطينيين أو
منظمة "فتح الإسلام" في لبنان ذات الصلة
مع تنظيم القاعدة وزعزعة استقرار المنطقة
من خلال دعمها لحماس وجماعات أخرى".
اما في الفقرة "3.S" فأجاب فيلتمان أن
تحليل الولايات المتحدة يتطابق تقريباً مع
وجهات النظر في إسرائيل، وأن رسالته إلى
سوريا ستكون عبارة عن نتائج ذلك التحليل
وقال: "نحن غير راغبين في الدخول في شراكة
من أجلها فقط".
وحدد فيلتمان ثلاثة أمور: نعتقد أنها
ستجعل سوريا تحرز تقدماً بشكل سريع،
الأول، هو النظر إلى الأجانب المقاتلين
الذين يدخلون العراق عبر سوريا، وهو أمر
خطير لأنه يجعل حياة الأميركيين على المحك
بشكل مباشر، ثانياً، سنراقب دعم سوريا
لحماس في ظل عمل المجتمع الدولي على إعادة
بناء غزة، وأخيراً، سنعمل على ضمان ألا
تنقل سوريا صواريخ "أرض- جو" متقدمة إلى
"حزب الله"، ومن هنا نأمل في أن تعمل تلك
المجالات على إحراز أي تقدم على المدى
القريب لإظهار الجدية من الجانب السوري،
كما لا يهدد أي منها بقاء النظام.
وأضاف فيلتمان أن عزل سوريا عن إيران يمكن
أن يكون أمراً أكثر تعقيدا، رغم تأكيدات
الدول العربية أنها تستطيع أن تحرك سوريا
بعيداً عن إيران في المستقبل القريب".
وفي الفقرة (S.4) أوضح فيلتمان أن "سوريا
تريد أن تربح ثلاثة أشياء على الأرجح:
الأول الاشتراك مع الولايات المتحدة،
والثاني عودة سفير الولايات المتحدة،
والثالث اشتراك الولايات المتحدة في
المحادثات السورية / الإسرائيلية".
وأفاد فيلتمان بأن "الأمر الأول لم يتم
إنجازه في زيارته، كما أن السوريين
يتوقعون شخصاً على مستوى أعلى، أما الأمر
الثاني فما يزال غير محسوم، أما الأمر
الثالث المتعلق بإدخال الولايات المتحدة
في محادثات السلام السورية/الإسرائيلية،
سيتم إذا طلبت الحكومة الإسرائيلية
الجديدة تورط الولايات المتحدة في تلك
المحادثات ولكن ليس قبل ذلك، ولذلك ما
يزال هناك مجال للحكومة الأميركية لقياس
حجم مشاركتها مع سوريا".
وأوضح فليتمان: "إننا لن نعقد أي اجتماعات
متتابعة أثناء وجوده فيى دمشق، ونحن سنبحث
بعناية ردود الفعل السورية بعد عقد
الاجتماع"، طالبا من إسرائيل "مراقبة
سوريا عن كثب وإيفاد السفارة بأي تغيير في
السلوك".
وفي الفقرة "11.C" أوضحت وثيقة "ويكيليكس"
أنه "خلال اجتماع فيلتمان مع نائب المدير
العام للشرق الأوسط، يعقوب هداس هاندلسمان،
أوضح فيلتمان أن "الولايات المتحدة تتساءل
عما إذا كان خوف العرب من إيران قد يؤدي
إلى مزيد من الانفتاح العربي نحو
إسرائيل". وأوضح هداس أن "مصر تبدو أكثر
استعدادا لمواجهة إيران علنا إذا نجحت في
"إدراج" السعودية جنبا إلى جنب معها، في
حين أصبحت الإمارات العربية المتحدة أكثر
صرامة مع إيران"، محذرا من أن سلطنة عمان
وقطر اسيرات في الاتجاه الخاطئ".
أما في الفقرة "12.C" فقد شكا هداس من
قرار موريتانيا بطرد السفير الإسرائيلي،
الذي أصبح أمامه ثلاثة أيام لمغادرة
نواكشوط قبل وصول القذافي في زيارة رسمية،
قائلاً إن موريتانيا تبدو وكأنها تحذو
طريق قطر".
ونقلت تقارير صحفية أن "قطر منحت
موريتانيا 10 ملايين دولار لتمويل
الانتخابات، مما دعا هداس إلى القول بإن
قطر تسعى إلى إبعاد موريتانيا عن الغرب".
وفي الفقرة "13.C" أضاف هداس أن "قطر
تحتاج إلى تعاون من إسرائيل للمساعدة في
إعادة إعمار غزة، ولكنها حاولت بالفعل
الالتفاف على الحكومة الإسرائيلية"،
موضحاً أن "قطر أرسلت حمولة مكرونة على
متن باخرة إلى مصر على أمل أن يسمح
المصريون بمرورها إلى رفح، وعندما فشلت في
حدوث ذلك، لجأت قطر إلى إسرائيل لإرسال
المكرونة تحت غطاء منظمة غير حكومية".
وأوضح هداس أن "هناك الكثير من المساعدات
في انتظار دخول غزة، لذلك فإن أي تبرعات
من جانب الدول التي لا تمتلك علاقات مع
إسرائيل لن تحصل على الأولوية في تلك
العملية". |