‎طالب مؤسس التيار السلفي في لبنان داعي الاسلام الشهال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالتراجع عن مواقفه الأخيرة، التي وصفها بـ"المزعجة والخطرة" من أجل السلام والمصلحة العامة.
وفي حديث لـ"النشرة"، اعتبر الشهال أنّ مواقف الراعي لا تنم عن هواجس بل عن استراتيجية تبناها الراعي وعن تاريخ يحن اليه، على حدّ تعبيره.



مواقف مزعجة وخاطئة
الشهال وصف مواقف البطريرك الأخيرة بـ"المزعجة والخاطئة والتي لا فائدة منها والخطرة"، معتبرا أنّها "لا تنم عن هواجس بل عن استراتيجية تبناها الراعي وعن تاريخ يحن اليه".
ورأى الشهال أنّه ولو صح أن لدى البطريرك هواجس، "لوجب أن يطرحها منذ اندلاع الثورة وليس اليوم بعدما فات الاوان على النظام السوري"، لافتا الى أن "هذه المواقف تضر بمصلحة الطائفة المارونية قبل أي أحد آخر". وقال: "لا يجوز تبرير المجازر الحاصلة حاليا واعطاء الشرعية لنظام يسفك دماء شعبه على خلفية هواجس مستقبلية. ما يحصل اليوم واقعي وملموس فلماذا طرح هواجس بغير مكانها".



لطالما كان السّنّة رحماء مع جيرانهم
وذكّر الشهال أنّه "وطوال فترة الحكم السني في المنطقة لم يتم التعرض للأقليات أو للمسيحيين أو غيرهم"، وقال: "لطالما كان السنة رحماء مع جيرانهم من كل الطوائف وهم لم يتعرضوا يوما لكنائسهم أو رجال دينهم". ولفت الى ان أحد اكبر مفكري الغرب قد قال سابقا: "ما عرفت عبر التاريخ أرحم وأعدل من العرب".
واذ شدّد الشهال على أن "الهواجس تبدد بالوعي والحوار"، ذكّر البطريرك الراعي بأن "النظام الذي يدافع عنه قتل الناس من دون تفرقة بين سني أو مسيحي أو شيعي"، وقال: "لا يصح بكل الأحوال اعطاء المبررات للأقلية لقتل الأكثرية بحجة هواجس مستقبلية. الحكم يتم على القيم والنهج ومصدر الرجوع والنظام السوري تاريخه حافل بالظلم".
واعتبر الشهال أن "الراعي ولو سأل أتباع كنيسته في سوريا لقالوا له نحن مع جيراننا السنة على خير ووئام"، لافتا الى أن "دعمهم من تحت الطاولة للثوار اكبر دليل على رفضهم لهذا النظام".



شعارات المعارضة السورية لا تخيف
وشدّد الشهال على أن "الشعارات التي تطرحها المعارضة السورية لا تخيف ولا تبرر الهواجس التي يتحدث عنها البطريرك الراعي"، مشيرا الى أن "الشعار الأول والأخير لهذه الثورة الحرية وهو شعار بعيد كل البعد عن الطائفية والمذهبية"، وقال: "اذا كان الراعي يأخذ على المتظاهرين بأكثريتهم السنية ترداد بعض الكلمات كـ"الله أكبر" فالله سبحانه وتعالى للجميع ولا يصح رفض مثل هذا الشعار تحت أي حجة".
وختم الشهال قائلا: "نطالب البطريرك بالتراجع عن موقفه من أجل السلام الذي يفترض أنّه يحمل رسالته ومن أجل المصلحة العامة".