احتضنت العاصمة الألمانية برلين السبت
(13أغسطس/ آب 2011) اجتماعاً لنشاطين
سوريين معارضين مقيمين في الخارج وذلك
بغرض إعلان هيئة تأسيسية وطنية في الخارج
تهدف لدعم الثورة السورية ضد نظام الرئيس
بشار الأسد. وقد تم الإعلان عن هيئة
تأسيسية مكونة من برهان غليون أستاذ علم
الاجتماع السياسي ومدير مركز دراسات الشرق
المعاصر في جامعة السوربون بباريس، وسلام
كواكبي باحث في جامعة أمستردام، ورامي عبد
الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان
في لند،ن وهيثم مناع المتحدث الرسمي باسم
اللجنة العربية لحقوق الإنسان وسمير عيطة
رئيس تحرير النسخة العربية من "لوموند
ديبلوماتيك"، وزكري السقال.
وعلى هامش الاجتماع، الذي عقد جلسة مغلقة
أمام الصحفيين، التقت دويتشه فيله ببعض
الناشطين وحاورتهم حول بعض القضايا مثل
رأيهم في جدوى العقوبات الاقتصادية
الدولية والتدخل العسكري الخارجي وغير ذلك
من القضايا.
ويتفق من التقتهم دويتشه فيله على أن
العقوبات الاقتصادية سوف تضر بالشعب
السوري، فقد يوظفها النظام السوري لصالحه.
في هذا السياق يقول سمير عيطة إن العقوبات
الاقتصادية "لا جدوى لها، لإنها ستضر
بالشعب السوري أكثر ما تنفعه، سوف يتم غلق
الحدود ويصبح رجال الأمن والجمارك، وهم
عنصر هام في النظام، المستفيد الأول من
هذه العقوبات بعمليات التهريب". أما هيثم
مناع فيقول من وجهة نظر حقوقية إن فرض
عقوبات اقتصادية على سوريا أو أي بلد آخر
هو "مخالف للمواثيق والأعراف الدولية هذا
من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن النظام
السوري لا تؤثر فيه مثل هذه العقوبات، بل
إن الضرر سيقع على الشعب السوري وليس
النظام".
من جانبه يقول صهيب مرزوق، عضو حركة 17
نيسان للتغيير في سوريا والقادم من بلجيكا،
إن النظام السوري "متمرس ولديه خبرة في
مثل هذه العقوبات"، لذلك فهو يعتقد أن
العقوبات "لن تجدي ولن تخدم القضية
الثورية في سوريا، بل ستزيد ذلك من معاناة
السوريين".
نعم للضغط الخارجي ولا للتدخل العسكري
وفيما يتعلق بالخيار العسكري المتمثل
باحتمال تدخل عسكري في سوريا على غرار ما
حدث في ليبيا رفض الكثير من المشاركين هذا
الأمر. وفي هذا الإطار يقول هيثم مناع
إنهم يرفضون التدخل العسكري "بأي شكل من
الإشكال، فهذا غير مقبول ولدينا تجارب عدة
في العالم مثل العراق وأفغانستان، هذه
التجارب كانت نكبه على شعوب هذه البلدان.
كما أن الشعب السوري لن يدخل الحرب
بالوكالة نيابة عن أي دولة أخرى، فإذا
كانت هناك مشكلة بين إيران والغرب، فهذا
يجب أن يكون بعيداً عن ثورة الشعب السوري".
من جانبه يعتبر عماد عزوز، وهو معارض سوري
مقيم في السويد، أن "الضغط السياسي
والحقوقي مقبول، لكن التدخل العسكري مرفوض،
لأن عواقبه غير حميدة من حيث الطبيعة في
سوريا، ومن هنا كان هناك إجماع شبه من قبل
المعارضة على عدم التدخل العسكري". وتعلق
ريم فرحه، عضو مجلسي السلم الألماني
والعالمي، في تعليقها على هذا الموضوع
بالقول: "أنا ضد أي تدخل عسكري مهما كان
في أي بلد في العالم، انظر ماذا حدث في
العراق وليبيا، التدخل العسكري سوف يزيد
من القتلى والجرحى في سوريا".
ويجمع كل من التقتهم دويتشه فيله على
أهمية وحدة الصف الوطني بعيداً عن
الولاءات الحزبية والطائفية الضيقة،
فالشعب السوري، كما يقول مناع، "أثبت
وحدته ويجب عليه أن لا يترك نفسه يتفتت
تحت أي مسمى". ويضيف الناشط الحقوقي
بالقول إن لقاء برلين هو "لقاء مستقل"،
وهو الأمر الذي أكده عزوز بالقول إن العمل
بعيداً عن الأطر الحزبية "يعطي حرية أكثر
في التعامل مع القضايا المختلفة". أما
مرزوق فيرى أن العمل الثوري في الداخل
بحاجة إلى تضافر كل الجهود من قبل الجميع
هنا في الخارج "وذلك بغض النظر عن
الانتماءات الحزبية".
هاني غانم - برلين
مراجعة: عبده جميل المخلافي |