رغم رفض اعتراف الجانب السورى ببداية
أزمة دبلوماسية بين أنقره ودمشق، إلا أن
حالة التلاسن الإعلامى على مدار اليومين
الماضيين تؤكد أن شرخا قويا ظهر فى
العلاقات التى شهدت 12 عاماً من الازدهار
والنمو.
مصدر سورى مسئول بدمشق نفى لـ"اليوم
السابع" الأخبار التى تناقلتها بعض الصحف
التركية حول طرد السفير السورى من أنقرة،
مؤكدا "هذه الأخبار غير صحيحة جملة
وتفصيلا، فالسفير متواجد فى تركيا ويقوم
بعمله حتى هذه اللحظة، والعلاقات السورية
التركية على أفضل ما يرام، بغض النظر عن
التصريحات الإعلامية التى تنتقض التعامل
السورى مع الاحتجاجات، فما يظهر فوق
الطاولة يختلف عما تحتها".
ولكن الرفض السورى الاعتراف ببداية شرخ فى
العلاقة يصطدم بتجديد رئيس الوزراء رجب
طيب أردوجان بانتقاداته اللاذعة لنظام
بشار الأسد، حيث دعا أردوجان منذ يومين
نظام الأسد إلى القبول بمطالب شعبه فى
السلام والديمقراطية وإلى اتخاذ إجراءات
فورية، مؤكدا أن بلاده قلقة إزاء الأوضاع
فى سوريا، خاصة مع بدء تدفق لاجئين سوريين
إلى الحدود التركية هربا من الأوضاع
الأمنية المتدهورة.
وهى المرة الثانية التى توجه فيها أردوجان
بهذا الانتقاد لنظام صديقه الأسد، حيث حذر
من تكرار مجازر حماة وحمص السوريتين،
مشدداً على أنه من الخطأ أن يقوم نظام
بإطلاق الرصاص على أبناء شعبه، مبديا قلقه
من تجاوز عدد القتلى فى سوريا الألف.
وهى التصريحات التى ردت عليها الصحف
السورية سريعا بانتقادات واسعة وغير
مسبوقة لأردوجان بعد أن حمل المتظاهرون
السوريون صور أردوجان فى بانياس مرحبين
بانتقاداته للرئيس السورى ونظامه، وقالت
صحيفة "الوطن" السورية الخاصة والمقربة من
السلطات، إن رد فعل أنقرة كان متسرعاً
وارتجالياً، وإن هذه الأحداث تشكل امتحاناً
مصيرياً للنموذج التركى.
وكانت العلاقات السورية التركية قد شهدت
على مدار 12 عاماً تطوراً كبيراًَ فى
العلاقات بعد أن كانت وصلت الأزمات بينهما
إلى حد حشد أمنى على حدودهما فى العام
1998. |