ساد توتر شديد أمس بلدة تلكلخ في منطقة
حمص السورية، حيث قتل سبعة أشخاص إثر
اقتحام الجيش السوري للمدينة، وفق ما أفاد
ناشط حقوقي. وقال شهود إن «الوضع متأزم
جداً» في البلدة التي تشهد انتشاراً كثيفاً
لرجال الأمن والجيش. وتزامنت مع ذلك
توترات على الحدود السورية - اللبنانية
إثر إطلاق نار مصدره الأراضي السورية تسبب
بمقتل امرأة سورية نازحة من تلكلخ إلى
منطقة وادي خالد في عكار شمال لبنان، فيما
أصيب عدد من المدنيين السوريين
واللبنانيين وجندي من الجيش اللبناني.
وقال ناشط حقوقي لوكالة «فرانس برس» إن «سبعة
أشخاص على الأقل بينهم امرأتان قتلوا
بعدما اقتحم الجيش تلكلخ» التي يبلغ عدد
سكانها 25 ألف نسمة. وأورد الناشط لائحة
بأسماء القتلى مشيراً إلى أنها «تشمل
الذين عُرفت أسماؤهم» فقط. وأشار أيضاً
إلى «استمرار القصف العشوائي بالدبابات
لأحياء البرج وغليون والسوق والمحطة».
وكانت الحصيلة السابقة لاقتحام المدينة
أشارت إلى سقوط ثلاثة قتلوا بنار قناصة
ينتمون إلى الأجهزة الأمنية، بينما كانوا
يخرجون من جامع عثمان بن عفان وسط تلكلخ
حيث يعتصم عشرات الأشخاص من نساء ورجال.
وتحدث شاهد لوكالة «فرانس برس» عن «إطلاق
نار كثيف على جميع محاور المدينة» سمع
دويها من خلال الهاتف. وأشار إلى «وجود
عدد كبير من الجرحى وسط ساحة البلدة إلا
أن أحداً لم يتمكن من إسعافهم بسبب عدم
تمكن السكان من الخروج».
وقال شاهد آخر إن سكان تلكلخ يعملون على
معالجة الجرحى بما هو متوافر لديهم في
مستوصف طبي بسيط لتعذر نقلهم إلى
المستشفيات، خوفاً من اعتقالهم أو «تصفيتهم».
وأضاف إن قوات الأمن السورية أطلقت النار
من حاجز تقيمه عند مدخل المدينة على موكب
تشييع لأحد قتلى السبت، ما أدى إلى إصابة
والدة القتيل وثلاثة من أفراد عائلته
بجروح.
في موازاة ذلك أعلنت السلطات السورية
إطلاق سراح عدد من الناشطين والحقوقيين
البارزين، بينهم المعارض البارز رياض سيف
والناشطة والمحامية كاترين التلي والناشطة
ملك الشنواني وذلك بعد إخلاء سبيل الكاتب
عمار ديوب والطبيب جلال نوفل والناشط عمار
عيروطي بكفالة. وجاء إطلاق الناشطين
السوريين وسط جهود حكومية لتهدئة
الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإصلاحات
ديموقراطية حقيقية. وفيما لم تسجل أمس
مواجهات بين المحتجين وقوات الجيش والأمن
في المدن الرئيسية، قال شهود إن هدوءاً
مشوباً بالحذر يسيطر على الأجواء، موضحين
أن قوى الأمن استبدلت إطلاق النار
باعتقالات واسعة لكل من تتبين مشاركته في
الاحتجاجات. وأوضح الشهود أن قوى الأمن ما
زالت تنتشر بكثافة في المدن السورية
الرئيسية وبينها ريف دمشق وحمص وبانياس
ودرعا على رغم إعلان السلطات أن قوات
الجيش انسحبت منها تدريجياً «بعدما عاد
الهدوء».
وعن التوترات على الحدود السورية -
اللبنانية، قال مصدر امني لبناني لوكالة «فرانس
برس» إن «امرأة سورية قتلت وأصيب خمسة
أشخاص آخرين، هم أربعة مدنيين لبنانيين
وسوريين وجندي، بجروح»، مشيراً إلى أن كل
المصابين كانوا في الجانب اللبناني من
المعبر.
وفي وقت لاحق، أصيبت فتاة بجروح أثناء
تواجدها في منزل قريب من المعبر، الذي
سلكه خلال الأيام الماضية مئات السوريين
الهاربين، معظمهم من تلكلخ ومحيطها،
هاربين من أعمال العنف في بلادهم.
وأصدر الجيش اللبناني بياناً جاء فيه أن «إطلاق
نار من أسلحة رشاشة حصل قبل ظهر اليوم في
منطقة تلكلخ السورية الحدودية مقابل معبر
البقيعة»، مشيراً إلى أن إصابة الجندي
اللبناني تمت «من جراء سقوط إحدى الطلقات
بصورة عشوائية». وأعلنت قيادة الجيش -
مديرية التوجيه أن «الشرطة العسكرية باشرت
التحقيق في الموضوع».
ونفت مصادر أمنية لـ «الحياة» الرواية
التي تفيد بإطلاق نار من منطقة وادي خالد
في اتجاه الجانب السوري من الحدود، مؤكدة
أن الوضع الأمني مضبوط في شمال لبنان.
وأفاد مصدر امني أن بين النازحين الذين
عبروا إلى الأراضي اللبنانية عنصرين من
الهجانة السوريين (حرس الحدود)، كان
احدهما جريحاً وما لبث أن توفي متأثراً
بجروحه. وهو المواطن السوري الثاني الذي
يموت بعد نقله إلى لبنان. وكان شاب مصاب
توفي يوم السبت في مستشفى القبيات الحكومي
(شمال) بعد قليل من وصوله من سورية. |