اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات
اللبنانية سمير جعجع "ان استقالة وزراء
فريق 8 آذار من الحكومة كان دائماً أحد
السيناريوهات المتوقعة ولم يفاجئنا ولكن
ما فاجئنا هو قلة المسؤولية عند الفريق
الآخر"، لافتاً الى ان هدف فريق 8 آذار هو
الغاء المحكمة الدولية اذ "بات واضحاً أن
هذا الفريق لا يريد المحكمة الدولية فهو
يتكلم عنها بصفات ونعوت كثيرة ونحن لا
نشاركه الرأي فيها كالقول عن هذه المحكمة
بأنها مسيّسة ولكن لا شيء يدل حتى الآن
أنها كذلك، فهذا الفريق هدفه التخلص من
المحكمة الدولية".
ورأى جعجع، في حديث الى صحيفة "روز اليوسف"
المصرية ينشر غداً، ان " فريق 8 آذار هو
فريق كبير طويل عريض، يبدأ في طهران ولا
ينتهي عند حدود بيروت، وبالنسبة لي شخصياً
كنت أعتقد في البداية أن لا علاقة لأي
لبناني باغتيال الرئيس الشهيد رفيق
الحريري، ولكن بعد التصرفات الأخيرة من
هذا الفريق أصبح لدي شكوك بأن لا شيء يبرر
هذه التصرفات وهذا الموقف من المحكمة إلا
تخوف من شيء في مكان ما، وهذا تفسيري حتى
إشعار آخر"، لافتاً الى ان هذا الخوف لدى
فريق 8 آذار هو "من نتائج التحقيق، وهذا
لا يعني بالضرورة أن هناك فريق لبناني له
علاقة، بل هناك شيء ما له علاقة بكل
الفريق الآخر من طهران حتى بيروت".
وقال: "حتى اللحظة أنا لا أعرف ما سيتضمنه
القرار الإتهامي، سيكون قراراً إتهامياً وليس
ظنياً، هناك الكثير من التسريبات في الصحف
المحلية والعالمية، ولكن يبقى انها
تسريبات وتكهنات، ومن غير المعروف ماذا
سيحويه القرار الإتهامي، الأجواء تقول
أنه سيوجّه اتهام لبعض الأفراد في حزب
الله ولكن حتى الآن ما زالت تكهنات"
وعمّا اذا كان لبنان سيسلم المتورطين اذا
كانوا من حزب الله، أجاب جعجع "إذا
افترضنا أن القرار الاتهامي سيطال بعض
الأسماء من حزب الله، الموضوع سيتوقف هنا
على قرار حزب الله اذا كان سيتعاون أم لا
أو يسلمهم أم لا، ولأن الجميع يعرف أنه في
الوقت الحاضر لا يوجد حكومة لبنانية،
فالحكومة المستقيلة أصبحت حكومة تصريف
أعمال ولا أتوقع تشكيل حكومة لبنانية في
وقت قريب."
واذ شدد على أنه ضد أي صدام عسكري في
لبنان في كافة الأحوال، أعلن جعجع ان قوى
14 آذار سوف تتعامل مع هذا الوضع
بـ"الاجراءات الدستورية وابتداءً من
الإثنين هناك مشاورات نيابية لتكليف رئيس
حكومة من جديد، سنذهب وسنكلف وسنطرح تكليف
الرئيس الحريري من جديد، فالرئيس الحريري
سينال الأكثرية بالرغم من كل المواقف التي
نسمعها في الوقت الحاضر، وسيكون رئيساً
مكلفاً وبعدها يبدأ مشاوراته لتحديد شكل
الحكومة المقبلة.
وأكّد جعجع ان "مرشح 14 أذار هو الرئيس
الحريري، معتبراً ان عدم الاستقرار لا
يعود لوجود الرئيس الحريري على رأس
الحكومة، بقدر ما يعود الى تصرفات الفريق
الآخر.
وعن علاقة ايران بالأزمة الحالية، قال "طبعاً
ايران موجودة في كل شيء موجود فيه حزب
الله، لأن حزب الله جزء لا يتجزأ وجزء
فعلي وأساسي من ولاية الفقية ككلّ
وبالتالي لا نستطيع أن نتكلم عن حزب الله
دون اعتبار ان طهران في الجو"، لافتاً الى
"أن حزب الله لا يُقبل على أي شيء، خصوصاً
خطوة كبيرة مثل الاستقالة من الحكومة
بدون التشاور المسبق مع طهران".
واعتبر جعجع ان " سوريا تريد الغاء
المحكمة والاداة الرئيسة لدمشق في حالة
الرغبة في تحريك الوضع اللبناني من ناحية
الشارع والأمن هي حزب الله"، مشيراً الى
ان "هناك تنسيق مستمر مباشر بين حزب الله
وسوريا وايران بشكل دائم".
وأعلن ان لبنان مقبل على مرحلة صعبة
ودقيقة وحاسمة، بالاخص حاسمة من جهة صموده
ككيان سياسي مستقل وديمقراطي لديه دستور
وقوانين ومؤسسات تدير اللعبة السياسية. |