افاد رجل عرف عن نفسه على أنه مقدم في
الجيش السوري، عن خلافات في صفوف الجيش،
مؤكداً أنه قام بحماية سكان من مدينة جسر
الشغور شمال غرب سورية، حين هاجمتها
القوات السورية الأحد الماضي.
وقال المقدم حسين هرموش، الذي لجأ منذ
الخميس الماضي إلى حدود تركيا قرب بلدة
غوفيتشي، لوكالة فرانس برس "كان الجيش
السوري يتقدم في جسر الشغور، وكانت وحدات
المشاة في الأمام والدبابات في الخلف.
حاولت حماية المدنيين".
وروى "كان معي مجموعات فارة (من الجنود)،
ولم يكن في حوزتنا سوى أسلحة خفيفة وألغام"،
وتابع "نصبنا أفخاخاً للجيش السوري لتأخير
تقدمه، والسماح للمدنيين بالفرار وبمغادرة
المدينة"، مؤكداً أنه وضع ألغاماً على
نقاط عبور للقوات.
وكان شهود أفادوا عن وقوع مواجهات بين
فصائل مختلفة من الجيش في هذه المدينة،
البالغ عدد سكانها 50 ألفاً، والتي تشهد
حملة قمع عنيفة منذ بضعة أيام.
وروى أحدهم أن مواجهات وقعت، أمس الأول،
بين أربع دبابات انشقت عن الجيش وباقي
القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد،
فيما أفاد شاهد آخر عن تدمير جسور لمنع
تقدم العسكريين.
غير أن المقدم هرموش نفى هذه المعلومات
الأخيرة عن تدمير الجسور، مؤكداً أن
الدبابات دخلت المدينة سالكة الجسور ولم
يتم تدميرها.
والضابط الذي عرف عن نفسه بابراز بطاقته
العسكرية ولو انه يرتدي اللباس المدني،
أكد أنه اغتنم مأذونية ليفر الخميس الماضي،
من دمشق في اتجاه الحدود التركية، حيث
تقيم عائلته.
وأكّد أنه فرّ من الجيش بسبب ما يشنه من "هجمات
على مدنيين أبرياء، لا يحملون بأيديهم سوى
أغصان زيتون"، مشدداً على أن المحتجين في
جميع المدن التي أرسل اليها لم يكونوا
مسلحين على الإطلاق.
وقال إن "الجيش تلقى الأمر بمنع حصول
التظاهرات باي ثمن، وبكم أفواه الناس.
أمرونا باطلاق النار على الناس إذا تواصلت
التظاهرات".
وأضاف "لم اقبل بالأوامر. لكنني رأيت ما
فعله بعض الجنود. رأيت الدبابات تطلق
النار على المدن، رأيت المدفعية تطلق
النار والمروحيات تطلق النار بالأسلحة
الرشاشة".
وأشار إلى أن "الجيش السوري يقتل مدنيين
ويطرد الناس من منازلهم .. البلدات يتم
اخلاؤها والسكان يطردون إلى الحدود وإلى
الدول الأجنبية".
وأمل حسين هرموش بأن يدفع انشقاقه ضباطاً
آخرين على الفرار أيضاً، مضيفاً "اتصل بي
بعض الأشخاص وباذن الله، سوف يفرون من
الجيش".
غير ان هذا الخيار في غاية الصعوبة، وأوضح
المقدم "ثمة ضباط وجنود كثيرون يودون
الفرار، لكنهم لا يفعلون لأنهم يخشون أن
يتم قتلهم مع عائلاتهم".
وذكر أن "أحد عناصر الإستخبارات تلقى
تعليمات بقتل المدنيين لكنه لم يفعل، وجرى
اغتصاب زوجته".
وسئل عما نقله شهود عديدون عن وجود عناصر
من القوات الإيرانية ومن حزب الله
اللبناني يشاركون في قمع المحتجين إلى
جانب الجيش السوري، فأكّد المقدم هرموش
أنه شاهد عناصر إيرانيين ومن حزب الله.
وقال "أذكر جيداً في دمشق بقطاع سقبة،
رأيت الناس يتظاهرون وشاهدت (هؤلاء
العناصر) يتحركون"، مضيفاً "رأيت بأم عيني
قناصة متمركزين في الطبقات العليا، قناصة
إيرانيين ومن حزب الله يطلقون النار على
الحشد". |